بالفيديو وصور.. سيد مكاوي أشهر مسحراتي.. يكتفي بالطبلة ويستغنى عن الفرقة الموسيقية.. حلم حياته تحقق بالتلحين لكوكب الشرق

المسحراتي سيد مكاوي..
أولي حلقات المسحراتي في الإذاعة المصرية عام 1955 بصوت محمد فوزي
طلبت الإذاعة المصرية من مكاوي تلحين الحلقات.. فاشترط غناءها
مكاوي يستغني عن الفرقة الموسيقية ويكتفي بالطبلة
كون مع الشاعر فؤاد حداد ثنائيا فنيا ناجحا
الحلقات تناولت مواضيع اجتماعية تمس الموظف الكادح

"اصح يا نايم.. وحد الرزاااق".. من منا لم تتقد روحه ووجدانه بهذه الكلمات الساحرة التي حولها الشيخ العبقري إلى الحان ملائكية تترآي عبر خيوط نور الفجر في ليالي رمضان الكريم، تتمايل لها القلوب قبل العيون لتستقبل فجرا جديدا مليء بالروحانيات الرمضانية القديمة.

سيد مكاوي أشهر من لحن وأدي دور المسحراتي بكلمات بسيطة وصوت عذب وألحان شجية، فعلي الرغم من أن مكاوي ليس أول مسحراتي في الإذاعة المصرية، فقد سبقه في هذا الفنان محمد فوزي، عندما قدم المسحراتي بكلمات شاعر العامية بيرم التونسي، إلا أن مكاوي استطاع بخبرته الفنية وبجلبابه وطبلته وأشعار فؤاد حداد أن يرتبط بأذهاننا وقلوبنا.. فلا يمكن أن نتناول سحورنا لا علي دقات طبلته وكلماته التي كانت تحمل معها عبق وأصالة الشهر الكريم بما تعكسه من حكم ومواعظ وحكايات مصرية توقظ الضمائر قبل العيون.

أصيب سيد مكاوي وهو طفلا صغيرا بالرمد، ولقلة حيلة الأسرة وعدم توافر مصرفات العلاج اصيب بالعمي، ما جعل أسرته توجهه إلي حفظ القرآن الكريم والغوص في حفظ التواشيح والانشاد الديني. فقد حباه الله بذاكرة فولاذية فلم يكن يستمع الي الدور او الموشح لمرة واحدة حتي ينطبع في ذاكرته.

جاءت شهرته كملحن عندما قدم للفنانة شريفة فاضل لحنها المميز (مبروك عليك يا معجباني) ثم لحن اغنية الفنان محمد عبدالمطلب (اسال مرة عليا) ثم ابدع وتالق في الحان لمشاهير المطربين وعلي راسهم شادية ووردة وصباح ونجاة الصغيرة واخيرا تحقق حلم حياته بالتلحين لكوكب الشرق في رائعته "يا مسهرني".

دأبت الاذاعة المصرية خلال شهر رمضان علي تقديم حلقات المسحراتي من خلال تلك الحلقات الناجحة التي بداها الفنان محمد فوزي عام 1955 واستمرت من بعده الي اسناد تلك الحلقات لاكثر من ملحن لتقديمها والاشراف علي اذاعتها.

وفي العام الذي اسندت الاذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي اشترط عليهم ان يقوم هو بغنائها، وليس مطربا اخر وبالفعل وافقت الاذاعة علي شرطه ليقرر مكاوي الاستغناء نهائيا غن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتي بـ"الطبلة المميزة"، حتى حققت نجاحا كبيرا ما دفع الاذاعة في العام الذي يليه إلى الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في الحان المسحراتي واسناد العمل كاملا لسيد مكاوي.

بدا مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد بنفس الاسلوب لعدة سنوات، وحرصا على تقديم افكار جديدة في كل حلقة من حلقاته، وتعرض فيها مشاكل المجتمع المصري، وركزا على تناول المشاكل التي تمس المواطن الكادح "الغلبان"، مثل تعرضه إلى البيروقراطية في المصالح الحكومية في حلقتة الاشهر بعنوان "الاستمارة راكبة الحمارة".

وبعد نجاح تلك الحلقات وتالق افكارها انتقلت من الاذاعة المصرية الي شاشات التليفزيون وظلت تذاع باخراج فني عال فقد ابدع في اخراجها ملك المنوعات المخرج فتحي عبد الستار ثم المخرج يحيي زكريا لتتوققف عن الاذاعة فجاة وبدون ابداء اي اسباب.
https://www.youtube.com/watch?v=8pyGIg11zgg