"المسجد الصيني" بمدينة جرجا.. تحفة معمارية ترجع للعصر المملوكي

سمى المسجد الصيني بهذا الاسم نسبة إلى الجدران الداخلية المغطاة بالقيشانى، وكانت تلك التغطية سائدة في العصر المملوكى والعثمانى.

ويقع المسجد في منطقة القيسارية شرق مدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، وتعد المنطقة هي الأقدم بالمدينة ومرتفعة كي لا يتأثر بفيضان النيل وقت بنائه.
وبنيت واجهة المسجد من الحجر وبابه وسقفه من الخشب ويوجد أعلي الجدران فتحات للتهوية وإدخال الضوء والمنبر من الخشب وبه مقصورة خشبية تقع في مؤخرة المسجد مخصصة للنساء.
ويعد المسجد الصيني من أحد التحف المعمارية بمدينة جرجا وتشير المعلومات إلي أن المسجد قد تم تجديده في عام 1202 هجرية أما مكان الوضوء ودورات المياه فقد تم تجديدها مثل بقية المساجد الموجودة حاليا مما يدل علي انه تم تطويرها في العصر الحديث.
ويقول هاني جابر حماد احد أبناء مدينة جرجا ومن المتهمين بعلم الآثار بالمنطقة: "دارت حول هذا الجامع عدد من الحكايات فمن الناس من يعتقد أن احد ملوك الصين قد بناه وهذا رأي ضعيف والرواية الأقرب للتصديق هي أن من بناه الأمير محمد بك، مملوك على بك الفقارى حاكم إقليم الصعيد بمدينة جرجا، حيث كانت جرجا في ذلك الوقت ولاية الصعيد ومقر الحكم من بعد أسيوط وحتى بلاد النوبة".
ويضيف بأن المصلين يعتزون بهذا المسجد ويقبلون عليه من كل مكان، لما له من طابع إسلامي حيث تنتشر حلقات تحفيظ القرآن الكريم بداخل المسجد ويحرص العديد من أهل القرى المجاورة لمدينة جرجا علي زيارة المسجد من حين لآخر وذلك لتعلقهم بالمكان.
ويؤكد أن المسجد قد يكون أول مسجد أنشئ في مدينة جرجا لأنه لا يوجد أقدم منه بالمنطقة ويشير إلي أنه قد يكون هناك مساجد بنيت قبله لكن تصميم المسجد الصيني وبناءه في مكان مرتفع بعيدا عن فيضان النيل هو من جعل المسجد يصمد طوال تلك المدة من الزمن.