EN
أعلنت حركة حماس، أمس الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، وذلك بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
اغتيال إسماعيل هنية
في بيانٍ خلال جلسة مجلس الأمن، نفى ممثل الولايات المتحدة مسؤولية بلاده عن عملية اغتيال إسماعيل هنية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ليست متورطة في هذه الحادثة.
وأضاف المندوب الأمريكي أن "هجمات إيران تزعزع الاستقرار وتزيد حدة التصعيد في المنطقة"، وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرّت بالمسؤولية عن اغتيال هنية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بنبأ عاجل، ونشرت صورة للقيادي الفلسطيني.
في السياق ذاته، وصفت حركة حماس الفلسطينية اغتيال إسماعيل هنية بأنه "حدث فارق وخطير" ينقل الصراع إلى أبعاد جديدة، محذرة من تداعياته الكبيرة على المنطقة.
من جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني إن "الاغتيال تم على أراضينا وسنرد على إسرائيل بطريقة قاسية"، مضيفًا أن إسرائيل "مهدت الطريق لمعاقبتها بقسوة من خلال هذا العمل".
وقالت مصادر لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مسؤولين قولهم، إن العبوة الناسفة المزروعة فى مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى طهران تم تفجيرها عن بُعد.
وقال مسؤولون إيرانيون وحماس يوم الأربعاء إن إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال، وهو التقييم الذي توصل إليه أيضا عدد من المسؤولين الأميركيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
وهدد الاغتيال بإطلاق موجة أخرى من العنف في الشرق الأوسط وإفشال المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب في غزة، وكان هنية من كبار المفاوضين في محادثات وقف إطلاق النار.
في حين لم تعترف إسرائيل علناً بمسؤوليتها عن القتل، لكن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين أطلعوا الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى على تفاصيل العملية في أعقاب ذلك مباشرة، وفقاً للمسؤولين الخمسة في الشرق الأوسط.
توريط الولايات المتحدة
في هذا الصدد قال المحامي والمحلل السياسي زيد الايوبي، إن اغتيال إسماعيل هنية يفتح الباب، يعني أن هناك ترتيبات كثيرة تتعلق بمستقبل حماس وقيادة حماس وتنصيب قائد لحماس مرتبط ارتباطا عضويا بتنظيم الملالي، ومن الواضح أن تنظيم الملالي مضطر للرد على هذه الواقعة حتى يبعد عن نفسه إذا كان هو من ارتكب هذا الفعل أم لا، وبالتالي أعتقد أن سيكون في هناك رد.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" سيكون هناك رد من قبل حزب الله مباشرة على هذه الواقعة، وإسرائيل ستستخدمه من أجل التصعيد لحرب إقليمية، وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية ومعسكر الغرب برمته في حرب في الإقليم من أجل منع أي إمكانية، لعقد اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حول الملفالإيراني النووي.
وتابع: هذا الحدث يبعد الأنظار عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وكما نلاحظ خلال الثلاثة أيام الماضية، كانت كل الأخبار متوجهة على ما يحدث في بيروت، وما يحدث في طهران في حين أن الاحتلال الإسرائيلي يستفرد في قطاع غزة ويقتل المدنيين، بالتالي الاحتلال الإسرائيلي، سيستفيد من هذا التصعيد من أجل الوصول لحرب إقليمية يستطيع من خلالها تغييرمعادلة الشرق الأوسط، وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني.
وأردف: فيما يخص خليفة إسماعيل هنية، فهناك سيناريوهات كثيرة قد تطرح في هذا السياق، كما أن شغور موقع رئيس حركة حماس يؤدي إلى أزمة بداخل حماس، خصوصا وأنها مقسمة إلى أجنحة، ولا أعتقد أن حماس في هذه المرحلة ستستطيع الاتفاق على رئيس للحركة، وهذا قد ينذر بانشقاقات داخل الحركة.
