ذوو الاحتياجات الخاصة.. طلاب من الدرجة الثانية.. بشهادات التعليم.. ختم شهاداتهم بـ"إعاقة ذهينة" يميزهم سلبيا.. العزلة في الحياة تنتظرهم

أولياء أمور:
أولادنا يتم معاملتهم كطلاب من الدرجة الثانية بسبب ختم الشهادة
لشهادات تمييز سلبي لأطفالنا ويجب أن يتم إلغاؤها كما في السابق
تقدمنا بشكاوى لوزارة التربية والتعليم "ولا حياة لمن تنادي"
أحمد فخري:
شهادات طلاب ذوي الاحتياجات تمييز سلبي ضدهم وتجعلهم انهزاميين
حالة من الاغتراب يعيشها الطلاب بين زملائهم بسبب الشهادات
آلاف الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالمدارس، يعانون من "التمييز السلبي" داخل المدارس بسبب قيام وزارة التربية والتعليم بختم شهاداتهم بشعار يحمل جملة "دمج اعاقة" رغم تفوق بعضهم وحصوله على مجاميع عالية، وهو ما يسبب لهم أزمة نفسية، بجانب رفض العديد من المدارس استقبالهم لاعتبارهم "عالة" على المدرسة.
ورصد موقع"صدى البلد" شكاوى العديد من أولياء الأمور ومعانات ابنائهم، حيث قالت هند عبد الخالق، والدة الطالب يوسف بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة بالعبور، إنها فوجئت عند استلام شهادة نجلها بأنها تحمل ختمًا كبيرًا كتب عليه "دمج إعاقة ذهنية"، وهو ما جعل الأسرة تشعر بالمعاناة النفسية.
وأضافت "عبد الخالق" في تصريح لـ"صدى البلد" أن ذلك الختم يجعل الأطفال من ذوي الإعاقة طلابا من الدرجة الثانية بين زملائهم لأنه من المفترض ان يتم دمجهم مع المجتمع وزملائهم بدلا من تمييزهم سلبا بهذه الشهادة، التي تخالف الدستور والقانون الذي ينص على عدم التفرقة بين الاشخاص على أساس إعاقة أو غيره وذلك بنص المادة 81 من الدستور المصري.
وأوضحت أنه ليس معنى أن يكون لدى طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة بسيطة في عدم التركيز أو الادراك، أن تقوم وزارة التربية والتعليم بختم شهادات الطلاب بهذه الطريقة.
وأشارت إلى انه بدلا من تشجيع هؤلاء الطلاب ورفع معنوياته للخروج كعنصر فعال في المجتمع يصدر قرارات غير مدروسة تؤثر سلبا على نفسية الطلاب، موضحة أنهم تقدموا بشكوى إلى وزارة التربية والتعليم ولم يكن هناك رد حتى الآن.
ولفتت إلى أن الكثير من أولياء الامور يعيشون في معاناة طوال فترة التعليم وتأتي قرارات غير مدروسة للتضحية بعمر ومستقبل الطلاب، لافتة إلى أن الامر لا يقتصر على المعاناة النفسية وانما في انتقالهم لمراحل تعليمية لرفض الكثير الحاقهم بها بسبب الشهادة لأنها تعتبرهم "عالة" عليها.
مخالفة للدستور
وقالت الدكتورة نهى عبد الرحيم، والدة أحمد علي الطالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة بالعبور، إنها فوجئت بشهادة ابنها الاعدادية عند استلامها بأنها ممهورة بخاتم يحمل جملة"دمج اعاقة ذهنية" وهو مالم يكن موجود في السابق على شهادة المرحلة الابتدائية.
وأضافت"عبد الرحيم" في تصريح لـ"صدى البلد" أن ذلك الختم سبب لابنها حالة نفسية سيئة عندما رآها وسألها " ايه اللي مكتوب دا ياماما" فرددت عليه" سيبك منه المهم انك جبت 94%" وهو ما جعل ابني يشعر بحالة نفسية سيئة بسبب التفرقة معاملته مع زملاؤه.
وأوضحت أن تلك التفرقة بين طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وزملائهم، تخالف الدستور والقانون الذي نص على عدم التفرقة بين الاشخاص او ذوي لااعاقة بنص الماد 81، مشيرة إلى ان الكثير من أولياء الامور تقدموا بشكاوى لوزارة التربية والتعليم الا أنه"لاحياة لمن تنادي" كما بعثوا خطابات للرئاسة والوزراء طلبا لتدخلهم لحل الازمة.
الشعور بالانهزامية
وقال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم من ذوي الدمج، يعيشون حالة من التمييز والوصم بسبب الختم الذي يتم وضعه على شهاداتهم التعليمية، مما يجعلهم يعيشون حالة اغتراب بين زملائهم.
وأضاف"فخري" في تصريح لـ"صدى البلد" أن هؤلاء الطلاب يشعرون بعدم الدمج مع زملائهم بالمدارس والمجتمع خاصة وأنهم اجتازوا مراحل دراسية كغيرهم من الطلاب ورغم ذلك يتم تمييزهم بالسلب عن زملائهم بهذه الشهادة، وهو ما يجعلهم يشعرون بالإنهزامية.
ولفت إلى أن وضع هذا الختم على الشهادات يشير إلى عجز هؤلاء الطلاب، وكان من المفترض أن يتم تشجعهم ودمجهم بالمجتمع وكافة المهن والوظائف خاصة وأن الرئيس قام بتكريمهم وأبدى الاهتمام بهم، كما ان الدولة تتخذ قرارات وتضع تشريعات لدمجهم بالمجتمع وتوفير وظائف لهم بنسبة 5%.
وتابع أن هذا الختم على الشهادة يؤثر سلبا على هؤلاء الطلاب ويحد من طاقتهم الابداعية، وهو ما يلزم عمل"استوب" لأي قرار ليس له مبرر لاتخاذه ويتناقض مع القرارات التي تتخذها الدولة لصالحهم.