الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جريمة حرب.. بيلاروسيا تختطف أطفالاً أوكرانيين وتمحو هويتهم ولغتهم

الرئيس البيلاروسي
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية، تم تنظيم رحلة من شرق أوكرانيا إلى بيلاروسيا من قبل جمعية تالاي الخيرية بدعم شخصي من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الرجل الذي وصف نفسه بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا" لنقل العديد من الأطفال الأوكرانيين من المناطق التي تم الإستيلاء عليها بواسطة القوات الروسية.   

وبحسب تحليل نشرته فورين بوليسي، صور بث على تلفزيون مملوك للدولة وصول الأطفال في سبتمبر الماضي على أنه عمل إنساني، لكن الخبراء القانونيين الدوليين والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين، قالوا أن تلك العملية من المحتمل أن ترتقي لتكون جريمة حرب.

وأضاف تحليل فورين بوليسي، أن من بين جميع الفظائع التي اتُهمت القوات الروسية بارتكابها منذ الغزو، جاء الترحيل المنظم للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا علي مرأي ومسمع من المجتمع الدولي. 

يقدر المسؤولون الأوكرانيون أن حوالي 20 ألف طفل قد نُقلوا إلى روسيا فيما وصفه باحثون في جامعة ييل بأنه برنامج منهجي للتبني القسري لأطفال أوكرانيا وتلقينهم عقائدهم.

رغم أن دور روسيا في ترحيل الأطفال الأوكرانيين موثق جيدًا، إلا أن تفاصيل بدأت في الظهور عن عملية مماثلة تتم في بيلاروسيا وهو الامر الذي يمكن أن يعرض المتورطين، بما في ذلك لوكاشينكو، لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.

ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة فورين بوليسي، تم توثيق وصول مجموعات من مئات الأطفال من شرق أوكرانيا إلى بيلاروسيا، حيث يتم إرسالهم إلى معسكرات ترفيهية كبيرة. وقال واين جوردش، محامي حقوق الإنسان الذي يساعد تحقيقات الحكومة الأوكرانية في جرائم الحرب: أن "المعلومات حول هذه المعسكرات شحيحة". 

قالت كاترينا راشيفسكا، محامية حقوق الإنسان الأوكرانية التي تحقق في دور بيلاروسيا، مع تحرير مساحات من الأراضي الأوكرانية في هجوم مضاد العام الماضي، بدأت تظهر قصص عن آباء يائسين يسافرون إلى روسيا بحثًا عن أطفالهم. لكن أولئك الذين نُقلوا إلى بيلاروسيا جاءوا من مناطق لا تزال تحت الاحتلال الروسي وخارجة عن متناول المحققين.

من خلال تتبع المنشورات على الشبكات الاجتماعية، والتقارير في وسائل الإعلام الحكومية، وجدت منظمة بيلاروسية معارضة، دليلاً على أن ما لا يقل عن 2100 طفل أوكراني نُقلوا إلى بيلاروسيا من الأراضي المحتلة بين سبتمبر 2022 ومايو من هذا العام. 

تم تمويل عمليات الترحيل إلى بيلاروسيا من قبل دولة الاتحاد، وهو اتحاد اقتصادي وسياسي بين موسكو ومينسك، وفقًا لتصريحات مسؤول كبير. 

تصف منشورات مؤسسة تالاي على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير في وسائل الإعلام الحكومية الأطفال بأنهم من خلفيات متنوعة: منهم الأيتام والأطفال ذوي الإعاقة وأولئك الذين ينتمون إلى أسر فقيرة وأولئك الذين يعيشون في منازل الأطفال.

توفر اتفاقيات جنيف، التي تعتبر العمود الفقري للقانون الدولي الإنساني، أحكامًا مفصلة بشأن معاملة الأطفال وإجلائهم في زمن الحرب: يجب إجلاء الأطفال إلى دولة ثالثة محايدة إن أمكن، ويجب الحصول على موافقة كتابية من قبل الأوصياء عند قيامهم بذلك. يقول الخبراء إن عمليات الترحيل إلى روسيا وبيلاروسيا هي انتهاك صارخ لتلك المبادئ. 

تحظر اتفاقيات جنيف صراحة أي جهود لتغيير هوية أو جنسية الأطفال الذين تم إجلاؤهم من مناطق الحرب. كان أحد أكثر الجوانب المثيرة للجدل لترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين هو تصميم موسكو على تلقينهم ومحو لغتهم وثقافتهم الأوكرانية وتسريع مواطنتهم الروسية.