الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد: أصبحنا مؤسسة رائدة في عهد الرئيس السيسي.. ويشهد التاريخ أنه أول من اهتم بتجديد الخطاب الديني

مفتي الجمهورية في
مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

يشهد التاريخ أن الرئيس السيسي أول من اهتم بتجديد الخطاب الديني 

دار الإفتاء تواصل تنفيذ استراتيجية الريادة واستحداث فروع جديدة

أصبحت دار الإفتاء مؤسسة رائدة ذات إسلامية في عهد الرئيس السيسي

تدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين من أشهر أسباب الطلاق

 

ناقش موقع صدى البلد، مع الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مجموعة من القضايا المهمة على الساحة الدينية، وذلك بعد تجديد الرئيس السيسي، لمفتي الجمهورية، لمدة عام جديد.

وتضمن الحوار مع مفتي الجمهورية، الحديث عن أسباب الطلاق في مصر، وموقف الدار من الطلاق الشفوي، وكذلك خطة عمل الدار خلال الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار

- ما هي خطة عمل المفتي في الفترة المقبلة للنهوض بدار الإفتاء؟

دار الإفتاء تسعى خلال الفترة المقبلة إلى الاستمرار في العمل على تحقيق الريادة الإفتائية في الداخل والخارج وتسهيل الحصول على الخدمات الإفتائية المختلفة، وأنها وضعت لذلك خطَّة استراتيجية ستعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وهذه الخطة تقوم على عدَّة محاور رئيسية يأتي على رأسها استكمال منظومة التطوير التي تقوم عليها الدار أفقيًّا ورأسيًّا، وذلك من خلال زيادة كفاءة إداراتها واستحداث إدارات جديدة تلبِّي حاجات الناس الشرعية للحصول على المزيد من الخدمات الإفتائية والشرعية والمجتمعية التي تواكب العصر، وتُسهم في إيصال الرسالة الإفتائية الصحيحة لجميع المسلمين في الشرق والغرب مثلما فعلت العام الماضي عندما استحدثت إدارات "الإرشاد الزواجي" و"نبض الشارع" والمحاكم" ووحدة "حوار" وغيرها من الإدارات استجابةً للواقع المتغير وتحدياته.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

كذلك من خطتنا كذلك التوسع رأسيًّا من خلال إنشاء فروع جديدة للدار لنشر خدماتها في مختلف محافظات مصر، حيث تعتزم الدار افتتاح أفرع جديدة جاري العمل على تنفيذها في عدد من المحافظات، وغير ذلك من الأنشطة والخدمات.

- وماذا عن جهود دار الإفتاء في الحفاظ على استقرار الفتوى؟

دار الإفتاء تنتهج المنهج العلميَّ الوسطيَّ السَّمْحَ المعبِّر عن جَوهر الإسلام، ومن هذا المنطلق تنبَّهت دارُ الإفتاء -منذ البداية- للخطر الفكري للحركات المتطرفة، وسَعَتْ سعيًا حثيثًا لمكافحة تلك الأفكار الشاذَّة والفتاوى الغريبة عن ديننا الحنيف، فكان من أهم أهداف دار الإفتاء المصرية هو محاربة أفكار المتشددين، وترسيخ منهج الوسطية في الفتوى.كما أنشأت دارُ الإفتاء (مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة). ومن عمل ذلك المرصد: متابعةُ مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية، وتقديمُ الدعم الكامل للمؤسسة الإفتائية ودليل التعامل مع تلك التيَّارات. 

ومن آخر جهود دار الإفتاء إنشاء (مركز سلام لدراسات التطرف)، وعبر هذه الإدارات والمراكز وغيرها تشتبك دار الإفتاء المصرية مع الواقع المعيش على كافة الأصعدة العلمية والفكرية لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه في هذا الصدد للإنسانية جمعاء في أنحاء العالم.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

- كيف تعاملتم مع دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني؟

التاريخ سيشهد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد أول رئيس مصري مهموم بقضية تجديد الخطاب الديني، وأول من نادى بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الخارج بسبب الصورة المشوهة التي صدرتها جماعة الإخوان الإرهابية، وهذا يؤكد على أن الرئيس السيسي أدرك أبعاد الدعوة بتجديد الخطاب الديني بما يحققه من أمن داخلي مجتمعي من خلال القضاء على الأفكار المنحرفة التي تبث الفتنة وتنشر التفرقة بين عناصر المجتمع من خلال المفاهيم المغلوطة التي تكشف عن تطرف المفاهيم لدى مروجي تلك الأفكار والدعاوي، وقد استجابت دار الإفتاء المصرية منذ اللحظة الأولى لذلك النداء في شقيه الداخلي والخارجي، حيث وضعت حُزمة إجراءات في الداخل والخارج لهذا الغرض.

- كيف نهضت دار الإفتاء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

ومنذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية قامت دار الإفتاء المصرية بالعديد من الإنجازات فقد نجحت دار الإفتاء في تحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي؛ فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلامية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية، يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا فضلًا عن إنشاء العديد من الخدمات والأنشطة والفروع والمراكز.

