قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإيكونوميست: ما شهده جنوب السودان حادث أكثر منه مؤامرة

0|لندن أ ش أ

رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية ما شهده جنوب السودان أمس الأول الأحد، قائلة إنه أقرب إلى الحادث منه إلى المؤامرة.
وقالت، في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم "الثلاثاء"، إن ظهور الرئيس الجنوب سوداني سالفا كير المفاجئ على شاشات التليفزيون أمس الاثنين كان مثار قلق في شكله ومضمونه، حيث استبدل بذلته السوداء وقبعة رعاة البقر الشهيرة ببزة عسكرية معلنا إحباط محاولة انقلابية تزعمها خصمه السياسي ونائبه المعزول في يوليو الماضي رياك ماشار ومؤكدا أن حكومته لا تزال تسيطر على الأوضاع.
واعتبرت المجلة إلقاء الرئيس كير اللوم على خصمه ماشار -"نبي الخراب"- بمثابة محاولة من جانب الأول لتبرير القمع تجاه أنصار الثاني.
وكانت التوترات قد احتدت منذ يوليو الماضي على أثر عزل الرئيس كير للحكومة بأكملها وسط اشتباهات حول تخطيط نائبه للإطاحة به عبر وسائل سياسية.
كان ماشار قد تعرض لخفض الرتبة والطرد بعد فوزه بدعم حوالي نصف المكتب السياسي الحاكم في البلاد.
وأشارت المجلة إلى انحدار ماشار من ثاني أكبر جماعة عرقية في البلاد وهي قبيلة "النوير"، بينما ينحدر الرئيس كير من قبيلة "الدينكا" الأكثر تعدادا، لافتة إلى أن تكوين الجيش يعكس السياسات التقسيمية للدولة الناشئة ذات الثلاث سنوات. ورصدت "الإيكونوميست" ما يواجهه الرئيس كير من اتهامات بالسعي لتوطيد حكم قبيلته وهو ما تستاء منه القبائل الأصغر حجما.
كانت العاصمة جوبا شهدت أمس الأول الأحد صراعا عنيفا بين فصائل من الجيش بأعداد ضخمة مدججة بأسلحة ثقيلة. ونوهت المجلة عن أن إطلاق الرصاصات الأولى جاء بعد تلقي عناصر من قبيلة النوير في الحرس الرئاسي تقارير كاذبة حول القبض على ماشار.
ونقلت المجلة عن محلل أمني قريب من الجيش القول "إن تلك لم تكن محاولة انقلاب حقيقية.. إن ما حدث كغيره من الأزمات السابقة محض حادث مبني على الشكوك والشائعات".
ورصدت المجلة البريطانية لجوء المئات من المدنيين إلى مخيمات الأمم المتحدة لللجوء في جوبا مع استمرار المصادمات وتقارير النهب. كما رصدت إعلان الحكومة فرض حظر التجوال من غروب الشمس وحتى مطلع الفجر، إلى جانب إغلاق المطار.
واستبعدت "الإيكونوميست" تحقق المخاوف من انتشار سريع للصراع إلى مناطق أخرى من الدولة المستنزفة المنتجة للنفظ، مشيرة إلى أن ماشار لا يتمتع بقاعدة دعم كافية في صفوف الجيش ولهذا يركن إلى الوسائل السياسية.
وقالت المجلة إن المانحين الغربيين والأمم المتحدة لا يزالون قادرين على استخدام نفوذهم المتمثل في مليارات الدولارات في صورة مساعدات لإبرام تسوية بين الجانبين المتصارعين على السلطة.
ونوهت المجلة عن تواتر حوادث التمرد والمصالحة في جنوب السودان، مشيرة إلى أن لدى كلا من الرئيس كير وخصمه ماشار تاريخا طويلا من المشاحنات التي تتلوها الصفقات، معتبرة أن مخالفة هذا المنوال من التاريخ في الوقت الراهن إنما يعكس حقيقة أن الرئيس كير بات أكثر تسلحا وطغيانا من ذي قبل.
ورصدت "الإيكونوميست" ملاحظات أشخاص مقربين من الرئيس كير مفادها أن الرجل قد تغير، وسط تساؤلات عما إذا كانت المشكلات الأخيرة حول ثروته قد أثرت عليه في عملية اتخاذ القرار.
واختتمت المجلة تقريرها بإيراد وصف أحد الدبلوماسيين الذين يعرفون كير منذ الحرب الأهلية قائلا "إن هذا الرجل يختلف تماما عن كير الذي عرفناه".