قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أسامة فخري الجندي: معنى التصوف الحقيقي يرتبط بـ 3 حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا

الدكتور أسامة فخري الجندي
الدكتور أسامة فخري الجندي

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن الإمام الجنيد قدّم أحد أعمق تعريفات التصوف في عبارة موجزة حين قال: «التصوف أن تكون مع الله بلا علاقة»، وهذه العبارة على قِصرها تحمل معاني عظيمة تحتاج إلى تدبرٍ وقراءةٍ لمنهج الإمام الجنيد في عصره لاستخراج ما تحمله من كنوز معرفية وروحية.

معنى التصوف الحقيقي

وأوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية،  اليوم الأحد، أن معنى أن تكون مع الله بلا علاقة، هو أن تستصحب معية الله في كل أحوالك، فتستشعر أن الله يراك ويسمعك ويعلم سرك وجهرك، أي أن التصوف يقوم على المراقبة، ثم قال: "من راقب الله في خواطره، حفظ الله له جوارحه من الوقوع في المعاصي"، مشيرًا إلى أن المراقبة لا تقتصر على الأعمال الظاهرة فقط، بل تشمل حتى الخواطر التي لا يُحاسب عليها الإنسان، فمتى راقب العبد ربه في خطرات قلبه صان الله عليه ظاهره من الذنب.

وأضاف الدكتور أسامة فخري الجندي أن هذا المعنى يرتبط بثلاث حالات يتقلب فيها الإنسان دائمًا، وهي: الإدراك، والأثر، والتصرف، فالله تعالى جعل للإنسان وسائل إدراك، كالعين والأذن والأنف واللسان وسائر الجوارح، وهذه الوسائل تستقبل المعلومات من العالم الخارجي، فتتحول إلى أثر داخلي في القلب والعقل، ثم ينتج عنها تصرف وسلوك.

وبيّن الدكتور أسامة فخري الجندي أن وسائل الإدراك تستقبل المعلومات من الخارج، ثم تُخزَّن في صورة أثر، كأن يرى الإنسان شيئًا فيُقبل عليه أو يُعرض عنه، ثم ينبني على ذلك تصرفٌ عملي نابع من الأثر الذي استقر في نفسه، وهكذا، فإن الفكر والسلوك كلاهما مرتبط بما أدركه الإنسان وأثر في وجدانه.

عالم بالأوقاف: التصوف معناه الحقيقي أن يعيش الإنسان في حضورٍ دائمٍ مع الله

وتابع الدكتور أسامة فخري الجندي: "حين تستحضر الله في قلبك قبل استقبال المعلومات من الخارج، فإنك لا ترى ولا تسمع ولا تتأثر إلا بما يرضي الله سبحانه وتعالى، لأنك جعلت معية الله هي الضابط لكل إدراكٍ ولكل تصرفٍ ولكل سلوك".

وقال الدكتور أسامة فخري الجندي إن التصوف بمعناه الحقيقي هو أن يعيش الإنسان في حضورٍ دائمٍ مع الله، مراقبًا له في خواطره قبل جوارحه، فيكون مع الله بلا غفلة، وبلا تعلقٍ بغيره، مستسلمًا لإرادته، منسجمًا مع فطرته، مؤمنًا بأن كل حركةٍ وسكونٍ في حياته يجب أن تكون موافقةً لمراد الله سبحانه وتعالى.