- نحن مقبلون على الانتخابات الرئاسية الجديدة، نود إرسال رسالة للمصريين عن حكم المشاركة في هذه الانتخابات

من المهم أن يكون الشعب المصري مشاركا بقوة في كافة الاستحقاقات الديموقراطية، وأن تكون لهم مشاركة إيجابية وفعالة، حيث إن المشاركة في الاستحقاقات الديموقراطية مظهر حضاري ورسالة إيجابية وحضارية للعالم.

- ما أسباب انتشار الطلاق وكيف تتعامل الدار مع هذه الظاهرة للحد منها؟

أسباب وقوع الطلاق لا يشترط توافرها جميعًا في كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التي تختلف بها عن غيرها. ومن أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب في الحياة الزوجية لأبنائهم. 

حيث إن هذا السبب من أشهر أسباب الطلاق في السنوات الأولى من الزواج كما هو وارد في الإحصاءات المعتمدة؛ فعلى الأهل والأقارب التدخل بشكل إيجابي فقط إذا تطلب الأمر ذلك وظهر عجز أحد الطرفين عن التصرف بحكمة.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

ولا شك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها كذلك أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق طبقًا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص، واتخذه متنفسًا له في تعدد العلاقات والصداقات التي تضر كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.

وتتخذ دار الإفتاء عدةَ تدابير وقائية من أجل تحصين بناء الأسرة؛ حيث أطلقت في الأعوام الأخيرة عدة دورات وبرامج متخصصة في هذا الشأن، كبرنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" الذي يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج، وكذلك إنشاء وحدة متخصصة للإرشاد الأسري والزواجي حيث تحال عليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، وكذلك إدارة فض المنازعات الأسرية. 

ويتمُّ في جلسات الإرشاد الأسري بحث مسائل الطلاق، بحضور ممثل شرعي من دار الإفتاء، إلى جانب متخصصين في علم النفس والاجتماع، فضلًا عن رصد أهم المشكلات والمستجدات المتعلقة بالأسرة، خاصة الطلاق لدراستها والعمل على حلِّها بإيجاد معالجة شرعية من خلال اعتماد اختيارات فقهية تعدُّ مخارجَ شرعية لكثير من حالات الطلاق؛ مراعاةً لأحوال الناس، وتحقيقًا لمصلحة بقاء العلاقة الزوجية.

- ما موقف الدار من إلغاء الطلاق الشفوي؟ وهل هو الحل؟

بحث مسألة الطلاق الشفهي هو من الأهمية بمكان، ولكن بالنظر في الوضع القانوني القائم فإن قانون الأحوال الشخصية الموجود والتطبيق القضائي والإفتائي لا يساعد أبدًا على أن نقول بأن الطلاق إذا صدر من الزوج ولم يوثقه بأنه لا يقع، ولتغيير هذا الأمر نحتاج إلى تعديل تشريعي، حيث يقوم مجلس النواب بالتحقق من المصالح والمفاسد المترتبة عن هذا الأمر وهذا يحتاج أيضًا إلى تدخل علماء الاجتماع ومراكز الأبحاث وعلماء الشريعة للإدلاء بدلوهم في هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها.

- هل المذهب الحنبلي متشدد كما يروج البعض؟

لقد استطاعت المذهبية الفقهية عبر العصور أن تحتوي الجميع، وأن تصبغهم بصبغتها الوسطية الرافعة للحرج عن الأمة، الآخذة بيدها نحو كل ما هو يسير وسهل بفضل مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلت لنا عن طريق الصحابة ثم التابعين في انسياب تام وتعاون ملموس، وربما توجد آراء متشددة في أي مذهب ولعل ذلك يرجع لسياق أو ظروف سائدة معينة.

- كيف نرد على من يصفون المشايخ والعلماء بشيوخ السلطان؟

الجماعات الإرهابية والمتطرفة تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة، وإنشاء كيانات موازية للدولة في مختلف المجالات، حيث إنهم يصفون من يخالف منهجهم بـ علماء السلطان، وهم أول من أطلقوا هذا المصطلح على من يخالفهم بغرض سياسي وهو تشويه العلماء وعدم إنصافهم، ونحن لا نأبه لأي حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن.

- ما هي خطورة ظهور صفحات على مواقع التواصل لنشر الفتاوى بدون علم؟

لا شك أن تصدر غير المختصين للفتوى زعزع استقرار المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية لسنوات، ولكن بفضل الله في السنوات الأخيرة عادت ثقة الناس بالمؤسسات الدينية الرسمية، -بفضل جهود دار الإفتاء- وتم ضبط الفتوى بشكل كبير وواضح بعد ما تَمَّ استردادها من الجماعات المتشددة التي أثرت على الناس لفترة من الزمن ونفَّرت الناسَ ظلمًا وبهتانًا من المؤسسات الرسمية الدينية.