العبابدة والبشارية: لا نعامل كمصريين رغم أننا حراس البوابة الجنوبية..ونطالب بإلغاء الأحكام العسكرية ووقف مصادرة الأموال

ا لعبابدة والبشارية قبائل تساعد قوات الأمن والحدود في ضبط الخارجين على القانون
"الحكم المحلي" أنشأت قرية العلاقي لتوطين البدو.. ومنعت دخولهم بدون تصريح
مطالب بتحسين الخدمات الصحية والسكنية وإنشاء المدارس وتطهير الآبار بالمنطقة
محافظ أسوان: سيتم حل المشاكل سواء كانت داخل حدود المحافظة أو بمدينة العلاقي الحدودية
يقطن مواطنو قبائل العبابدة والبشارية في قلب وادي العلاقي والتي تعد أصغر قرية في محافظة أسوان، والعلاقي واد يعتبر "محمية طبيعية" مساحته 23 ألف كيلومتر مربع، وتقع جنوب شرق أسوان على مساحة 180 كم.
وأنشأت إدارة الحكم المحلي قرية العلاقي في محاولة لتوطين البدو الرحل، وعلى الرغم من أن الوادي قريب من بحيرة السد العالي، فإنه تتم زراعة مساحة محدودة من الوادي عن طريق تدريب وتعليم العبابدة والبشارية على نشاط الزراعة لتوفير احتياجاتهم.
أنشئت القرية عام 1991 بقرار محافظ أسوان، وأطلق على وادي العلاقي "وادي الذهب" لوجود 7 مناجم للذهب به اكتشفها المصريون القدماء، وكانت مصدرًا الذهب في عهد الفراعنة، وظلت هذه المناجم مفتوحة حتى عام 1932 تنتج الذهب الخام، وأخيرا منحت وزارة البترول والثروة المعدنية إحدى الشركات الاسترالية حق التنقيب عن الذهب، وتم بالفعل اكتشاف الذهب في ثلاث مناطق بوادي العلاقي بمعدلات تركيز مرتفعة وفقاً للمقاييس العالمية، وقد رصدت الشركة الاسترالية استثمارات تصل إلى 400 مليون دولار لعمليات استكشاف واستخراج الذهب.
وفي عام 1989 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 45 باعتبار العلاقي محمية طبيعية، وتبنت وحدة الدراسات البيئية بجامعة جنوب الوادي مشروعات بحثية متنوعة بتمويل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالاشتراك مع السوق الأوروبية المشتركة وهيئات أخرى، وبلغ حجم التمويل 3 ملايين جنيه، وتمت إقامة مركز علمي للصحراء، ودراسات المياه الجوفية بالعلاقي، ووضعت خطة لتنفيذ مشروعات التنمية المتواصلة بالوادي.
وعن مطالب قبائل العبابدة والبشارية، قال الشيخ عوض هدل، أحد مشايخ قبائل البشارية بأسوان وهو من عائلة الهدلاب من قبيلة البشارية، إن مطالب العبابدة والبشارية بسيطة كأي مجتمع عمراني، ومنها المطالبة بإلغاء الأحكام الصادرة عن محكمة أسوان العسكرية ضد عدد من أبناء هذه القبائل بعد ضبطهم وبحوزتهم عدد من رءوس الجمال والأغنام في المناطق الحدودية بين مصر والسودان.
وقال: "إن الأحكام التي نريد إلغاءها والصادرة عن محكمة أسوان الجزئية ضد أهالى العبابدة والبشارية فى الجنح العسكرية، ضد كل من محمد اللوى البشارى ومعه 174 من الأغنام وحسن عبيد وعيسى محمد ومعهم 24 جملا وأحمد على من العبابدة ومقيم بأدندان".
كما طالب بإلغاء الجنح العسكرية 43 لسنة 2012 لقبائل البشارية وعدم إثارة غضب القبائل المتواجدة فى مناطقهم وعلى أبيارهم وعدم مصادرة جمالهم.
وقال: "لا نريد أن تقوم فتنة كبيرة تتعرض على أثرها المنطقة لخطر جسيم من القبائل"، حيث أثارت هذه الأفعال ردوداً شديدة بالقبض على الأفراد ومصادرة أموالهم أمام أسرهم وذويهم وهم أهل المناطق الأصليين.
وتابع: "إننا لا نعامل كمصريين، على الرغم من أننا حراس بوابة مصر الجنوبية، حيث تم خلال أسبوع واحد مصادرة أموال ومواش وجمال بحوالى مليون جنيه بدعوى أنها مهربة من السودان على الرغم من حصول الرعاة بهذه المناطق على تراخيص صادرة عن المخابرات وقوات حرس الحدود".
وأشار إلى أنه يتم القبض على أبنائهم ومصادرة جمالهم وأغنامهم، على الرغم من أنهم يرعون فى مراعيهم المصرية ويحملون تصاريح، كما أنهم يتعرضون لمحاكمات عسكرية ظالمة.
