قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إقرأ رواية " رأس الرجل الكبير " للكاتب السوري عدنان فرزات


عن دار "الوفاء" بالإسكندرية، صدرت للكاتب السوري عدنان فرزات ، روايته الجديدة "رأس الرجل الكبير"، والتى تناول فيها، عبر خط سياسي جريء، قضية الثراء المفاجئ وغير المشروع الناجم عن المتاجرة بالتاريخ وتزويره، وظهور طبقات فاسدة جراء ذلك. ومكملا في روايته الجديدة قصة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم كان بدأها في روايته السابقة "جمر النكايات" التي حققت حضورا إعلاميا ونقديا بارزا. وتأتي روايته الجديدة "رأس الرجل الكبير" بنسيج من ثلاث مدارس أدبية هي الواقعية والرمزية والرومانسية.وصمم الغلاف الفنان التشكيلي أسعد فرزات.
تدور الأحداث في مدينة حلب، من خلال شخصية ذات تركيبة غريبة، يتحول صاحبها من أدنى طبقات الفقر إلى أعلى درجات الثراء الفاحش، ليصبح رجل الاقتصاد الأول في المدينة. مما يضطره لأن يكون حارسا لزعامات سياسية كونها سهلت له درب الثراء غير المشروع، فكان يتوجب عليه أن يدفع الثمن بأن يكون الحامي لها، وذلك من خلال إسقاط رمزي على علاقة هذا الثري برأس تمثال لملك يعثر عليه في مدينته.
وتتطرق الأحداث في الرواية بشكل جانبي إلى الحراك السياسي الحاصل الآن في سوريا.
ويقع بطل العمل الثري في تناقض كبير بين أنه ثري فاسد، وبين ضميره كونه من طبقة فقيرة يشعر بآلامها، فيعود إلى غرفته المتواضعة التي كان يعيش فيها في بداية حياته ليمضي أسبوعا من كل عام متجولا بين الأحياء الفقيرة يوزع المال على ساكنيها في ما يطلق عليه هو "أسبوع الفقراء".
كما تتعرض الرواية في جانب آخر منها، لشريحة أصحاب المواقف المتبدلة، وهشاشة الأحزاب السياسية في سوريا، وأولئك الباحثين عن زعامة نمطية يؤيدونها بشكل غوغائي من دون أن يكون لهم رأي في هذا الاختيار.ويعود السارد لأجل ذلك بالأحداث على فترة الانقلابات وصولا إلى العصر الحديث.
وحول رواية فرزات، قال الأديب منيرعتيبة؛ المشرف على مختبرالسرديات بمكتبة الإسكندرية: تعد رواية "رأس الرجل الكبير" تأريخًا وتشريحًا أدبيًا لصعود الفساد وجذوره في المجتمع السوري من خلال أحد أفراد الشعب الذي يزور تاريخه ويبيعه من أجل الثراء، مبينًا أن الرواية تتنبأ في نهايتها بوجوب انتفاضة الشعب ليستعيد حقه السليب.
وتناول الناقد شوقي بدر يوسف العتبات النصية في الرواية، وتقنياتها الفنية، مشيرًا إلى استخدام الكاتب لتقنية تيار الوعي، وشارحًا لحبكة الرواية، موضحًا أنه يغلب على الرواية النزعة الدائرية في التناول، فقد بدأت أحداثها قبل النهاية بقليل، وسار فيها الكاتب في تنامى زمني متواتر، ووضع لأجزائها العشرة عناوين جانبية تبدأ بعنوان "أسبوع الفقراء" وتنتهى بعنوان "التلويحة الأخيرة".
وأشار يوسف أيضًا إلى أن وجهة النظر التركيبية للنص تنبع وتكمن في استنطاق التاريخ سواء كان هذا التاريخ ذاتيًا يخص الشخصية أو يخص من يتاجرون به، وتجسيد الكاتب لواقع الرؤية من خلال استخدامه لمحكيات ومرويات قد تستدعي التاريخ أو غيره من التيمات لبلورة المعنى المراد التعبير عنه. وأضاف أن الكاتب استخدم التكنيك السينمائي في التنقل بين المشاهد المختلفة للرواية، كما استخدم الفلاش باك والمونولوج الداخلي وتقنية تيار الوعي لحاجة أسئلة النص إلى مثل هذه التقنيات لبلورة أبعادها وجوانبها المختلفة.