قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. الجزار"روحية ": اشتغلت وعمري 25 عاماً..ورفضت الزواج بعد وفاة زوجى لتربية اولادى.. والمال الحلال ما "بيضعش"


موت زوجها أجبرها على الوقوف فى محل الجزارة
اشتغلت بالجزارة وعمري 25 عاماً.. ورفضت الزواج وفضلت تربية أولادى
عشت ظروفاً قاسية بعد وفاة زوجي.. وبدأت بتحصيل الديون من الزبائن
النساء فى المجتمع الصعيدى يعملن فى جميع الوظائف الحكومية، فى المحاماة والطب والهندسة، ومنهن غير المتعلمات اللاتى يساعدن أزواجهن فى الحقل، لكن أن تمارس سيدة مهنة الجزارة التى دائما ما تُنسب إلى الرجال لاحتياجها للقوة البدنية، إضافة إلى صفات خاصة بمن يمارس هذه المهنة وهو ما يجعل من غير المألوف أن تمارس المرأة هذه المهنة.
لكن روحية ذات الـ 60 عاما أو "جزارة شارع الخضار"، كما يطلق عليها الأهالى لم تختر هذه المهنة برغبتها ولكن الظروف وموت زوجها أجبراها على الوقوف فى محل الجزارة بمدينة بنى سويف وبيع اللحوم للإنفاق على أبنائها لتصبح السيدة الوحيدة فى مراكز المحافظة السبعة التى تمارس هذه المهنة.
روحية ترى نفسها فى شخصية الأم المكافحة التى جسدتها الفنانة عفاف شعيب فى مسلسل "الشهد والدموع" فترى تشابها كبيرا بين قصة كفاحها وبين أحداث هذا المسلسل.
فقبل أن يتجاوز عمرها 17 عاما تزوجت روحية عبد العزيز ابنة قرية الحلابية بمركز بنى سويف من جزار يقيم بقرية بنى بخيت توفيت زوجته تاركة له 3 بنات، ومرت السنين وأثمر زواجها من الجزار عن طفلين هما حسن وسلوى.
لكن القدر لم يمهل الزوج أن يرى مولوده الثالث، فتوفى فى حادث تصادم تاركاً زوجته فى نهاية شهرها الأخير، حيث رزقها الله بمولود أطلقت عليه محمد فأصبحت مسئولة عن 6 أبناء.
وبدأت "روحية" محاولات تحصيل مبالغ مالية استدان بها بعض المواطنين لزوجها نظير بيعه اللحوم لهم، لتنفق بها على الأطفال وتنصل الكثيرون من ديونهم زعما بأنهم لم يشتروا لحوماً من زوجها المتوفى، وتمكنت من تحصيل القليل من تلك الأموال وعاشت ظروفا قاسية؛ بسبب ضيق العيش خاصة مع التحاق الأبناء بالمدارس الابتدائية.
تقول روحية.. "اشتغلت بالجزارة وكان عمري وقتها 25 عاماً، ولكننى رفضت الزواج وفضلت تربية أولادى وبنات زوجى دون تفرقة فى المعاملة بينهم واضطرت إلى فتح محل الجزارة الذى تركه زوجى، والوقوف به لبيع اللحوم ونظراً لشخصيتى الجادة عرض الكثيرون من الجزارين أصدقاء زوجى مساعدتى.
وكنت أظل ساهرة - والكلام لا يزال لروحية - حتى ساعات متأخرة من الليل لأحصل على 5 كيلو جرامات لحوم من ذبيحة أحد أصحاب محلات الجزارة بعد عودته من السلخانة وكان مكسب البيع ضعيفا إلا إننى كنت أحاول تدبير نفقات المنزل والأبناء وأحرم نفسى من كل جديد لتلبية حاجاتهم.
وتواصل حديثها .. أنه برغم بعد المسافة بين محل الجزارة بشارع الخضار فى مدينة بنى سويف ومقر إقامتى بقرية بنى بخيت التابعة لمركز بنى سويف وقتها إلا أن الله عز وجل رزقنى قلباً حديديا، فلا يقلقنى حتى فى أيام انقطاع الكهرباء عن القرية والليالى حالكة الظلام سوى أولادى والخوف عليهم ،فأعود مسرعة فور انتهاء العمل لإعداد الطعام والاطمئنان عليهم.
وأضافت روحية .. منحنى الله الصبر والقوة لمواصلة العمل فى مهنة الجزارة وكبر الأبناء وأنهوا تعليمهم فى المراحل المختلفة، وبدأوا يقفون معى ويساعدوننى فى المحل الذى ذاع صيته بسبب سمعتى الطيبة ومعاملتى وعلاقتى الحسنة بجميع الجزارين، وكذلك أصحاب محلات بيع المنتجات المختلفة فى شارع الخضار، وأصبح لى زبائن كثيرين، بالإضافة إلى الدائمين منهم من موظفى الضرائب والتليفونات والسكة الحديدة.

وتتابع .. من المفارقات الغريبة، والتى تؤكد أن المال الحلال لا يضيع أبد أننى فوجئت منذ سنوات بأحد الأشخاص يرسل لى خطابا مغلقا بداخله 90 جنيهاً وبه رسالة خالية من اسم الراسل تتضمن عبارة "هذا المبلغ استدنت به لزوجك رحمه الله وأخاف أن أموت فيسألنى الله عنه سامحينى على التأخير فقد استيقظ ضميرى".

وتختتم روحية الجزارة قصة كفاحها قائلة: “تزوج جميع أبنائى وشقيقاتهم لوالدهم وأتممت رسالتى والحمد لله وأمنيتى فى الحياة أداء فريضة الحج“.