رجل الأعمال البورسعيدى يروى تفاصيل اختطافه لـ"صدى البلد" ويُطالب الداخلية بكثافة أمنية على بحيرة المنزلة

تشهد بورسعيد حالة من الاحتقان الشديد بسبب حالات الخطف لبعض رجال الأعمال والذى يتم إطلاق سراحهم مقابل دفع مبالغ مالية فدية للمختطفين بعد تدخل الوسطاء بعيدًا عن مديرية أمن بورسعيد.
وجاءت الثورة العارمة مع آخر المطلق سراحهم ويدعى شلبي حسن عبد الرحيم 60 سنة بعد اختطافه عن طريق مجهولين داخل لنش ببحيرة المنزلة أثناء شرائه كميات من الأسماك غرب بورسعيد بالطريق الدائري عقب إعلان المديرية أنه تم إطلاق سراحه بعد تسوية نزاع مالي بينه وبين آخرين.
وكان لـ"صدى البلد" السبق في الانفراد بالحوار بشلبي في منزله وسط عائلته الكبيرة المكونة من 6 بنات و وولد لم يبلغ من العمر سوى شهرين..
بدأ شلبي يروى القصة قائلا: تلقيت مكالمة على تليفونى المحمول من شخص في الثالثة فجرًا عن وجود شروة سمك قاروص تم استخراجها للبيع فاستدعيت محمد المتولي إبراهيم سالم، 34 سنة صياد ليرافقني في الذهاب بالسيارة وتوجهنا إلى المكان على الطريق الدائري وبعد إنهاء الشراء وتحميل السمك، تبقى معي مبلغ 68 ألف جنيه وأثناء العودة فوجئت بأربع أشخاص يقطعون الطريق أمام السيارة حاملين 4 بنادق آلي أوقفوا السيارة وأنزلوا السائق منها واستحوذوا على المبلغ وحاولوا إنزالي بالقوة وعند المقاومة بادر أحدهم بضربى بالسلاح في قدمي وأرغمنى على النزول بالقوة ووضعني في لنش طائر تحرك مسرعا فى البحيرة إلى مكان أعرف تحديده بالضبط رغم كوني مغمى العينين نظرا لأني قضيت 40 سنة من عمري للعمل بهذا المكان وأعرفه شبرا شبر.
وأصاف شلبي أنهم استولوا على الأسماك وضربوا السائق وتركوه وهددوه إذا قام بالإبلاغ وطالبوه بالتوجه إلى أهله لمطالبتهم بفدية مليون جنيه .
وقال: خلال المدة التي قضيتها معهم كانوا يأخذونني كل صباح ويضعوني في لنش ويغطوني ببطانية ويتركوني فى أحد أحراش البحيرة ثم يعاودوا إرجاعى مساء ويقوموا بالاعتداء على نظرا لرفضي إبلاغ بناتي بدفع الدية مما تسبب في كسر زراعي.
وكنت أسمعهم يتفقون على أسماء من سيقومون باختطافهم تباعا حتى جاء اليوم الثالث فوجئت بهم يضعوني في لنش ويلقوا بى على شاطئ البحيرة من المطرية دقهلية لأقوم بالاتصال ببناتي وأزواجهم ليحضروا لأصطحابى من هناك بعد أن أخذني الأهالي في توك توك.
وتلتقط أطراف الحديث ابنته سماح لتروى المعاناة الكبرى التي مرت بها أثناء تقدمها بالبلاغ بداية من مديرية الأمن التي رفض من بها توصيلها لمدير الأمن ومطالبتها بالانتقال إلى قسم شرطة الزهور للإبلاغ والتعامل مع البلاغ وكأنه بلاغ سب وقذف وليس بلاغ اختطاف ومحاولة الضباط إقناعهم بأن هناك خلافات مالية لوالدهم مع تجار هى الدافع وراء الخطف.
