الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء زراعيون فلسطينيون يوصون ببناء إستراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الغذائي

صدى البلد

دعا خبراء زراعيون فلسطينيون إلى بناء استراتيجية وطنية مشتركة لتحقيق الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية تهدف إلى الحد من الاعتماد على الاستيراد وزيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي والحيواني وإنتاج الغذاء وزيادة مخصصات البحث العلمي في مجال الأمن الغذائي والثروة الحيوانية والاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى.
وأكد المشاركون في مؤتمر "واقع الثروة الحيوانية والمراعي والإرشاد الزراعي في منطقة الأغوار"، الذي نظمته كلية الزراعة بجامعة القدس المفتوحة بالتعاون مع وزارة الزراعة الفلسطينية والمشروع الإقليمي الدنماركي الزراعي، على ضرورة إنشاء صندوق تمويل صغار ومتوسطي المزارعين لمواجهة المخاطر وإطلاق المنح أو السلف الزراعية بدون فوائد ضمن فترة زمنية طويلة التسديد وتمكين صغار المزارعين .
وحث المشاركون في المؤتمر الحكومة على استخدام سياسات لمواجهة ارتفاع الأسعار الغذائية وتصاعدها، مثل تخفيض رسوم الاستيراد والضرائب على الحيوانات الحية ومنتجاتها، وتقديم إعانات للمنتجين في حالة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
ودعوا إلى زيادة الاستثمار في الماشية، ومزارع الأمهات، والاستزراع السمكي، من أجل التخفيف من الفجوة الغذائية في منتجاتها، وإلى تشجيع الاستثمار الخاص بالإنتاج الحيواني في الأراضي الفلسطينية من خلال التركيز الإعلامي على نقاط القوة والفرص في مناخ الاستثمار في الثروة الحيوانية، وتوثيق "الانتهاكات الإسرائيلية" بحق الحيازات الزراعية، ورفع الدعاوى في المحاكم الدولية لمقاضاة الاحتلال.
وشددوا على أهمية إنشاء بنك جيني، ومعشبة نباتية لنباتات المراعي، والتوسع في استزراع المراعي والنباتات العلفية، واستغلال المياه الرمادية في استزراع المراعي، وتوضيح قانون المراعي والغابات وتطبيقه، وتوضيح الملكية وحق الرعي.
وأكدوا أهمية إدخال سلالات جديدة من الأغنام عالية الإنتاجية ومحسنة وراثياً، متأقلمة مع الظروف البيئية في المنطقة، وطالبوا بتنمية السلالات الموجودة في المنطقة وتطويرها، واتباع أسس التربية الحديثة من الإدارة المزرعية والسجلات، واتباع برامج الانتخاب التي تشتمل على الاستبعاد والإحلال.
كما أكدوا أهمية العمل على تنمية قطاع الأغنام من خلال دعم مشاريع تربية الأغنام داخل الحظائر، واعتماد طريقة التربية المكثفة والمغلقة بهدف زيادة إنتاج اللحوم والصوف.
وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، في كلمته بافتتاح المؤتمر، إن الثروة الحيوانية في محافظة أريحا والأغوار تتعرض لتحديات كبيرة، أبرزها تحدي الاحتلال، لأن ما تواجهه المحافظة على امتدادها من قبل الاحتلال لا يقل ضراوة عما تواجهه مدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن المحافظة تنفذ مهاما وطنية ببرامج إغاثية لتعزيز صمود أبناء شعبنا بوجه عام، وفي الأغوار بوجه خاص، فهي حاضنة تربية الثروة الحيوانية في فلسطين، موجهاً التحية إلى كل المزارعين الصامدين على أرضهم لإفشال مخططات الاحتلال في الأغوار.
