قام الدكتور عمرو حسن استشاري امراض النساء والتوليد بالبحث وراء السر
والمعتقدات الخاطئة بقصص عن ختان الإناث والمعروفة باسم الطهارة والتي تقول عنها
كل من تعرضت لها أنها يوم أسود لا ينسى.
-الختان : اليوم الاسود في حياة البنت
وتقول الفتيات والسيدات عندما تفتح سيرة هذا اليوم عبارات مثل:
"ما تفكرنيش بيه لأن كل ما افتكر جسمي يقشعر وأخاف، فقد أخذوني من الدار
للنار كأني رايحة لقدري"، وتقول إحداهن:
"اعترضت ورغم ذلك تمت الطهارة غصبًا عني، ما كانش فيه مفر" وقد أبدت جميع النساء ضيقهن من عدم احترام رأيهن عندما اعترضن على
التعرض لآلام الختان التي يصفونها بأنها أصعب من الولادة، حتى اللاتي أجرى لهن الختان
بمخدر قلن "أن البنج الرش لا يؤثر، أما البنج الكلي فبعد الإفاقة منه نشعر
بكل التعب".
هذا اليوم الأسود الذي تكرهه البنت وتحاول الهرب منه ولا تحضره الأم
في معظم الأحوال لتجنب نفسها مشاهدة ما تتعرض لها ابنتها من أهوال وحتى لا تتذكر
ما تعرضت له هي في صغرها، هذا اليوم الأسود هو الذي لابد أن يختفي من حياة بناتنا
إذا أردنا لهن أن يصرن نساء، وأمهات سعيدات صحيحات البدن والنفس، وهذه أبسط حقوقهن
الآدمية.-المجتمع يظن ان الختان للنظافة ومنع الهرش
يقول بعض الناس إن الختان مفيد لأنه نظافة لذلك يعرف باسم الطهارة،
"لأن الواحدة تبقى ممسوحة ونظيفة من تحت بعد ما تتقطع الزوائد اللي عندها
وهذا يمنع الهرش".
يعتمد هذا القول على عدم معرفة وظائف أعضاء التأنيث الخارجية مع
احتقارها واعتبارها قذارة، ولأن المجتمع يعتبر أن الكلام في الجنس عيب، لاسيما في
الجانب الذي يخص النساء فقد توارث المعتقدات التقليدية الخاصة بهذا الجانب وتمسك
بها بشدة وصار لا يقبل المناقشة فيها، ينطلق هذا الاعتقاد من عدم معرفة وظيفة
الإفرازات الطبيعية التي ترطب الفرج وتمنع إصابته بالالتهابات وتيسر الجماع، لأن
الجفاف يجعل الجماع مؤلمًا، وهذه الإفرازات الطبيعية الضرورية ليست قذارة، ويكفي
التشطيف المعتاد وتغيير الثياب لتنظيف أعضاء التأنيث، ومن تهمل نظافتها الشخصية
سواء كانت مختنة أو غير مختنة تصاب بالالتهابات عمومًا، وبعض هذه الالتهابات تصاحب
أمراضًا خاصة، وكلها تعالج دون جراحة، وفي حالة إصابة الطفلة بالتهابات تجعلها
تهرش يعالج الهرش باكتشاف سببه (ديدان دبوسية – التهابات – سكر .. إلخ) ثم إعطاء الدواء المناسب حسب رأي الطبيب وليس بقطع الجزء الملتهب.-المجتمع يعتقد ان الختان يميز البنت عن الرجل
هنا قد يقول البعض: لكن اللي مش متطاهرة تبقى زي الراجل" ينبع
هذا القول من الاعتقاد بأن أعضاء التأنيث الخارجية لها قدرة خارقة على النمو
الدائم دون توقف إلى أن يصل البظر إلى حجم عضو التذكير، والواقع أن معظم نساء
العالم سواء اللاتي يعشن في بلاد حارة أو باردة ونسبة متزايدة من نساء مصر خاصة المثقفات
غير مختنات، ولم يحدث أن تحققت تلك الخرافة وسط نساء أي بلد، فبالضبط كما لا تنمو
أنوف البشر أو آذانهم أو أصابعهم، أو أعضاء التذكير لديهم بلا توقف (رغم تفاوت
أحجامها من شخص لآخر) فإن أعضاء التأنيث في البشر هي الأخرى لا يتعدى حجمها نطاقًا
معينًا.
