رئيس وزراء تركيا المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة يتعهد بالإسراع بمحادثات التوصل لائتلاف

تعهد رئيس وزراء تركيا احمد داود أوغلو اليوم الخميس بالبدء سريعا في محادثات تشكيل الائتلاف بعد أن كلفه الرئيس رجب طيب اردوغان بتشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من شهر من الانتخابات التي حرمت حزبهما العدالة والتنمية من الأغلبية في البرلمان.
واتهم نواب من المعارضة إردوغان مؤسس حزب العدالة والتنمية الحاكم والشخصية السياسية الأكثر شعبية واستقطابا في تركيا بتعمد تأخير محادثات الائتلاف للضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة يأمل أن تتيح لحزبه استعادة أغلبيته البرلمانية.
وقالت الرئاسة ان اردوغان منح داود أوغلو التكليف بتشكيل حكومة جديدة في اجتماع عقد في قصره في أنقرة. وأمام الأحزاب السياسية الآن مهلة مدتها 45 يوما لتشكيل حكومة جديدة والا واجهت احتمال إجراء انتخابات جديدة.
وأفقدت الانتخابات التي جرت في السابع من يوليو حزب العدالة والتنمية القدرة على الحكم بمفرده للمرة الأولى خلال أكثر من عشر سنوات ودفعت بتركيا إلى أتون حالة من التشوش السياسي لم تشهدها منذ التسعينات وأجهضت حتى الآن طموح اردوغان في الحصول على سلطات أكبر.
وقال داود أوغلو لأعضاء حزبه في البرلمان إنه يعتزم عقد أول جولة من محادثات تشكيل الائتلاف الأسبوع القادم. وقالت مصادر في مكتبه إنه سيلتقي بقادة الأحزاب الثلاثة المعارضة وأن الجولة الأولى من المفاوضات ستنتهي بحلول الأربعاء المقبل.
ولا يزال من غير الواضح إن كان حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية على استعداد لتشكيل ائتلاف مع حزب الحركة القومية اليميني أو حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة والذي يميل لليسار.
ونقلت قناة تلفزيون (سي.إن.إن.ترك) على موقع تويتر عن داود أوغلو قوله إنه يعتزم التحدث مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيلجدار أوغلو أولا واضافت أن المحادثات قد تمتد إلى جولة ثانية بعد عيد الفطر هذا الشهر.
ورغم أن القوميين أقرب أيديولجيا لحزب العدالة والتنمية فإن التحالف معهم سيقوض على الأرجح عملية السلام مع الأقلية الكردية في البلاد وهو أمر يراه إردوغان جزءا من إرثه الشخصي.
وأبلغت مصادر رويترز أن بعض كبار أعضاء حزب العدالة والتنمية يميلون لتشكيل ائتلاف كبير يضم حزب الشعب الجمهوري لكن لم يتضح بعد إن كان ذلك سيكون مقبولا لقاعدة أنصار الحزب من المسلمين المحافظين.
* نقاط عالقة
وقال زعيم حزب الحركة القومية اليميني دولت بهجلي يوم الخميس إن حزبه سيفعل "كل شيء ممكن" لتجنب حدوث إضطراب سياسي في إشارة على ما يبدو إلى استعداده للتفاوض.
وإلى جانب عملية السلام مع الأكراد يقول محللون إن حزب العدالة والتنمية سيواجه على الأرجح "قضيتين معقدتين" رئيسيتين في محادثات الائتلاف وهما احتمال التدخل العسكري في سوريا المجاورة وسلطات الرئاسة في تركيا.
وبينما يعارض القوميون المحادثات مع الأكراد فإن حزب الشعب الجمهوري أعلن معارضته للتدخل في سوريا. وعززت أنقرة وجودها الأمني على طول الحدود مع سوريا حيث قالت صحف موالية للحكومة إنها تسعى لإقامة "منطقة عازلة".
ولم يبد حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية اليميني دعمه لفكرة رئاسة قوية التي يسعى من أجلها اردوغان وحزب العدالة والتنمية. وبموجب الدستور التركي الحالي يحظى الرئيس بسلطات محدودة نسبيا وهو وضع تعهد اردوغان بتغييره.
وكان داود أوغلو قال الشهر الماضي إنه لن يقبل أي مفاوضات لتشكيل الائتلاف تشكك في شرعية دور اردوغان.
واستبعد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والذي دخل البرلمان للمرة الأولى بعد أن اجتاز عتبة العشرة في المئة في انتخابات يونيو حزيران الماضي الانضمام إلى ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية.