قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالفيديو والصور.. قصر"السادات"على ضفاف بحيرة ناصر بأسوان لم يسكنه الرئيس الراحل وسرقه اللصوص


قصر السادات واجهة وتحفة معمارية على الطراز الأسواني منذ السبعينيات
صممه شيخ البنائيين حسن فتحي .. ونفذته وزارة الإسكان على مساحة تصل لنحو 2500 متر
خبير أثري:
تمنى وضع أفكار ورؤى جديدة لإعادة جمال وروعة وتاريخه لوضعه الذى كان عليه

قصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمحافظة أسوان، والذي يقع على بعد 140 كيلو مترا جنوبي شرق مدينة أسوان وبالتحديد فى منطقة "جرف حسين"، تم تشييده على الطراز النوبى القديم من خلال تصميم شيخ البنائين المهندس حسن فتحي، وبناء على طلب الرئيس الراحل ليكون مواجهاً لبحيرة ناصر، وبعيداً عن أى تجمع سكنى.
القصر تم تشييده للرئيس السادات ولكنه لم يسكن فيه، واختياره للموقع ليكون بالقرب من بحيرة ناصر، والذي قيل إنه صاحب الفضل فى تنميتها، حيث كانت تفيض على الجميع بخيرات ليس لها حدود.
أوضح الخبير الاثري حسن جبر، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسوان، أن قصر الرئيس الراحل أنور يعتبر ملمحا تاريخيا هاما وتحفة معمارية، ولكنه لم يرق لدرجة المباني التاريخية أو يوثق أثرياً أو معمارياً، حيث إن المبني تم إنشاؤه منذ السبعينيات من خلال تصميم شيخ البنائين المهندس حسن فتحي، وأن الرئيس الراحل قام علي ما أعتقد بزيارته في الشتاء.
وفي نفس السياق أشار محمد سعيد طه خبير أثري بأسوان بأن قصر الرئيس الراحل أنور السادات تم إنشاؤه علي مساحة تصل لنحو 2500 متر مربع علي الطراز المعماري النوبي الذي كان يتم تطبيقه من خلال تصميمات شيخ البنائين حسن فتحي ، وقامت بتنفيذه وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في أثناء فترة وزارة الدكتور حسب الله الكفراوي.
ويضم القصر العديد من الحجرات والغرف التي تم إنشاؤها ، وحوشا سماويا واسعا ، بجانب تركيب أبواب للقصر المكون من دور واحد فقط ، وفي تصميمه تم إنشاء سلالم داخلية ، ليتم السماح بالبناء بأدوار أخرى ، ولكن هذا القصر لم يرتده الرئيس السادات بالمرة ، وقد ترك لفترات ، حيث إنه لم يستغل بالشكل الأمثل لتحويله إلي مزار أثري أو خلاف ذلك ، كما أن ما يوجد به من أبواب وبنية من مستلزمات الصرف أو مياه الشرب أو الكهرباء تم الاستيلاء عليها من قبل بعض اللصوص ، وفي نفس الوقت لم يتم وضع أي أثاثات أو تجهيزات به.
وتمنى محمد سعيد طه بأن يتم إعادة تجميل ورفع كفاءة هذا القصر لموقعه المتميز علي ضفاف بحيرة ناصر ، وإدراجه في المباني المعمارية لمكانته التاريخية حيث تجاوز الـ 35 عاماً منذ إنشاؤه.
أما فيما يخص المهندس حسن فتحي شيخ البنائين كما كان يلقب خلال الفترة التي عاشها منذ عام 1900 وحتى 1989 فهو حاصل علي دبلوم العمارة من من المهندس خانة بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا ) ، وهو أيضاً كان يشغل منصب أستاذ محاضر للعمارة بكلية الفنون الجميلةـ
وترأس قسم العمارة في الفترة من 1953 إلي 1957 ، وكان يشغل أيضاً منصب مستشار مؤسسة "دوكسياريس" للتصميم والإنشاء ـ بأثينا خلال الفترة من 1957 إلي 1962 ، ثم عمل كأستاذ محاضر بجامعة الأزهر الشريف قسم "التخطيط في الفترة من 1964 إلي 1968 ، ثم خبيرا بمعهد أدلاي إستفسون بجامعة شيكاغو في الفترة من 1967 إلي 1969.
ومن أهم المشروعات المعمارية التي نفذها شيخ البنائين تصميم وبناء قرية القرنة عام 1948 ، وتصميم وبناء مدرسة فارس بأسوان في عام 1949 ، وأيضاً مشروع قرية باريس بالواحات الخارجة عام 1970 ، وقرية دار الإسلام بنيوميكسيو عام 1980 ، ونال عددًا كبيرًا من الشهادات والجوائز والنياشين من عدد كبير من الجامعات والهيئات المعمارية العالمية.
وعن فلسفة حسن فتحي في البناء فإنها تكمن في كونه مهندساً له وجهة نظر خاصة مرتكزة على تراث أمته ومستفيدة في الوقت نفسه من إنجازات الآخرين ، فكان يرى أن أهم مشكلات المعمار والإسكان في الدول الفقيرة كمصر تكمن في الفوارق الرهيبة بين القدرات المادية والدخل السنوي للأهالي وتكاليف البناء.
فقد ابتعث الرائد المعماري "حسن فتحي" نمط بيوت النوبة المبنية بالطين والمسقفة بالقبب والأقبية في بداية الأربعينيات لم يكن يخترع شيئًا من عدم ، ولم يكن يبتعثه أيضًا كفلكلور يبغي منه أن يحوز إعجاب الأثرياء والأجانب لما يجدون فيه من غرابة وطرافة ، إنما كان هذا نابعًا من مسئوليته كمهندس معماري يقوم بدور رائد وهو إحياء التراث المعماري المحلي للعمارة الشعبية المصرية ، إذ وجد فيه الحل المناسب إن لم يكن الأمثل لمشكلة شديدة الإلحاح وهي توفير بيت لكل فلاح فقير في الريف المصري، بتكلفة اقتصادية منخفضة تناسب دخل هذا الفلاح، على ألا تنتقص هذه التكلفة المنخفضة من حق هذا الفلاح في أن يكون له بيت متين وواسع ومريح وجميل.
وقد تميزت البيوت التي بناها حسن فتحي وظل يدعو للأخذ بها والتي استوحاها من بيوت النوبة بأنها متوافقة توافقًا كليًّا مع البيئة فهي -غير رخص تكلفة خاماتها- تحقق تهيئة مناخية رخيصة للمنزل ليس بحكم خاماتها المتوافقة مع البيئة فقط، بل بحكم توافق تصميماتها، فالبيت من هذه البيوت يستمد تهويته وإضاءته من فناء داخلي تنفتح عليه نوافذ البيت من الداخل، وهذا يقي أهل البيت من الأتربة والتيارات الهوائية غير المستحبة، فضلاً عن ذلك فإن هذا الفناء يحقق خصوصية البيت وحرمته التي تتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية لساكنيه.
وهاتان الوظيفتان ما كانت تحققهما تصميمات البيوت الحديثة التي يضعها المعماريون التقليديون من كونها تستمد فلسفة تصميماتها من العمارة الأوروبية التي تفضل - تبعًا لتوافقها مع بيئتها - الانفتاح على الخارج ، كما تم استدعاء المهندس حسن فتحي لبناء استراحة للرئيس السادات في أسوان على طريقة المنازل النوبية.
بمرور الوقت طالت يد اللصوص الشبابيك والأبواب، فهل سيكون هناك أفكار ورؤي جديدة لإعادة جمال وروعة القصر لتاريخه الذى كان عليه، ويستغل كمزار سياحي له قيمة يحمل اسم رجل الحرب والسلام.