ترتبط هذه الأفكار الخرافية عن أعضاء التأنيث بمعتقدات ترى أن لهذه
الأعضاء قدرة سحرية على الأذى فيقول البعض "اللي مش متطاهرة ممكن تضايق
زوجها"، وينبع من هذا الاعتقاد التسمية الشائعة للبظر باسم
"الزنبور" وهو اسم حشرة تلدغ الإنسان وتؤلمه.-تأثير الختان علي الزواج والخلفة :
يقول البعض إن الختان ضروري للزواج والخلفة، لكن مع زيادة الوعي وجدنا
أن جميع الناس الآن يعرفون سيدات غير مختنات يتزوجن وينجبن سواء كن من معارفهن أو
من مواطنات البلدان الأخرى التي لا تمارس الختان، بل من الأفضل أن تظل الفتاة
سليمة لتمارس علاقتها الزوجية بسهولة وبلا متاعب، فينعكس هذا سعادة عليها، ومن ثَم
على أسرتها.-الرجال لايستطيعون التفرقة بين الفتاةالمختنة والغير المختنة
عند سؤال الرجال عن هذا الموضوع قال الكثير منهم إنهم لا يعرفون الفرق
بين المختنة وغير المختنة من تلقاء أنفسهم، ويرجع هذا طبعًا لنقص الثقافة الجنسية
والتعتيم عليها، لكن هذا يعني أيضا أن الزواج من غير المختنة لا يسبب مضايقة للرجل
وقد لا يكتشف هذا من نفسه.
بعض الرجال قالوا إن غير المختنة يمكن أن تخون زوجها لو سافر، وهذا
قول فيه إهانة للمرأة لأن الفضيلة تنبع من العقل وتعتمد على التربية وهذا الاعتقاد
يرجع أيضا لاحتقار أعضاء التأنيث وربطها بالشر والرزيلة.
والحقيقة أن هذا الربط الزائف بين الختان والعفة هو الذي جعل هذه
العادة تستمر حتى الآن، فهناك اعتقاد بأن الختان يمنع الهياج الجنسي قبل الزواج
حيث يقولون: "تبقى أعقل وتبرد" وكما قلنا فإن العفة مرتبطة بالعقل،
والتفكير في فرض العفة بحد السكين يعتبر عنف ضد المرأة لا يفكر أحد في ممارسة مثله
ضد الرجل لكي لا يهتاج قبل الزواج، مع أن العفة مطلوبة للجنسين.
- بعض الاطباء يوصون بختان البنت
ويقول الدكتور عمرو حسن "في
دكاترة بيقولوا الختان لازم للبنت"، وهؤلاء الأطباء موجودون بالفعل وهم
أقلية، وعند مناقشتهم لا يتحدثون من منطلق العلوم الطبية بل يرددون نفس الحجج التي
سمعوها تتردد في المجتمع، ومعظمهم رغم ما يقولونه لا يختنون بناتهم، كأن بناتهم
جميلات عفيفات نظيفات والأخريات لسن كذلك، وعند مناقشة هؤلاء الأطباء يقولون أنهم
يجرون هذه العمليات لأن الناس تصمم عليها وسيذهبون للداية لو رفض الأطباء، أي أنهم
بدلًا من أن يخبروا الناس بالحقائق العلمية التي تجعلهم يصونون صحة بناتهم
يخدعونهم فيجعلونهم يتصورون أن الختان ضروري وهذا موقف لا يحترم عقل الناس ولا
يتفق مع آداب مهنة الطب.