الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تداوي جراح الأشقاء في فلسطين.. كيف ينظر العالم لدور القاهرة| خاص

جانب من الندوة
جانب من الندوة

سيطرت حالة من الهدوء التام على قطاع غزة بعد نجاح الوساطة المصرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بعد تصعيد عسكري استمر لـ 5 أيام مما أدى لاستشهاد 33 فلسطينيًا وإصابة 190 آخرين بجراح مختلفة، بالإضافة لمقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة 65 آخرين.

واحتفل الفلسطينيون في شوارع قطاع غزة بإعلان وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، متوجهين بالشكر إلى الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي على جهودهم الحثيثة في وقف العدوان والدعم المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني.

هدنة برعاية مصرية

أعلنت وسائل إعلام محلية فلسطينية، اليوم الأحد 14 مايو، فتح المعابر مع قطاع غزة خاصة معبر كرم أبو سالم لدخول الوقود في ظل أزمة الطاقة التي تضرب قطاع غزة، بالإضافة للسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة.

أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بدور جمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل لاتفاق تهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة.

وقال الرئيس الفلسطيني، أن الدور المصري الفاعل في التوصل إلى اتفاق التهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة، يعكس متانة وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي واهتمامه الشخصي بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا.

وحيا الرئيس الفلسطيني أبناء شعب فلسطين الصامد والصابر والمرابط، وترحم على ارواح الشهداء، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأوعز لجميع وزارات الاختصاص؛ بتقديم المساعدات الإغاثية الفورية لأهلنا في القطاع.

من جهته رحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بالجهد الذى بذلته مصر، وجميع الشركاء من الأشقاء والأصدقاء، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني التي سفكت بآلة الحرب الإسرائيلية التي خلّفت الدمار والخراب، وتسببت بقتل عشرات الأبرياء من الأطفال، والنساء، والشيوخ، الذين هدمت بيوتهم على رؤوسهم، وإصابة المئات بجراح.

ووجه اشتية التحية لأهالي غزة؛ على ما قدموه من تضحيات جسام، مقدما العزاء لعائلات الضحايا، ومؤكدا أن جرائم الاحتلال لن تثنى الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله المشروع فى سبيل نيل حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها حقه في تقرير مصيره، ونيل حريته، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين.

من جانبه، رحب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط "تور وينسلان" بإعلان وقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل، ودعا كل الأطراف إلى الالتزام به، وأعرب عن تطلعه للاستعادة الفورية لوصول المساعدات الإنسانية وجميع التدابير الاجتماعية والاقتصادية لدعم سبل عيش الفلسطينيين في غزة.

أعرب المنسق الأممي في بيان له عن الحزن العميق "لوقوع خسارة في الأرواح وإصابات، بما في ذلك بين النساء والأطفال، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي في غزة والإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه إسرائيل من قبل جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وغيرها"، مشيدا بالجهود المصرية في التوصل لوقف إطلاق النار بين الطرفين، والمساعدة على استعادة الهدوء.

وشكرت إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة مصر على دورها في التوسط لوقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة، حيث وأعرب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي عن امتنانه للرئيس السيسي لجهوده في التوسط في الاتفاق وشدد على أن الرد على الهدوء سيكون بالهدوء.

كما أكد متحدث باسم حركة الجهاد لوكالة أنباء "رويترز"، الالتزام بوقف إطلاق النار طالما التزمت به إسرائيل.

جهود مصرية للتهدئة

عقد "صدى البلد" ندوة من أجل مناقشة الأوضاع الدائرة في فلسطين على مدار الخمسة أيام الماضية، والتي شهدت خلالها الأراضي الفلسطينية تصاعداً واشتعالاً نتيجة للغارات الإسرائيلية المتتالية على سماء فلسطين والاغتيالات المتتالية للقيادات الفلسطينية، حيث جاءت الندوة تحت عنوان: "تحرك القاهرة للتهدئة.. والصمت الدولي تجاه التجاوزات الإسرائيلية".

وشكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، الشعب المصري الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، مشيداً بالحكومة المصرية ودورها في تهدئة الأوضاع والعمل على حقن الدماء الفلسطينية، مضيفاً أنه كان هناك هدنة برعاية مصرية قطرية أممية وتم بناء عليه وقف التصعيد الذي تعرضت له غزة بعد استشهاد الشهيد خضر عدنان، ولكن تفاجأ الفلسطينيين في الساعة الثانية صباحاً قبل فجر الأربعاء بقيام الاحتلال الإسرائيلي باغتيال 3 قياديين من الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وهو ما كان بمثابة انقلاب على التهدئة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وغدراً لمن تطمئنوا بأنه بالفعل هناك تهدئة ثم توالت الاغتيالات بعد ذلك، متابعاً أنه يبدو أن الاستهداف فقط للجناح العسكري ولكن تصرف قطاع غزة بحكمة ولأول مرة لم يرد بالصواريخ في نفس الثانية بل انتظر 36 ساعة كاملة.

