الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرية الإبداع.. وسلامة الأخلاق


أؤيد القرار الشجاع للمهندس إبراهيم محلب بإعادة فيلم "حلاوة روح" للرقابة مرة أخرى، فحرية الإبداع ليس معناها انعدام الأخلاق ونشر الفوضى والانحلال والقضاء على القيم.
لقد جاء قرار محلب لحماية حرية الإبداع وليس ضدها، فهو انتصار لقيم المجتمع وتقاليده وهو تأكيد أن بعض الأفلام السينمائية تعبر عن المجتمع المصري وتسعى للقضاء على الأخلاق والقيم ونشر الانحلال الأخلاقي والعنف والبلطجة في المجتمع بغرسها في الأجيال الجديدة لتصبح مسألة عادية وشائعة.
المبدع يريد الانطلاق حتى لو كان ذلك على حساب الأخلاق والتقاليد والقيم، ولكننا لدينا أبناء وأسر في حاجة إلى غرس القيم الصحيحة والأخلاق النبيلة.
ومنع الفيلم يعطي المساحة للسينما الجادة أن تعود إلى مكانها الذي افتقدناه في الفترة الماضية لتغطي عليها أفلام العنف ونشر الرذيلة والانحلال الأخلاقي.
ولكن المجتمع ثار على هذه النوعية من الأفلام الهابطة، وعدد الشكاوى من الفيلم هو ما دفع رئيس الوزراء لأخذ القرار، خاصة أن المشاهد التي تم عرضها تشير إلى أن ما يحدث ليس إبداعًا ولا تتناسب مع قيمنا الشرقية.
ظاهرة "حلاوة روح"، هي نتيجة تعرص الأسرة المصرية بأكملها لتهديدات ومخاطر نتيجة غياب الوعي بحقوقها، وأيضا لعدم تلبية احتياجاتها، ولا ننسى الطفلة زينة ضحية ذئاب بشرية لم تتعد أعمارهم 18 سنة، مجرد أطفال تربوا على العنف والجريمة لم يرحموا طفولتها، ألقوها من الدور 11 بعد أن نهشوا لحمها، كانت تلهو وتلعب في الشارع، استدرجوها حتى تمكنوا منها ولما صرخت رموها من الدور الحادي عشر، تلك باختصار قصة الطفلة زينة عرفة ريحان ذات الخمس سنوات، طفلة بور سعيد والتي يجب أن تكون جرس إنذار للمجتمع، بالإضافة إلى الألفاظ النابية التي أصبحت عادية في الشارع المصري والتحرش الذي انتشر بشكل جماعي وغريب على مجتمعنا وعلى أخلاقنا.
لقد حدث تدهور أخلاقي وزيادة في معدلات العنف بين الأطفال والتي تبثها مثل هذه النوعية من الأفلام التي ينتمي إليها فيلم "حلاوة روح" وهو مخالفة للدستور ولقانون الطفل، فهو يعرض أخلاق الطفل للخطر، والدولة ملتزمة بحماية الطفل من جميع أشكال العنف والإساءة وفقا للدستور، وأن مساندة رئيس الوزراء لقضايا حماية الطفل هو أمر إيجابي فحماية الطفل والأسرة أمن قومي، وإفساد أخلاق الأطفال ينعكس على زيادة معدلات العنف والجريمة في المجتمع.
أحيي وأؤيد المهندس إبراهيم محلب على قراره الشجاع رغم كل من اعترض عليه، فحرية الإبداع ليس معناها أن نتنازل عن الأخلاق.