ورغم إبلاغنا لهم بالحوار الذي يدور بين "عزة" - شقيقة - وبين الخاطفين والدية المطلوبة إلى أن تم اتصال هاتفي للخاطفين أمام رئيس مباحث الزهور وتعنت الخاطفون بقولهم إن الشرطة بكامل قوتها لن تستطيع أن تفعل معهم شيئًا مطالبين أن يحمل رئيس المباحث شخصيا الفدية ويتوجه بها إلى المكان الذي سيتم تحديده ليسلمها بنفسه كنوع من الاستهزاء فكانت خيبة الأمل بالنسبة لنا في عودة والدنا عن طريق الشرطة خاصة بعد تأكيد العميد مصطفى الرزاز مدير إدارة البحث بالمديرية أن الخاسر في حالة استخدام القوة هو نحن لأن الوالد المخطوف سيكون ضحية تبادل إطلاق النار بين الشرطة والخاطفين.
وأضافت أنه لم يكن هناك سبيل إلا الوساطة من خلال بعض التجار الكبار ورجال الأعمال من أصحاب محال الأسماك الذين يتعاملون مع والدي للتدخل ومحاولة الوصول إلى حل لإطلاق سراحه فكان للمحاسب سمير خضير دورًا كبيرًا حيث فاوض الخاطفين على إطلاق سراح والدي بدون دية والاكتفاء بما حصلوا عليه من أموال وأسماك دون جدوى إلى أن قبلوا أن يتم تخفيض المبلغ ليصل إلى 300 ألف جنيه وبعد تدبير باقي المبلغ تم الاتفاق على أن يسلم للخاطفين على الطريق الدائري بعدها يتم إطلاق سراحه.
ويصيف خضير أنه بعد الانتهاء من تجهيز المبلغ توجهت أنا وأثنين من أزواج بنات الحاج شلبي إلى المكان وبعد مناوشات ومحاورات وبعد اطمئنان الخاطفين بوجودنا منفردين خرج أحدهم ملثم وحاول أخذ المبلغ عندها كنت مستعدًا لأي غدر كوني أحمل سلاح مرخص ولكنه طمأنني بأن الحاج حسن سيتصل بهم خلال ربع ساعة ليأخذه من الطريق الدائري وبعد الانتظار فوجئنا به يتصل من المطرية فتوجهنا إليه واصطحبناه إلى مستشفى آل سليمان لإسعافه على وجه السرعة .
وأكمل خضير الحديث أنه خلال تلك الفترة كان على تواصل مع رئيس مباحث بورسعيد لإخطاره بالتطورات ولكنه وجد فعلا أن البحيرة كبيرة جدا وتحتاج إلى حملة مكبرة من جميع المحافظات المطلة عليها وتعزيز من القوات المسلحة وتغطية جوية للمروحيات لإحكام السيطرة و توجيه ضربة تريح جميع سكان المحافظات المطلة على البحيرة.
وناشد "شلبي" أعضاء مجلس الشعب والمجلس العسكري ووزير الداخلية بالتدخل العاجل لوقف نزيف الاختطاف والإجرام الذي يُهدّد ملايين المواطنين الأبرياء واستنكر شلبي عدم انتقال أي من العاملين بالداخلية له بعد عودته في المستشفى حتى للاطمئنان عليه أو استجوابه فيما حدث له مكتفين بالتصريحات والإخطارات المرسلة إلى الوزارة بإنهاء الواقعة أو نفيها .
من جانبه أكد اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد أن الدور الرئيسي في عودة المخطوف يرجع إلى تدخل الوساطة بين أقارب المختطف والخاطفين وأن المديرية لم تشترك في إطلاق سراحه وأن ضباط إدارة البحث تعاملت مع الحدث من خلال جمع التحريات والمعلومات للوصول إلى الخاطفين وتحرير المختطف بهدف تأمين سلامته وعودته على قيد الحياة لأسرته مؤكدًا أنه جار إعداد مذكرة تفصيلية بالموقف لوضعها على مكتب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالإضافة إلى اتخاذه قرار بتكثيف الحملات للسيارات القتالية على الطريق الدائري مدعمة بضباط بحث أكفاء بالمديرية ممن لديهم المعلومات الكافية عن البحيرة .
مضيفا أنه يتم الآن منذ وصوله إلى بورسعيد إعداد دراسة متكاملة للبحيرة للتعامل معها في أقرب فرصة لإحكام السيطرة الأمنية على بورسعيد وطمأنة أهلها و ناشد المواطنين توخي الحذر كنوع من التعاون مع الداخلية مشددا على عدم التهاون مع أي مقصر تجاه مظلمة مواطن أي كان نوعها.