الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتصارات مصرية على منصة الأمم المتحدة


6 أيام استغرقتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك، وهي في رأيي من أنجح زيارات الرئيس للخارج، فخلال 15 دقيقة هي زمن خطاب الرئيس على منصة الأمم المتحدة، دوت القاعة بالتصفيق 10 مرات، الأولى أثناء دخوله القاعة، والثانية حينما قال إن مصر فى خط الدفاع الأول فى مواجهة الإرهاب.
الجميع كان يصفق بحرارة، خاصة عندما تحدث عن سماحة الإسلام في مواجهة من يريدون احتكار الدين لأنفسهم، وحينما تحدث عن تفاقم أزمة اللاجئين، وحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى، وأيضا حينما أكد على ضرورة تمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره.
واشتعلت القاعة بالتصفيق عندما تحدث السيسى عن إجراء الانتخابات التشريعية هذا العام استكمالا لخارطة المستقبل، وهو ما تكرر حينما تحدث عن ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن.
وكانت مبادرة «الأمل والعمل» التي أطلقها السيسي لاجتذاب طاقات الشباب في دول العالم بعيدا عن التطرف والإرهاب، وتوظيف قدراتهم للبناء والتنمية، هي أكثر الأفكار التي رحب بها الجميع، وقد اعتبرتها الأمم المتحدة وثيقة من وثائقها، تتولى تنفيذها بالتعاون مع الدول الأعضاء وستعلن آليات التنفيذ والتمويل، مع انتخاب مصر عضوا غير دائم بمجلس الأمن وتوليها مقعدها بين الأعضاء الخمسة عشر في مطلع العام الجديد.
oومن بين 22 لقاء قمة ثنائية، عقدها الرئيس مع رؤساء الدول، كان لقاؤه مع الرئيس الفرنسي له أهمية خاصة، عبر السيسي عن شكره لأولاند لإنهاء تعاقد مصر علي حاملتي الهليكوبتر الفرنسيتين طراز «ميسترال»، اللتين تعتبران طفرة في تسليح البحرية المصرية تمكنها من الدفاع والردع وحماية المصالح الحيوية المصرية علي امتداد الإقليم.
وأكد أولاند أنه سيطلب من الشركات الفرنسية تعاونا أكبر في الاستثمار مع مصر، والمساهمة بشكل أوسع في المشروعات المصرية الكبرى.
أما لقاءات الرئيس مع رؤساء صناديق الاستثمار والشركات الأمريكية العاملة في مصر والراغبة في الدخول للاستثمار، وصناع القرار من سياسيين ومفكرين ورؤساء مراكز بحوث، ولقاء خاص مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، فقد كانت أكثر من ناجحة.
oوالمشهد الذي لفت نظر الجميع، عندما غادر الرئيس الأمريكى باراك أوباما منصة الأمم المتحدة أثناء مشاركته في قمة مكافحة الإرهاب، وتوجه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصافحته وتحيته، وشكره على تصريحات لوسائل الإعلام المختلفة.
oكانت الجالية المصرية في الولايات المتحدة استقبلت الرئيس عبد الفتاح السيسي فور وصوله بمسيرة بالسيارات طافت عددا من شوارع مدينة نيويورك، رافعين الأعلام المصرية وصورا الرئيس احتفاءً بزيارته، كما احتشد عدد كبير منهم أمام مقر الأمم المتحدة ورددوا الهتافات المؤيدة لمصر والداعمة للسيسى، والحرب ضد الإرهاب.
أما جرائم التعدي البدني واللفظي على الصحفيين والإعلاميين المصريين بمدينة نيويورك، والذين كانوا يقومون بعملهم في تغطية اجتماعات الأمم المتحدة وزيارة رئيس الجمهورية إلى أمريكا، فهي من وجهة نظري مرحلة يأس وتخبط للإخوان، فحين يستخدم الإنسان يديه بدلا من رأسه، وحين يستخدم العنف بدلا من الإقناع، فهذا معناه أنه وصل إلى مرحلة اليأس، وأقول للزملاء الإعلاميين شرف لكم اعتداء الإخوان عليكم، فهم في حالة من التخبط ويحاولون إثبات وجودهم بأي طريقة لكنها النهاية بالنسبة لهم.
oورغم أن الطقس لم يكن جيدا في نيويورك وكانت المدينة تواجه عاصفة ثلجية، إلا أن حرارة الأجواء داخل الأمم المتحدة والترحيب بالرئيس والوفد المصري جعلت الجو أكثر سخونة.. جاءت إقامتي في أحد فنادق نيويورك أمام برجي التجارة "جراوند زيرو" اللذين تم هدمهما يوم 11 سبتمبر 2001 ولم يبنوا مكانهما أي شيء، فقط وضعوا أسماء الضحايا وأصبحا مزارا لكثيرين يجلسون أمامه يتذكرون الضحايا ويتذكرون الأحداث.
رغم مرور 16 سنة على الحادث، الذي غير السياسة الأمريكية، وجعلهم يدعمون الإخوان المسلمين وجاءوا بالربيع العربي، لكن وفي النهاية اتضح أن كل هذا كان خطأ، وأنها سياسة خاطئة، واعترف أوباما بأن سياسته كانت خطأ في العراق وفي الشرق الأوسط، وأكد أنه لا يمكن للديمقراطية أن تأتي من الخارج، بعد 16 سنة، فهمت أمريكا هذا وعرفت الحقيقة، عرفت أمريكا أخيرا أن الديمقراطية لا تأتي من الخارج ولا تفرض بالقوة، ويا ريت يتعلموا ولا يكرروا التجربة مرة أخرى في سوريا.
oالحمد لله مصر دائما ربنا حاميها واستطاعت أن تتغلب على الجماعة الإرهابية وعلى الفوضى التي أرادوا أن تسودها لتهدمها وتخربها، وسنحتفل الثلاثاء المقبل بالسادس من أكتوبر، أعظم انتصار مصري ويارب دايما في انتصارات.