وأضاف الرقب خلال الندوة أن حكمة قطاع غزة لها بعدين البعد الأول هو أن الاحتلال الإسرائيلي قبل أن ينفذ العملية كان قد أخلى مستوطنات الغلاف وأمن بالقبة الحديدية ومقلع داوود المدن الرئيسية داخل دولة الاحتلال وبالتالي لم تكن الصواريخ مجدية، ولكن بعد الضغط الجماهيري أطلق قطاع غزة صواريخ بعد 36 انتقاماً للشهداء.

ومن جانب آخر قال الدكتور جهاد عبدالمجيد، أستاذ القانون الدولي، أن الشعب الفلسطيني دائماً يتمسك بالصمود ولكن دائماً يدفع ثمن باهظ وهو الدم الفلسطيني، وحينما ينزف الدم الفلسطيني سريعاً ما تتجه البوصلة تجاه مصر ونتساءل ماذا ستفعل مصر وكيف ستتحرك ودائماً يراهن الشعب الفلسطيني على الجهود المصرية وكيف ستتحرك مصر تجاه وقف النار، فنعم نحن حيلتنا ضعيفة ولكن نمتلك صموداً يمكن أن نعول عليه كما نمتلك شقيقة كبرى تسمى مصر يمكنها أن تقف بجانبنا وتنصرنا.

وتابع عبدالمجيد خلال الندوة أن جميع الحكومات المتعاقبة على إسرائيل عنصرية وجميعها ترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني وكل حكومة تأتي على أكتاف الشعب الفلسطيني فجميعهم نفس السياسة وجميعهم يتسابقون على من يقتل أكثر من الشعب الفلسطيني ليكسب ثقة الشارع الإسرائيلي.

وقال عبدالمجيد مجيباً على سؤال حول “هل السلطة الفلسطينية مقيدة من اتخاذ قرارات تدعم الشعب الفلسطيني وتساعد على مقاومة الاحتلال؟” أن الرئيس محمود عباس منذ ترشحه وانتخابه وهو معلن برنامج سياسي دبلوماسي لا يؤمن بالكفاح المسلح في المقاومة وهو يؤمن بالمسار السلمي ويمارس عمله وفق ذلك، والسلطة لن تذهب للاشتباك المسلح، والمطلوب من السلطة الفلسطينية دولياً هو تصعيد الموقف دولياً من خلال جامعة الدول العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة ومن خلال مجلس الأمن الدولي الذي يجب عليه أن يتحرك ليدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تتكرر كل مرة ولكن مع الأسف الشديد هذا الاحتلال يفلت من الإدانة بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو في رفض القرارات الصادرة ضده.

من جانب آخر قال الدكتور الفلسطيني سليم رياض، أستاذ الاقتصاد، إن السلطة الفلسطينية تتجه اتجاه واحد طوال مسيرتها من بعد استشهاد القائد أبو عمار، وهو الاتجاه للمفاوضات ولمحكمة الجنايات الدولية وطلب المساعدات من الاتحاد الأوروبي ولم يكن هناك للسلطة الفلسطينية قرار واحد يحجم الاحتلال الإسرائيلي أمام الدول الغربية والدول العربية والسلطة الفلسطينية تحتاج إلى تغيير في القيادة السياسية المتحكمة الحالية لأن الشارع الفلسطيني الآن غير موحد في الداخل.

أضاف رياض خلال الندوة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد في أي عدوان أو فرصة أن يدمر البنية التحتية الفلسطينية والمساكن والبنى والمزارع والمصانع الخاصة بإنتاج السلع الأساسية لقطاع غزة، فدائماً يعمد الاحتلال الإسرائيلي محو الاقتصاد الفلسطيني.

المقاومة الفلسطينية 

فيما قال أستاذ الجغرافيا السياسية بالمنطقة، الدكتور ماهر الصافي، أنه حسب المكان وحسب طبيعة المواجهة وكذلك ما يلقى على كاهل الفلسطينيين سواء في غزة أو في الضفة الغربية جعل الفلسطينيين يفكرون في حلول أخرى رغم العديد من المفاوضات التي فشلت واتجاه أمريكا نحو فلسطين فقط وكافة القرارات التي اتخذت بحق فلسطين ولم تنفذ ولكن رغم كل هذا الفلسطينيين لا يملون المقاومة، ويستمرون في المقاومة سواء في غزة أو في الضفة الغربية بالرغم من الحصار والمكنونات الموجودة في الضفة الغربية وبالطبيعي أن تتغير الحالة المزاجية والعزيمة والأمل لدى الشباب مع الفشل المستمر وعدم تغييب السلطة والحصار الإسرائيلي المستمر.

إسراء عبدالمطلب 
الدكتور/ أيمن الرقب

 

الدكتور جهاد عبدالمجيد
الدكتور سليم رياض
الدكتور ماهر الصافي