وفي نفس الوقت، اقترح الأهالي أن يتم السماح لأبناء قبائل العبابدة والبشارية بجلب الأغنام أو الجمال من السودان لمصر بعد الحصول على الجمارك المقررة وتوقيع الكشف البيطري عليها لأن الري هو المهنة الأساسية لأبناء هذه القبائل منذ مئات السنين.
ومن جانبه، قال حسين علي، أحد قيادات العبابدة، إن قبائل العبابدة والبشارية من أقدم القبائل في مصر، وهما من أصل واحد وبينهما مصاهرة ونسب والكثير من البشاريين يتزوج من عبادية.
وتابع: "وفى وادي العلاقى ليس هناك أيضاً أى فرق، فقبائل الشدناب والهدناب والعلياب والحمداب كلها بينها مصاهرة ونسب وهناك عرف بيننا يحتكم إليه الجميع وهو عندنا أقوى من القانون، فلو ترك أحدنا جملا له بعد ختمه بعلامة للتمييز وتركه في الصحراء فلن يقربه أحد، وهناك من يحاول التفرقة بين القبائل بغرض الزعامة والوجاهة بين الناس، والقبائل تنزل للمراعى من الحدود جنوب أسوان حتى وادي العلاقى إلى البحر الأحمر إلى حلايب وشلاتين على الحدود مع السودان، وفى الشلاتين هناك قبيلة مقيمة تسمى قبيلة الحمد وراب وهى بشارية وأيضا قبيلة الشوماب وهى قبيلة عبادية ويتكلمون جميعهم بلهجة واحدة هى لهجة البشارية".
وقال حسين علي: "نحن قبائل معروفة بالترحال فنقيم حيث الماء والعشب ولذلك دائما نتجول عبر الصحارى والوديان فنفاجأ بأنه للدخول لمنطقة العلاقى لابد من الحصول على تصريح على الرغم من أن وادي العلاقى أرض مصرية، أما بالنسبة لبدو سيناء فعلى الرغم من مجاوراتهم لإسرائيل فهم يدخلون ويخرجون عبر الحدود بلا قيد ولا شرط ولا تصريح".
وأضاف: "قبائل العبابدة والبشارية قبائل تساعد قوات الأمن والحدود في ضبط الخارجين على القانون وعندنا أبطال وطنيون كثيرون ضحوا بأنفسهم من أجل مصر، وذلك في حروب 56 و67 و73، وأيضا في سلاح الحدود هناك بطولات لمقاومة ومنع الخارجين على القانون، والحق الذي نطالب به أن تكون هناك مرونة في التصاريح".
فيما يقول محمد شريف أبو بشر، وهو من أبناء البشارية: "هناك مطالب أخرى نريد ونتمنى تحقيقها وتتمثل في توجيه الرسوم التي يتم تحصيلها من منافذ شلاتين وحلايب لتنمية هذه المناطق وإقامة مساكن في مناطق تواجد قبائل البشارية"، وطالب بتطهير الآبار، خاصة بئر أم جبال وبئر جيمر بالعلاقي، كما طالب بإنشاء المزيد من المدارس في مناطق تجمعات هذه القبائل.
ومن جانبه، أكد عبد المجيد عثمان، شيخ مشايخ العبابدة، أنه يقدر جهود القوات المسلحة فى تقديم كل أوجه الخدمات لقبائل الصحراء الشرقية من العبابدة والبشارية باعتبارهم أسود الجنوب الذين يدافعون عن كل شبر من أرض الوطن.
وفي نفس السياق، أشار الشيخ نصر كرار، شيخ مشايخ البشارية، إلى أن هناك دورا مهما يقوم به قصاصو الأثر من عربان بدو البشارية لمساندة القوات المسلحة في بسط الأمن والدفاع عن حدود مصر الجنوبية والشرقية باعتبارهم حلقة مضافة في منظومة العمل الوطني.
ومن ناحية أخرى، أكد مصطفى السيد، محافظ أسوان، أن قبائل العبابدة والبشارية هم حراس بوابة مصر الجنوبية وهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع لأنهم شركاء في التضحية ومواجهة التحديات والصعاب بجانب مساهمتهم الفعالة وتلاحمهم مع القوات المسلحة فى حماية مصر وتأمين حدودها الجنوبية والشرقية أمام أي مخاطر تهدد سلامة وأمن المجتمع المصري.
وقال المحافظ إن التماسك والترابط بين كل فئات المجتمع الأسواني بعيدا عن العصبية والقبلية يسهم فى بناء شكل وتفعيل العلاقات الأخوية بين أبناء المجتمع الواحد من أجل نهضة تنموية حقيقية تلبى وتحقق آمال وطموحات المواطن البسيط، خاصة أن المرحلة الحالية تحتاج لإرساء دعائم الاستقرار.
وأكد محافظ أسوان أنه سيتم حل مختلف المشاكل التي تعاني منها القبيلتان سواء كانت داخل حدود المحافظة أو بمدينة العلاقي الحدودية.