استجواب رئيس البرازيل السابق وروسيف تعتبر الإجراء "غير ضروري"

احتجزت الشرطة البرازيلية الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عدة ساعات اليوم الجمعة حيث خضع للاستجواب في إطار تحقيق اتحادي في قضية فساد كبرى فجرت أزمة سياسية تهدد بإسقاط خليفته الرئيسة ديلما روسيف.
وأصبح استجواب لولا (70 عاما) بعد احتجازه أهم تطور في قضية الفساد المستمرة منذ عامين ومحورها شركة النفط المملوكة للدولة (بتروبراس) التي هزت أركان المؤسسة السياسية والاقتصادية في البرازيل وعمقت أسوأ أزمة ركود يعيشها منذ عقود هذا البلد صاحب أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
ويهدد التحقيق الإرث السياسي لأقوى سياسي في البرازيل بعدما تحول لبطل شعبي في عيون البرازيليين بفضل ظروف نشأته القاسية وبرامجه لمكافحة الفقر. ويسلط التحقيق الضوء على كيفية احتفاظ حزب العمال اليساري الذي ينتمي إليه بالسلطة طوال 13 عاما.
واقتادت الشرطة لولا من منزله على مشارف ساو باولو وأطلقت سراحه بعد استجوابه لثلاث ساعات. وقالت الشرطة إن لديها أدلة تثبت أن لولا دا سيلفا استفاد بشكل غير قانوني من عمولات في شركة النفط الحكومية بتروبراس في صورة مدفوعات ومنزل فاخر.
ويأتي اعتقال لولا دا سيلفا في إطار تحقيق كبير شمل نوابا ورجال أعمال ذوي نفوذ وقد لطخ إرث أقوى سياسي في البرازيل والأساليب التي استخدمها حزبه لترسيخ سلطته منذ صعوده للحكم قبل 13 عاما.
وتجعل الأدلة ضد لولا التحقيقات قريبة من الرئيسة الحالية ديلما روسيف التي تكافح لتفادي إجراءات لعزلها ولانتشال البلاد من أسوأ تباطؤ اقتصادي خلال عقود.
ورفضت روسيف بشكل قاطع تحقيق الشرطة مع لولا الذي تعتبره ملهمها وقالت في بيان إنه إجراء "غير ضروري". لكنها أكدت دعمها للهيئات التي تتولى التحقيق في قضية الفساد وقالت إن التحقيق يجب أن يتواصل حتى تتم معاقبة ممن تتم إدانتهم في القضية.
وقفز الريال البرازيلي أكثر من ثلاثة في المئة في التعاملات الصباحية مع مراهنة المستثمرين على أن الاضطراب السياسي قد يسفر عن تشكيل ائتلاف حاكم أكثر دعما لسياسات السوق.
ورد لولا بغضب خلال مؤتمر صحفي بعد إطلاق سراحه واتهم المحققين "بعدم احترام الديمقراطية" وبإدارة ما وصفها بأنها مسرحية إعلامية عوضا عن إجراء تحقيق جاد.
وقال لمؤيديه في مقر حزب العمال إنه أجاب بالفعل عن الأسئلة التي وجهتها له الشرطة اليوم الجمعة وأكد مجددا أنه لا يملك المنزل الفخم الذي أشار المحققون لحصوله عليه كرشوة.
وتنفي روسيف بدورها ارتكاب أي خطأ. وقال وزير العمل ميجيل روسيتو في بيان إن الاحتجاز "هجوم واضح على ما يمثله لولا."
لكن الشرطة قالت في بيان "الرئيس السابق لولا بجانب رئاسته للحزب كان المسؤول بشكل أساسي عن اتخاذ قرارات تعيين المدراء في بتروبراس وأحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الجرائم."
وأضاف البيان "يوجد دليل يثبت أن الجرائم أدت إلى ثرائه ومولت حملات انتخابية وخزانة حزبه السياسي."
وقالت مؤسسة لولا في بيان أمس الخميس إن الرئيس السابق لم يرتكب أي ممارسات غير قانونية قبل رئاسته وخلالها وبعدها. ووصفت المؤسسة التي نفت مرارا ارتكاب الرئيس السابق أي مخالفات احتجازه بأنه "تعسفي وغير قانوني وغير مبرر."
وفي الشارع خارج منزل لولا بولاية ساو باولو أظهرت لقطات تلفزيونية أنصار الرئيس السابق يتجمهرون بقمصان حمراء ويرددون أناشيد ويتبادلون السباب مع معارضيهم مما يدل على العواطف العميقة التي تحيط بالرئيس السابق.
وكمؤسس لحزب العمال كانت صورة لولا محورية في احتجاجات الشوارع الضخمة المنادية بعزل روسيف والمناهضة لعزلها أيضا خلال العام المنصرم ونظمت أيضا النقابات العمالية القوية مسيرات باسمه.
وقال المدعون الذين أمروا اليوم الجمعة بشن المداهمات إنهم يملكون أدلة تثبت تلقي الرئيس السابق أموالا من كسب غير مشروع مرتبط بشركة بتروبراس الحكومية شملت منزلا شاطئيا فاخرا وآخر ريفيا.