الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام في قفص الاتهام بمؤتمر الشباب.. شريف عامر: «الله يكون في عون المشاهدين ».. أميرة العادلي: تحول إلى منابر للرأي.. محمد سعيد محفوظ: يعاني حالة انفلات.. والرئيس للإعلاميين: «انتوا بتضروا مصر جامد»

جانب من الجلسة
جانب من الجلسة

  • السيسي يشارك في جلسة تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام الشبابي
  • إبراهيم عيسى: الإعلام لا يصنع الرأي العام
  • الجارحي: الإعلامي يبحث ما يحقق التفوق على السوشيال ميديا بعيدا عن المحتوى
  • شمس الدين: وسائل الإعلام تحولت لجماعات ضغط ومصالح
  • محمد سعيد محفوظ: الممارسة الإعلامية حاليًا تعاني حالة انفلات

استضافت القاعة الرئيسية بمركز المؤتمرات الدولي بشرم الشيخ، جلسة بعنوان "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام الشبابي"، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد كبير من الوزراء والشباب الذين يمثلون كافة شرائح وقطاعات الشباب المصرى من الجامعات والرياضيين والمثقفين والإعلاميين والأحزاب وطلاب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة.

أدار الجلسة الإعلامي أسامة كمال، بحضور كل من الإعلاميين إبراهيم عيسي وشريف عامر وإبراهيم الجارحي ومحمد سعيد محفوظ، والدكتور خالد حبيب المشرف على البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ، والنائبة البرلمانية رانيا علواني، وأميرة العادلي القيادية بحزب المصريين الأحرار.

وفي بداية الجلسة قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن مصر بها مشكلة كبيرة منذ ثورة 25 يناير، وهي لعبة وسائل التواصل الاجتماعي، التي قامت بدور هائل في الثورة.

وأضاف "عيسى"، أنه عندما نجحت الثورة تصور الرأي العام والشباب على مواقع التواصل، أنهم من صنعوا الثورة ، مُشيرًا إلى أن الاعلام التليفزيوني لعب دورا كبيرا في التحفيز والدعوة، فتصور أيضا الاعلامي التقليدي والدولة أن القصة قصة إعلاميين مُضيفًا:"لا 25 يناير قامت بمواقع التواصل ولا 30 يونيو قامت بالاعلاميين".

وتابع: " يجب على الناس الحصول على المعلومات والمعرفة، ثم بعد ذلك صناع القرار، مُضيفًا:" مهمتي كإعلامي حاجتين كشف الحقيقة وترسيخ الحرية"، مُشيرًا إلى أن الإعلام يتوهم أنه هو من يصنع الرأي العام، والصحيح هو العكس أن الاعلام هو صوت الرأي العام، ويجب تحويل هذه الأصوات إلى معرفة لتنظيم حركة التفكير"، مُضيفًا:"الرأي العام لا يوجد لديه العقل النقدي والمصريون يصدقون ترهات وخرافات سواء من الفيسبوك أو الاعلام".

قال الإعلامي شريف عامر، إننا نعاني من مشكلة في التأثير على وعي المواطن المصري، حيث إنه في بعض الأحيان يكون هذا التأثير كبيرًا وفقًا لحجم المعلومات المطروحة، مشيرًا إلى أنه ينتمي لمدرسة لا تحب اليوتيوب، بمعنى إطلاق برامج لتحقيق أعلى مشاهدات على يوتيوب، دون النظر لأهمية محتوى ما يتم تقديمه.

وأضاف عامر أنه يعاني من مشكلة عند حصوله على إجازة ويتحول لمشاهد تليفزيوني، قائلا: "الله يكون في عون المشاهدين فعلا".

فيما قال الإعلامي إبراهيم الجارحي، إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كبير، حيث نجح في تحويل الاعلام التليفزيوني إلى إعلام تابع.

وأضاف أن الإعلامي أصبح يفضل البحث عن القضايا الغالبة حتى لو كانت رديئة ويقدمها للمواطن، والمهم ما يحقق التفوق على السوشيال ميديا بعيدا عن المحتوى.

وأشار إلى أن قانون العقوبات سقطت منه بنود من ضمنها البنود المتعلقة بالسب والقذف والإساءة للأشخاص، مطالبا بفرض القانون، مع وجود ضوابط ذاتية للإعلامي والصحفي.

وتابع أن هذا الوقت تشهد الساحة الإعلامية "تجبرا" للإعلاميين" لأنهم ظنوا في أنفسهم أنهم قادة سياسيون.

فقاطعه الإعلامي إبراهيم عيسى متسائلا "مين قال الكلام ده"، فرد عليه "الجارحي" قائلا: "أنا بتكلم بلساني ليس نقلا عن أحد".

فدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوبة ضحك وضرب كفا بكف قائلا "يا أستاذ إبراهيم وليكم كلكم ياللي بتتكلموا عن الرأي وتوعية الناس".

وقال "عيسى" :"يا سيادة الرئيس هذا هو التعدد والاختلاف المشروع بدون هذا الاختلاف مع الود والمحبة سيجعلنا نتقدم".

وتابع:" هناك كتاب وصحفيون مسجونون حاليا في مصر، ولا توجد سوى 4 دول في العالم هي التي تعاقب على جرائم النشر وهي دول مستبدة، ولا يجب أن تكون مصر والتي تنادي بالديمقراطية واحدة من هذه الدول.

