فرصة تاريخية أمام الرئيس محمد مرسى

جاء خطاب د. محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب مبشراً جداً.. قال أنا خادم للشعب وأجير عند المواطنين ،وقال للناس أنتم مصدر السلطة فأعينوني علي تحقيق العدل بينكم.
جاءت وعود الرئيس المنتخب كأول رئيس مدني لمصر تحمل الخير والعدل والرغبة الخالصة في بناء مصر وتحقيق آمال وطموحات الشعب .
وفي رأيي ان الرئيس محمد مرسي أمامه فرصة تاريخية ليسطر اسمه في سجلات التاريخ.
يأتي د. محمد مرسي في لحظة تاريخية فارقة فهو أول رئيس يفوز بـ37.15% من أصوات الناخبين وهو ما لم نعرفه منذ ثورة يوليو 2591 وحتي الآن ففي أقصي محاولات ديمقراطية الصندوق وصلت إلي 88%.. أما أن يتولي رئيس الجمهورية بـ15% فقط فهي الديمقراطية والنزاهة المطلقة في فرز الأصوات ،وهذا يعني ان نصف أعداد الأصوات لم يحصل عليها د. مرسي وعددها حوالي 21 مليون مصري، بالاضافة إلي وجود عدة ملايين آخري أعطوا أصواتهم للرئيس الجديد لرفضهم عودة النظام القديم.. أي أن هناك حوالي 02 مليون مواطن يترقبون سياسة الرئيس الجديد وكيف سيدير مصر؟!
الرئيس محمد مرسي أمامه فرصة تاريخية نادرة أن يوحد الشعب المصري كله في مبادرة تدعم مشروع النهضة الذي طرحه للشعب وذلك في مبادرة قوية ملموسة لفتح باب المصالحة علي مصراعيه بين جميع فئات الشعب المصري.. لا يعاقب مواطن إلا بحكم محكمة ولا يعزل إنسان سياسيا أو اجتماعيا إلا بإدانة موثقة وحكم محكمة نهائي ولا يؤخذ أحد بالشبهات أو لتصفية حسابات أو غيرها.
لقد استقال د. محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين واستقال من حزب الحرية والعدالة وهي بادرة خير تدل علي أن النية الخالصة هي أن يكون رئيسا لكل المصريين مسلمين ومسيحيين.. شيوخا وشبابا وأطفالا.. رجالا وسيدات.
لقد كان خطاب الرئيس محمد مرسي موفقاً جداً فقد أعلن تأييده واحترامه للقوات المسلحة وللشرطة وتأكيده علي أهمية استقلال القضاء واحترام أحكامه.
ولكن المثير للانتباه انه رغم استقالة د. محمد مرسي من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة فأغلب من يتحدث عن المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمصر خلال الفترة القادمة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وأتمني أن يثبت الرئيس الجديد انفصاله عن الحزب والجماعة في كيفية اختيار معاونيه ومسئولي الدولة والوزراء.. أتمني أن تكون كلها معبرة عن اختيار الأصلح والأكثر كفاءة بغض النظر عن انتمائه للجماعة من عدمه...
مبروك لمصر د. محمد مرسي ولنضع أيدينا معا لنبدأ صفحة جديدة لمصر الجديدة.
نقلا عن "الاخبار"