الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الصاحى يكتب: القمة العربية التنموية.. تطلعات وتحديات (1)

صدى البلد

تترقب الدول العربية انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة ،والمقرر أن تستضيفها العاصمة الموريتانية نواكشوط  في 7 نوفمبر المقبل، وسط العديد من التحديات التي تشهدها المنطقة، ويزيد من أعبائها الأزمات العالمية التي تعصف بالعالم أجمع، ويتزامن معها تطلعات للشعوب العربية أن تكون تلك القمة بداية حقيقية لتعاون عربي - عربي، أو أن تتمخض القمة  عن مخرجات تسهم في دفع عملية التنمية في البلدان العربية.

تأتي القمة العربية التنموية وسط تحديات جسام تواجهها الدول العربية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وفي ظل ظروف غير مسبوقة تشهدها منذ سنوات  من انتشار الصراعات العنيفة والإرهاب، والخلافات السياسية التي تفاقمت لأزمات عنف وحمل سلاح وهدم وتعطيل للمؤسسات، أدت جميعها إلى نزوح ولجوء أعداد هائلة، وهى المشكلة التي يعتبر استفحالها من أكبر التحديات التي تواجه التنمية في المنطقة العربية، رافقها تراجع لمستويات التعليم وارتفاع أعداد البطالة في العديد من البلدان العربية وزيادة الفقر.

ومع تلك الازمات الداخلية التي تعانيها المنطقة العربية تأتي معها أزمات عالمية طاحنة، حتى أن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر وما يصحبه من استقطاب وتنافس كبير بين القوى الكبرى على حساب القوى الصغرى أو المنفردة، مما يحتم على دولنا العربية أن تعلي مصلحتها وتستمسك بمصالحها المشتركة وتلزم بالعمل الجماعي والتنسيق فيما بينها لتعزيز الكتلة العربية.

وقبل القمة العربية التنموية فإن التساؤل الأهم الذي يطرح نفسه، هو كيف يمكننا تحقيق تكامل عربي يساهم في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولاتزال الدول العربية تواجه فرادا تحديات العالم الخارجي ومتطلبات العصر المتزايدة في ظل مخاطر جسيمة مزمنة وطارئة تداهمها، وللحق فكثيرة هي الوقائع التي تدل على قصور في التكامل العربي وتذكر به، وأكثر هي الأصوات التي تدعو إلى تجاوز هذا القصور والسعي لتكامل عربي تدعمه إرادة الشعوب وسياسات الدول وتدفع إليه كثرة التحديات التي لا تقوى على مواجهتها دولة بمفردها، ولا تستوعبها طاقة شعب منعزل عن أشقائه .

وبالنظر للتجارب والتكتلات الاقتصادية والتنموية التي شهدها العالم  نجد أنه قد لا يُتاح لمجموعة متجاورة من الدول ما يُتاح للبلدان العربية من مقومات التعاون والتكامل بحكم ما يجمعها من إرث ثقافي وحضاري واجتماعي ووحدة للغة والمصير، إلا أنه رغم تلك المقومات وغيرها الكثير لم تقدم الدول العربية على تعاون تنموي متكامل حتى اليوم يُشار إليه على أن نموذج أمثل للتعاون وهو ما تنظره الشعوب العربية من القمم العربية والتنموية.

الوضع في المنطقة العربية ليس في أفضل حالاته -وإن كنا لا نستطيع القول أنه في أسوائها- فالحروب الداخلية التي أرهقت الكثير من دولها والإرهاب الذي عانت منه، ونشوء موجات نزوح ولجوء لم يعرف العالم لها مثيلًا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أثّرت سلبًا على مسيرة التنمية التي تشقّ طريقها بصعوبة في المنطقة، خصوصًا في بعض الدول التي تعاني أساسًا من مشاكل اقتصادية واجتماعية، والدليل على ذلك أين الدول العربية من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة؟.. لذا فنحن في حاجة ملحة لقمة عربية تنموية تكون بداية لعمل عربي مشترك تضع نصب أعينها معاناة الشعوب العربية وتراعي تطلعاتها وحقها في التنمية.