الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكل ينهش في مصر


الكارهون لمصر وأبنائها لا يشترط وجودهم خارجها , وما أكثرهم فى الداخل .. وللأسف الشديد الممزوج بالحسرة على الوطن المذبوح بأيادى من احتضنهم وانتسبوا إليه , وما لبثوا حتى اشتد عودهم فطعنوه طعنات كثيرة , ومع ذلك لم يمت , لأن وطنى لا يموت ولن يموت.

هكذا هو وطنى " المطعون " فى كل أنحاء جسده النحيل, والذى ضعف لكثرة استنزافه من الانتهازيين والمتآمرين والخونة الأغبياء , فبعض أبناء وطنى إن صح أن ننسبهم للوطن الجريح.. لا يهمهم سوى أن نترحم على الأيام الخوالى , تنفيذا لأجندات أجنبية أو مصالح جماعات سياسية فى الداخل والخارج.

والكل ينهش فى مصر إما بالمؤامرات العلنية والسرية أو بزرع الفتن بين أبنائها , أو اللعب على الأحداث وتصوير مصر أنها الأم التى ماتت , ويجب أن نترحم عليها , ونقيم العزاء على شاطئ البحر , وقبل الأربعين نوزع الميراث والتركة على من لا يستحق الميراث ـ ساعتها ـ الجميع له حق , وياليته حق , ولكنها حفلة الوداع التى تتضمن فقرة "الرقص فوق جثث الموتى " .

الحقيقة أن المقبرة التى ستحتضن , لن تحتضن إلا هؤلاء الذين يبيعون الوهم , وأكاذيب أن مصر قد ماتت أو أنها تحتضر فى اللحظات الأخيرة , ذلك لأنهم أقفلوا النوافذ والأبواب , ولا يعلمون أن الرياح العاتية التى سيرسلها الشرفاء ستقتلع نوافذهم وأبوابهم وجذورهم من الأساس , لتعيش مصر , ويعودوا بخيباتهم أجسادا نضعها فى الصحراء تنهشها الكلاب ولا نواريها التراب ولا نترحم عليهم , لأنهم خونة .

يا سادة.. مصر على عتبات حياة جديدة , يملؤها الأمل والدخول ناحية المستقبل المشرق مع بعض الصعاب التى لابد أن تواجهنا , بعد إجراء عمليتين لاستئصال نظامين كاملين , فى عتمة الليل وانتظار النهار.

إن صح أن نطلق على هؤلاء "جماعات المصالح" , فلا تتعجبوا أن وجودهم طالما تأكدنا منه , فهو ظاهرة صحية, لأن النظام السياسى حصيلة تفاعلات بين جماعات المصالح والسلطة السياسية , ولكن حينما ترتبط المصالح عند جماعات المصالح بالخيانة والتشويه , فليس لهم إلا الأحذية القديمة.

عادة فى تلك المراحل من حياة الشعوب تظهر طبقات وشرائح مرفوضة مثل رجال المال والأعمال , الذين يسعون الى تحقيق المكاسب السريعة والفورية على حساب الوطن , وإعلاميون يتاجرون بهموم الوطن مدعين صدق المبادئ وأنهم على حق وما أكثرهم فى الداخل والخارج , ــ وهؤلاء هم من أقصدهم منذ البداية ــ وخاصة أنهم يتلونون كالحرباء بلون كل موقف ووقت , لتنفيذ مخطط إعياء الوطن .

الأخطاء فى مصر كثيرة ولكن علاجها بالعمل والمثابرة على تنفيذه , والهدوء , وإعطاء الفرصة لتنفيذ إستراتيجيات النهوض بمصر, فى ظل محاربة الفساد المتأصل منذ عقود طويلة , وأصحاب مبادرات التشويه وعرقلة مسيرة الوطن لن يكون لهم إلا صناديق القمامة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط