الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في مئوية هيكل.. تعرف على ما جاء في حواره مع أينشتاين عندما دافع عن حق اليهود في فلسطين

صدى البلد

خلال الأيام المقبلة نحتفل بذكرى مئوية الكاتب والصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل أحد أه وأبرز كتاب القرن العشربن.

 

أجرى هيكل العديد من اللقاءات مع أبرز الشخصيات في العالم، وكان منها المقابلة التي أجراها مع العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين، ونُشِرت المقابلة في مجلة "آخر ساعة". وتضمن هذا اللقاء في كتاب هيكل "زيارة جديدة للتاريخ" الذي نُشِرَ عن دار الشروق.

في هذا الكتاب، يصف محمد حسنين هيكل ألبرت آينشتاين قائلاً: "من بين جميع الأشخاص الذين أتيحت لي فرصة مقابلتهم ، يظل آينشتاين أعظم عالم في مجال العلوم الطبيعية وصاحب نظرية النسبية التي فتحت آفاقًا جديدة لفهم الكون بأكمله أمام عقلي وعينيّ. أتمنى لو كان بإمكاني استعادة تلك الأيام وألتقي به مرة أخرى هذا الشعور ينتابني تجاه العديد من الأشخاص الذين عرفتهم، ولكنه يكون أكثر وضوحًا وقربًا في حالة ألبرت آينشتاين بالذات".

 

وأضاف: "بالطبع، هناك سبب واضح لذلك، وهو أن آينشتاين كان وما زال أبرز "نجم" في سماء العلم خلال القرن العشرين، الذي أثبت حقًا أنه "قرن العلم"، ومع ذلك، أعتقد أن هذا السبب الواضح ليس الوحيد، ويجب أن يكون هناك أسباب أخرى تفسر هذا الشعور نحو آينشتاين. فما هي تلك الأسباب بالضبط؟ قد يكون من بينها أنني لم أدرك الرجل بما فيه الكفاية قبل لقائي به في 12 ديسمبر 1952، ولكن هذا الدرك حدث فعلاً بعد لقائي به".

وواصل هيكل قائلاً: "عندما دركته، اكتشفت أنني لم أسأله كل ما كان يمكنني أن أسأله، ولم أسمع منه كل ما كان يمكنني أن أسمعه، قد يكون من بين تلك الأشياء أن تطورات الأحداث بعد لقائي به لم تتح لي فرصة لعرض صورة شاملة لحديثنا، وجدت في مذكراتي ثماني عشرة صفحة سجلتها بخط يدي عن لقائي به في القطار العائد من "برنستون" حيث قابلته إلى نيويورك. ثم استغربت أن ما نشرته من هذا الحديث في ذلك الوقت لم يتجاوز ثلاثة أرباع الصفحة في مجلة "آخر ساعة" التي كنت رئيس تحريرها في ذلك الوقت".

وقال: "ربما لأنني كنت في وضع شبه موعد لنلتقي مرة أخرى، أو على الأقل أن نظل على اتصال بطريقة ما، ولم أفعل ذلك بسبب ظروف أخرى احتلت بالي، وربما بسبب بعض القيود التي فرضت عليّ وحددت نطاق التواصل. والآن، كل هذا مجرد أماني، فقد ذهب الوقت واختفى الصوت، ولا يمكنني سوى أن أمتد سماعي إليه من بعيد".

اهتمامي باليهود إنساني

وفي حوارهم صرح ألبرت أينشتاين لـ هيكل قائلاً: "أود أن أعرب لك عن اهتمامي الإنساني باليهود وكذلك اهتمامي بإسرائيل، لقد عاشت هذه الجالية تحت ضغط كبير في ألمانيا قبل الحرب، وعشت معهم في بداية تجربتهم، ولكنني غادرتهم في وقت مبكر وهاجرت إلى الولايات المتحدة، زرت أمريكا للمرة الأولى في عام 1921 برفقة حاييم وايزمان، الذي كان حينها رئيسًا للوكالة اليهودية والذي أصبح لاحقًا رئيسًا لدولة إسرائيل، قدمت إلى هنا لأنني كنت مشتركًا في حملة جمع التبرعات لصالح الجامعة العبرية في القدس. إنهم أهلي وأعرف تحدياتهم وشاركتهم حلم وطنهم، أرغب في أن يكون لديهم وطن لا يعانون فيه من الاضطهاد. وبالتالي، فإن فلسطين هي الوطن الذي يستحقونه ولا يمكن أن ينكر حقهم فيه."

حرب 48 صراع بين حقين 

وأضاف أيضًا: "ما أحزنني في أحداث عام 1948 هو أنني رأيتها كصراع بين حقين، كانت هناك فرصة للقوى الدولية للتدخل ومعالجة هذه المأساة، ولكنها فشلت في ذلك،  قد تكون هناك مآرب خاصة لبعض هذه القوى تدعوها لتفاقم المشكلة بدلاً من حلها."

وعن رفضه لمقابلة مناحم بيجن، أوضح أينشتاين: "هل قرأت الرسالة التي وقعتها لمحرر صحيفة نيويورك تايمز احتجاجًا على زيارة مناحم بيجن لأمريكا في نهاية عام 1948؟ وصفناه في تلك الرسالة بأنه قاتل وإرهابي، ورفضنا أن يسمح له بزيارة الولايات المتحدة. لقد قاطعت جميع الفعاليات التي نُظمت خلال زيارته ورفضت استقباله في منزلي. بالرغم من أنه بعث برسالة يعرب فيها عن رغبته في سماع وتعلم مواقفي، إلا أنني كنت أدرك أنه لا فائدة من الحوار مع أولئك الذين يعتمدون على العنف، لا يمكن لأحد أن يغير آرائهم. بإيجاز، موقفي نحو اليهود واسرائيل.