وأشار إلى أن فئة المزارعين والرعاة تتعرض لتحديات كبيرة، مضيفا "علينا جميعاً أن نقف أمام مسؤولياتنا لتعزيز الصمود والمحافظة على أرضنا، فلا يمكن لنا أن نتحدث عن مراع في فلسطين بعد أن تغلغلت المستوطنات في أراضينا وأُعلن عن إغلاق مساحات شاسعة من تلك الأراضي بهدف تدمير أحد أهم مقومات الاقتصاد الوطني الفلسطيني، هي الزراعة والثروة الحيوانية".
وأوضح وزير الزراعة الفلسطيني شوقي العيسة أن عقد المؤتمر يساهم في تنمية الزراعة في فلسطين، وأن القدس المفتوحة تؤدي دوراً بارزاً في خدمة المجتمع وتحقيق النجاحات.
وقال إن جهود الجامعة تساهم في تطوير القطاع الزراعي وتعزيزه برفده بالخريجين الزراعيين القادرين على خدمة القطاع وإيصال كل ما هو جديد، ومساهمتها في تنمية هذا القطاع من خلال المؤتمرات، ووزارة الزراعة سعيدة برعاية هذا المؤتمر وإنجاحه، عبر تمويله والمشاركة في لجنتيه التحضيرية والعلمية.
ولفت إلى أن قطاع الثروة الحيوانية يعد من أهم القطاعات الزراعية، ويساهم بـ(46%) من دخل القطاع الزراعي، ويحتل قطاع الأغنام والمواشي النسبة الكبرى في هذا القطاع، وتفوق محافظة أريحا سائر محافظات الوطن في تربية المواشي والثروة الحيوانية.
وأوضح أن وزارة الزراعة سعت لتنفيذ شراكة مع جامعة القدس المفتوحة لعقد هذا المؤتمر العلمي في مجال الإرشاد والثروة الحيوانية، بهدف تعزيز التعاون بين الوزارة والجامعة، والتعريف بأهمية الإرشاد وطرقه وانعكاساته على القطاع الزراعي.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطا الله حنا، إن "المسلمين والمسيحيين يقفون جنباً إلى جنب في الدفاع عن القدس والأغوار، وعلينا أن نحصن جبهتنا الداخلية بالوعي، ونعزز وحدتنا الداخلية، ونحافظ على مبدأ الإخاء الديني لنحرر فلسطين معاً ونستعيد مقدساتنا".
وأكد رئيس مجلس الأمناء في جامعة القدس المفتوحة عدنان سمارة أن "منطقة الأغوار التي يستهدفها الاحتلال ستبقى سلة غذاء فلسطين، ونحن ندرك كفلسطينيين أنه لا يوجد أمام شعبنا سوى الصمود والتمسك بالأرض والبقاء عليها مهما قست الظروف".
وأضاف أن "جامعة القدس المفتوحة ستبقى جامعة الوطن، فقد قدمت واجبها الأكاديمي ولا تزال، ولديها أكثر من ستين ألف طالب وطالبة، ولكنها رغم كل التحديات والمشكلات التي تعترض مسيرتها، لن تنسى واجبها الوطني تجاه أبناء شعبها".
وقال رئيس الجامعة يونس عمرو إن "القدس المفتوحة هي جامعة الوطن .. إن شعبنا في الأغوار يعاني من مشكلات كبرى تتعلق بالرعي، وتربية المواشي، ومصادر المياه، واعتداءات الاحتلال، فالأرض تقاتل مع أصحابها، وصاحب الأرض هو الذي يفهم لغة حجرها ورملها وشجرها وثمرها".
ودعا إلى دعم صمود المزارعين في الأغوار قدر الإمكان من أجل تثبيتهم في أرضهم، خاصة في المناطق المصنفة "ج"، معرباً عن أمله بنجاح المؤتمر، شاكراً كل من ساهم في إنجاح المؤتمر، متمنياً أن يخرج بتوصيات تساهم في دعم صمود المزارعين بالأغوار.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية راتب أبو رحمة، إن سياسة الاحتلال الرامية لتهويد الأغوار والمراعي الزراعية، ونقل السكان إلى تجمعات شرقي القدس قرب أبو ديس، لهو دليل على نهب ثروات المنطقة وسرقة أراضيها.
وناقش المؤتمر ثلاثة محاور أساسية، وهي واقع الثروة الحيوانية والمراعي في منطقة الأغوار، والثروة الحيوانية والتنمية الزراعية المستدامة ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي، وواقع الإرشاد الزراعي للثروة الحيوانية وآفاق الاستثمار في منطقة الأغوار.


-