وطالب عيسى،الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن إسلام بحيري وغيره من الإعلاميين.

من جانبه، قال الإعلامي محمد سعيد محفوظ، إن هناك حالة عامة من الانفلات في الممارسة الإعلامية حاليا، مشيرا إلى أنه لابد من البحث عن حلول عملية لهذه المشكلة.

وأضاف "محفوظ" أنه لابد من تسريع تفعيل قانون الصحافة الموحد، والاهتمام بالجيل الجديد وتثقيفهم إعلاميًا ليميزوا بين الصالح والطالح، مشيرا إلى أن هناك طلابا بالمئات يلتحقون بكلية الإعلام على أي أساس يتم اختيارهم، ومعايير الاختيار غير واضحة وبعض الجامعات تقبل الطلاب كي تغطي رسوم بنود معينة في الموازنات، وهذه المئات عبء جديد على المهنة، والدراسة في الجامعة نظرية بحتة.

بينما قال الدكتور فتحي شمس الدين، الباحث والمحاضر الإعلامي، إنه لا يمكن انكار أن المشهد الإعلامي شهد تغيرا كبيرا، لأن الشباب فقد المصداقية في الإعلام التقليدي، لأنه أصبح المذيع فيه هو العالم الأوحد ويطرح رؤياه ويجب الانصياع له.

وأضاف أن ضعف الإعلام التقليدي هو ما دفع الشباب الاتجاه الى الاعلام البديل ليستطيع من خلاله الحديث بلغته، وأكد أن وسائل الاعلام تحولت لجماعات ضغط ومصالح لتحقيق أهداف معينة.

أما أميرة العادلي عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، قالت إن منصات الإعلام تحولت إلى منابر للرأي وخرجت من دورها الأساسي لتوضيح المعلومة، وأصبحت تجبر المشاهد على حتمية الإيمان بوجهة نظره، وأن هو الوحيد الشيء الصحيح.

وأضافت "العادلي"، أن الإعلام أصبح بديلا للدولة وهو من يقود الرأي العام، وبدأ يتدخل في بعض الملفات التي سببت أزمات داخلية وخارجية على مدار السنة الماضية، مُضيفة: "فكرة طول الوقت التعامل مع المُتلقي أنه مش فاهم حاجه وأنا الوحيد اللي أملك الحقيقة، حتم علىّ العزوف عن متابعة السوشيال والاعلام واقع مفروض".

وتابعت: " التليفزيون المصري فقد جزءا كبيرا من المصداقية منذ ثورة 25 يناير، القنوات الخاصة أصبحت البديلة للتليفزيون الرسمي"، مُضيفه:"مابقتش أشوف مذيع، ولكن شخص حاطط نفسه مدافع عن الدولة وليس لمصلحة الدولة وأجدهم محللين واقتصاديين وسياسيين، وغيرها".

وفي رده على مناقشات الإعلاميين ، عاتب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإعلاميين، وطالبهم بتحري الدقة والصدق قائلا: "كل الكلام اللي اتقال من كل الحضور جيد، واستفدت منه..النبي محمد قال إن المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا".

وأضاف "السيسي": "تصوروا أنا بقالي رغم المنصب اللي أنا فيه عمري ما تحدثت معاكم بأي شكل من الأشكال غير الصدق ولم أجد إشكالية في ذلك أن أكون صادقا أو أمينا أو متجردا".

وتابع، موجها حديثه للإعلاميين: "حضرتك بتطل على الناس بيشوفك الطفل الصغير.. خلي بالك ستحاسب أمام الله ليس فقط على المهنية ولكن على الكلمة المسيئة، ستحاسب امام الله أنك طرحت كلمة سمعها فلان"، مُضيفًا:" اللي احنا فيه ده تجربة من أول 2011 حتى اليوم، وستأخذ مداها"، مُضيفًا:" مستعد أجيب ليكم الجرايد بتاعة أي يوم والقنوات.. أنا بتابع وبقرأ الكلام المكتوب عشان أشوف انتو شايفين مصر ازاي بتقدموا مصر.. إزاي انتوا بتضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا.. أنا بكلمكم كمسئولين عن بلد مش عن رأي عام بس قولتلكم قبل كده انتم مسئولين عنها معانا".

واستطرد: "انتو حطتوني على جنب أنا معاكم وانتوا معانا"، مُضيفًا:" كان أحد أسباب زيادة سعر الصرف ما يكتب في الجرائد على أنها تحليلات، وهناك دول فقدنا حميمية العلاقة السياسية معاهم نتيجة أخبار طلعت من عندنا.. توقفوا كثيرا هل تم توجيه أي حد لإعلامي أن هاجم الدولة الفلانية أو فلان".

واستكمل:"اقسم بالله أتمنى ألا يصدر لفظ مسيء واحد أو حركة داخل المجتمع لأي حد في العالم حتى لو كان يسيء لينا لأنه يعبر عن الشخصية المصرية، وكل ما تسيء لي كل ما يزيد اصراري علي العمل أكتر ، وكل مصري ما يردش لكن يصبر ويشتغل ويبني ويعمر عشان اللي يستقلنا مايستقلناش واللي مستضعفنا مايستضعفناش واللي شايفنا ظروفنا صعبة ما يشوفناش".

وفور انتهاء الجلسة غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب استماعه إلى آراء عدد من شباب الإعلاميين، وأثناء المغادرة وقف لمصافحة مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، وتبادل معه الحديث.