باحث إسرائيلى: الاتفاق النووى لا يعنى تحولا فى استراتيجية طهران بالمنطقة

باحث بمعهد واشنطن:
طهران لن تسعى لخرق الاتفاق النووى خوفا من الأطراف العالمية
السعودية ومصر وتركيا قد تسعى لحيازة سلاح نووى مثل إيران
مكاسب الصفقة النووية ستجعل النظام الإيرانى فى وضع أفضل سياسيا وعسكريا واقتصاديا
قال الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والجنرال بالجيش الإسرائيلى مايكل هيرتسوغ إن إسرائيل تخشى من أن صفقة إيران النووية قد تؤدى إلى إضفاء الشرعية على إيران كدولة تقف على أعتاب القوة النووية، مما يشجع دورها فى زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط المضطرب، وقد يؤدى إلى الانتشار النووى وانطلاق سباق للتسلح التقليدى فى المنطقة.
وأضاف هيرتسوغ أن إسرائيل استقبلت الاتفاق النووى مع إيران بجو من الكآبة يتناقش بشكل صارخ بما حدث على نطاق واسع فى الغرب وإيران، وخاصة ان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وصف الاتفاق بأنه خطأ فادح يحمل أبعادا تاريخية، كما انضم اليه مجلس الوزراء بالاجماع، كما انضمت شخصيات من المعارضة الإسرائيلية إلى الانتقادات الموجهة للاتفاق.
وقد أشارت استطلاعات الرأى التى تلت الاتفاق أن 70 % من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة خطيرة وانها لن تمنع إيران من الحصول على سلاح نووى.
وأضاف هيرتسوغ أن ردود الفعل هذه ليست مفاجئة لأن الإسرائيليون يعتقدون ان المخاطر بالنسبة لسهم أكثر من أى شخص آخر، فخلافا للولايات المتحدة تعتير إسرائيل أن إيران وحلفاؤها الراديكاليين هم التهديد الأكثر خطورة لأمنها القومى، وذلك استنادا إلى تقييم يأخذ فى الاعتبار أيدولوجية إيران المتطرفة ودعوتها للقضاء على طموحات إسرائيل النووية والإقليمية، وكذلك حلفاؤها المدججين بالسلاح على حدود إسرائيل بما فى ذلك حزب الله وما يمتكله من صواريخ والمقدرة بحوالى 100 ألف صاروخ.
وقال هيرتسوغ إن الإسرائيلين لا يعتقدون أن الاتفاق النووى يدل على تحول جذرى فى التوجه الاستراتيجى لإيران، ويتساءلون عن مدى قدرة الإدارة الأمريكية على وقف طموحات النظام.
وقال الكاتب الإسرائيلى إن الصفقة تضع مسافة بين إيران وقدرتها على تصنيع سلاح نووى لمدة تتراوح عشرة إلى 15 عاما القادمة، حيث تعمل على تحجيم قدرتها ووضع تدابير للحد من ومراقبة برنامجها النووى بطريقة شاملة، مضيفا أن طهران ليس لديها الشجاعة لخرق الاتفاق، والسعى إلى الحصول على قدرات عسكرية نووية فى السنوات القليلة القادمة لأن ذلك من شأنه أن يمثل تحدى صريح للأطراف الدولية الرئيسية فى الاتفاق.
وأضاتف الكاتب الإسرائيلى أنه مع ذلك فإن هذا الوقت والمساحة السياسية لها ثمن باهظ، حيث تسمح الصفقة لطهران بالحفاظ على بنيتها النووية وتطوير قدراتها التقنية فى المجال النووى بمساعدة دولية. وفى الوقت ذاته فإن إيران ستعود مرة اخرى إلى المجتمع الدولى مدعومة ماديا وسياسيا، كما ستحصل فى النهاية على الشرعية كدولة على أعتاب القوة النووية.
وقال الكاتب الإسرائيلى إن هناك ثغرات فى الصفقة قد تعطى لإيران المجال من أجل استغلالها، لافتا إلى أنه قبل انتهاء السنة العاشرة من مدة الصفقة، فإن إيران سوف يسمح لها بالبحث وإنتاج أجهزة الطرد المركزى المتقدمة، والخصول على الأدوات اللازمة للقدرات النووية، وكذلك تطوير صواريخ باليستيه قادرة على حمل أسلحة نووية.فى الوقت ذاته فإن نظام الرصد والتحقق يستبعد إجراء أى تفتيش مفاجىء على المواقع غير المعلنة من قبل إيران.
فوفقا للاتفاق النووى فإن إيران سيكون لديها مهلة لمدة 24 يوما، كما أن الوكالة الدولة للطاقة الذرية ستبلغها مسبقا عن الغرض من التفتيش المطلوب فى مثل هذه المواقع، مما يعطى طهران الوقت للمماطلة وتغطية معظم أنشطتها النووية خاصة تلك التى لا تتضمن مواد ناشطارية او تجرى فى المنشآت الصغيرة، علاوة على ذلك لإغن هناك عقوبات أشد سيتم رفعها عن إيران فى غضون شهونر مما يعنى ان إيران ستحصل على المزيد من النفوذ قبل ان يتم اختبارها بما يكفى.
وقال الكاتب الإسرائيلى إن إسرائيل تأخذ على محمل الجدية النتائج غير المباشرة لهذا الاتفاق، والمتمثلة فى التسلح او الانتشار النووى فى الشرق الأوسط وخاصة من جانب الأطراف الاقليمية الذين يشعرون انهم مهددون من قبل إيران ولا يثقون بشكل كاف فى التأكيدات الأمريكية مثل المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، وهم قد يسعون إلى وضع مماثل لوضع طهران.
وقال الكاتب الإسرائيلى إن الثمن بالنسبة لإيران يبدو جيدا، فالنظام الإيرانى يرى مقابلا قيما لوضع طموحاته النووية على لائحة الانتظار، من خلال الحصول على الاعتراف الدولى بالبرنامج النووى، وكلك تعزيز مكانتها الإقليمية وتطبيع مكانتها الدولية.
فضلا عن هذا، فإنه بالاضافة إلى تمديد عمر النظام فإن هذه المكاسب يمكنها أن تضع النظام فى وضع أفضل بكثير سياسيا، وماليا وعسكريا وتقنيا، وهذا فى نظر إسرائيل مقامرة محفوفة بالمخاطر.
وقال الكاتب الإسرائيلى أنه فى حين يركز الاتفاق على الأبعاد النووية، فإن إسرائيل والعديد من جيرانها العرب لا يمكنهم تجاهل التأثير المحتمل على سياسات إيران غير النووية، خاصة ان الاتفاق نفسه يطمس بعض خطوط هذه السياسات، والتى من بينها على سبيل المثال رفع العقوبات المفروضة على الكيانات الإيرانية الناشطة فى عالم الإرهاب (على سبيل المثال الحرس الثورى الإيرانى، وفيلق القدس الإسلامى) وكذلك الأسلحة التقليدية.