الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيران صديقة.. طيران مجهول.. سمعني تسلم الأيادي!!


كأى دولة من دول المنطقة التى ذاقت مُر ما سُمى بالربيع العربى يتحدث الواقع الليبى الذى لا يقل أسى وألمًا عن واقع دول عدة دخل عليها المُغرضون والعلماء بمصطلحات الديمقراطية الجديدة، الإطاحة بالظالمين يعنى مستقبل أفضل؛ الحرية القادمة على دبابات أمريكية غربية.

بكل هذه المفردات طعنت ليبيا ومثيلاتها من دول المنطقة الحزينة الطامع فيها والمغرّر بها؛ والآن ترسم ملامح جديدة لليبيا ربما تعيد إليها أمنها وأمانها المُفتقدين منذ عام 2011..

 وفى نظرة سريعة لما يحدث فى ليبيا الآن؛ ومن إصرار مُنقذها "حفتر" الذى يحظى بدعم شعبى، وربما بقبول غربى، وبقاعدة سندية قوية من مصر يتأكد لك على حد تفسير المُراقبين السياسيين وأولي الأمر والمشورة أن السيناريو المصرى يطبق فى "طرابلس" بكل تفاصيله.. فبالأمس تمت ترقية "حفتر" إلى أعلى الرتب العسكرية وبالأمس أيضًا خرج الليبيون حاملين صور "حفتر" مُباركين خطاه لإعادة بلادهم إلى طريق السلام والأمان.

ووسط كل هذا لابد أن تلمح أن الإخوة الليبيين رفعوا صور السيسى مُطالبين إياه بألا يتركهم؛ وليس هذا فقط، بل إن أغنية "تسلم الأيادى" المصرية تمت "ليبيتها" وتغنوا بها وكأنهم يقولون للعالم كله إن "حفترهم" هو "سيسى مصر" وهو أمر نباركه لأن أمن مصر لا ينتهى بحدودها المُترامية ولكن يمتد لداخل ليبيا التى منذ الربيع العربى المزعوم أصبحت مرتعًا للدواعش والإرهابيين وغيرهم من مُنتفعى الحروب، والآكلين على موائدها، ومصاصي دماء الشعوب.

 فلكى تأمن مصر لابد أن تقوم بتنظيف ليبيا وهو ما يفسر حسب قول أهل العلم تلك الهجمات الجوية مجهولة المصدر على مواقع إرهابية ليبية؛ وبالطبع مصر تعلم أنها دولة محورية وعليه فقد أدركت قيادتها أهمية أن تعمل على إذكاء ذلك وتعميق الروابط من أجل محورية الدور والهدف المصرى .

ولذا تجد القاهرة لا تدخر وسعًا فى الإعراب جهرًا وسرًا عن استعدادها للوقوف بجانب أشقائها العرب فى أى وقت ومكان.. وليس ليبيا فقط التى تضمن أمن مصر ولكن سوريا أيضًا هى البوابة الآمنة لمصر والعمق الاستراتيجى الذى يجب ألا تغفله قاهرة المعز مهما حدث ويحدث.

 من ليبيا جاءت التأييدات والمطالبات بالوقوف بجانبهم ومن مصر جاءت التحركات لتؤكد أن القاهرة لن تتخلى عن الجارة بالجنب وأيضاً لن تتركها مرتعًا لطمع الطامعين وغدر التجار المراوغين؛ وبين مطالب اللليبيين وجدية المصريين تلوح فى الأفق بادرة أمل تقول إن طرابلس فى طريقها للملمة شملها واستعادة عقدها المنفرط والاستعداد لغد تعزف فيه الموسيقى ويصدح على أنغامها العملاق الليبى إبراهيم عبدالمجيد مغنيا عاتبينى.. ويرد عليه وطن أعياه التشرذم وأثقلته الهموم بمفردات مصرية تقول "تسلم الأيادى" وبأنغام ليبية تقول "على طريق طرابلس ماشيين وشايلين الرياحين وبنحلم ببكره وإحنا فيه مبسوطين".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط