الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جلباب المعلم كرشة.. أسرار من حياة محمد رضا وأزمته مع زقاق المدق

الفنان محمد رضا
الفنان محمد رضا

لم تكن بدايات الفنان محمد رضا، قوية، فكان يقوم بأدوار صغيرة، بعدما نصحه الفنان توفيق الدقن صديقه، بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبالفعل التحق به وتخرج فيه عام 1953 وكان يقوم بأدوار صغيرة في المسرح الحر مع مجموعة من شباب جيله، كما قام ببعض الأدوار البسيطة في السينما في أفلام مثل: الفتوة، جعلوني مجرماً.

وأكمل محمد رضا مسيرته حتى حصل على جائزة عن دوره في «جعلوني مجرما» على الرغم من صغر الدور، وكان يقوم في تلك الأفلام بدور وكيل النيابة، أو الضابط، أو الطبيب.

أزمة محمد رضا مع زقاق الفندق بسبب رشاقته

وكان محمد رضا في شبابه وسيمًا ممشوقا يحمل مواصفات الفتى الأول ويحلم بدور «الجان» ولم يخطر بباله يوما أن يصبح «معلم السينما المصرية»، ولكن الصدفة لعبت دورها في تغيير مساره، حيث كان المخرج كمال ياسين يجهز لمسرحية «زقاق المدق» واختار محمد رضا ليلعب دور المعلم كرشة، واعترض الجميع على هذا الاختيار وقالوا إنه لا يصلح لأداء هذا الدور، لأنه وسيم ورشيق ولیست به الصفات الجسمانية التي تؤهله لدور المعلم ولكنه وجد في هذا الدور فرصة لانتشاره وأخذ المسألة تحديًا، وبذل كل جهده لينجح في الدور، ولأنه لم يكن بدينًا أعدوا له «كرشًا» صناعيًا حتى يرتديه تحت الجلابية، وأتقن الدور وتحدث الجميع عن نجاحه، بعدها طلبه الفنان فريد شوقي لأداء شخصية المعلم بمسرحياته في الخمسينيات، وعندما تحولت رواية زقاق المدق إلى فيلم كان بديهيا أن يؤدي فيه محمد رضا دور المعلم كرشة.


نجيب محفوظ: محمد رضا أتقن دوره في زقاق المدق

 

وقال الأديب العالمي نجيب محفوظ إن محمد رضا أدى الدور كما رسمه بالضبط وبنفس الشكل ووصل نجاحه في أداء الشخصية إلى أنه كان يقع عليه اختيار المخرجين في أي عمل به شخصية معلم حتى وصل الأمر أنهم اتفقوا على التنسيق فيما بينهم في مواعيد التصوير حتى يستطيع محمد رضا أداء دور المعلم مع عدد من المخرجين في وقت واحد بدلا من أن يستعينوا بممثل، آخر ، ووصل نجاحه إلى إنتاج أعمال تحمل اسمه ومنها فيلم «رضا» و«بوند»، ومسلسل «قهوة المعلم رضا»، وقدم مئات الأدوار في السينما والإذاعة والمسرح والتليفزيون ومنها أفلام: «عماشة في الأدغال البحث عن فضيحة، إنت اللي قتلت بابايا العتبة جزاز، معبودة الجماهير الزواج على الطريقة الحديثة، الراجل ده هيجنني العايقة والدريسة سيد قشطة، شادر السمك، الراقصة والطبال البيه البواب وغيرها».

كما قدم العديد من المسلسلات التليفزيونة منها: «علي بيه ،مظهر نجم الموسم الزنكلوني مواقف ساخرة، ألف ليلة وليلة، كيف تخسر مليون جنيه يوميات ونيس ساكن قصادي عماشة عكاشة وغيرها»، كما قدم للإذاعة العديد من المسلسلات أشهرها: «شنطة حمزة، رضا بوند». 

ومع تعدد ونجاح أدواره في شخصية المعلم توحد محمد رضا هذه الشخصية وتعامل معها بصدق، وتعرف على مجموعة من المعلمين الكبار ونشأت بينهم صداقة ومنهم المعلم إبراهيم نافع أحد كبار المعلمين بالجيزة الذي كان أقرب أصدقائه ولم يفارقه حتى آخر يوم في حياته، وكان متفتحًا وحكيمًا ويلجأ إليه الناس في حل مشاكلهم.

صداقات محمد رضا مع المعلمين

وكان المعلم إبراهيم من شلة الكاتب الصحفي محمود السعدني الذي كان صديقًا للفنان محمد رضا، ولم يكن الحاج إبراهيم يتحدث بالطريقة التي اشتهر بها محمد رضا ولكن الفنان الكبير نسج شخصية المعلم من خلال معاملاته وصداقته لعدد كبير من المعلمين الذين كان يقابلهم على المقاهي فيدقق في كل التفاصيل ويفصل بنفسه الملابس والجلابيب البلدي بكل متعلقاتها عند ترزي خاص به ولا يعتمد على الإنتاج حتى أنه حرص على ارتداء الملابس الداخلية التي يرتديها المعلمون.

ويشير أحمد محمد رضا، في كتاب «في بيوت الحبايب» إلى بعض الملابس والجلابيب والمتعلقات الخاصة بوالده والتي لا يزال الابن يحتفظ بها، ومنها صندوق مخصص للشوارب «الشنبات» وبه أشكال وأحجام مختلفة استعان بها الفنان محمد رضا في أدواره المختلفة وكان يختار بنفسه الشنب المناسب لكل شخصية، حيث إنه لم يكن يربي شنبه مطلقا، كما كان يبتكر الإيفيهات وطريقة الكلام ويضع «التاتش بتاعه» على الدور، وكان المخرجون يثقون فيه ولا يناقشونه، فيمكن أن يكون الإفيه في السيناريو جملة عادية ويقولها محمد رضا بطريقته ويصنع منها إيفيها مميزا يحفظه المشاهد وتتوارثه الأجيال.