قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«الخنازير» تثير جدلاً في إسرائيل.. زيادة أعداد المزارع والمطاعم في قلب «تل أبيب» رغم تحريم أكلها في اليهودية.. والليبراليون يتحدثون عن تجديد الديانة وفق متطلبات العصر


  • تغطية مزارع الخنازير بطبقة عازلة حفاظاً على طهارة الأرض
  • تربية الخنازير من أكثر الأنشطة تحقيقاً للربح
  • صراع بين الليبراليين والمتشددين حول أحكام التوراة

كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن تصاعد الجدل داخل إسرائيل حاليًا حول إمكانية سن قوانين تبيح تناول لحم الخنزير بالرغم من تشديد "التوراة" على تحريم هذا النوع من اللحم، باعتبار أنه يمثل أشد أنواع "النجاسة" المحظور على اليهودي الاقتراب منها، بينما يرفض المتشددون التنازل عن النصوص الدينية التي تحرم الخنزير.

تشير الصحيفة إلى أن "تربية الخنازير تعد من الأنشطة الأكثر تحقيقاً للربح في إسرائيل، وتكشف عن مفارقة طريفة، إذ يلجأ مربو قطعان الخنازير إلى تغطية أرض المزارع بالبلاستيك حتى لا تمس إقدام الخنازير الأرض "الطاهرة"، بينما يقبل اليهود الغربيون تناول لحم الخنزير، الذي يطلقون عليه اسم بسار لافان "اللحم الأبيض" لتفادي الإشارة إليه بالاسم الحقيقي.

يشير قيادات التيار المتشدد إلى أهمية عدم تراخي الحكومة فيما يتعلق بتداول لحم الخنزير، ومن ثم التقيد بموقف اليهود الأرثوذكس من هذه القضية الشائكة، إذ يرفض الأرثوذكس التهاون في هذه القضية، بينما تشهد مطاعم العاصمة تل أبيب توسعًا ملحوظاً في تقديم الأطباق التي تحتوي على لحم الخنزير.

رصدت القناة الأولى الإسرائيلية مدى تغلغل استهلاك لحم الخنزير في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتضح من زيادة عدد المزارع التي تربي الخنازير، ويؤكد التقرير الذي نشرته القناة الإسرائيلية أن تناول اللحم المحرم يكشف عن نزعة علمانية (بالعبرية حيلونيت) وليبرالية تميل إلى التحرر من قيود الديانة اليهودية، ويرى مؤيدو هذه التوجهات أن على إسرائيل ان تساير النزعة العلمانية السائدة في العالم حاليا، ومن ثم يتعين تغيير نظم إعداد الطعام التي يقبل عليها اليهود حاليا، بزعم الاتجاه إلى المزيد من الإصلاح الديني، على أساس أن هذه النزعة تمثل أحد مظاهر الديمقراطية اليهودية.

ويروج الليبراليون اليهود لمقولة أن من غير المقبول في ظل الديمقراطية أن يحدد أي أشخاص لغيرهم من اليهود ما يحل لهم من الطعام، بل يجب ان يتم تحديد ذلك بعيدا عن قيود الديانة اليهودية، ويدافع مؤيدو التوسع في تناول لحم الخنزير بأن اليهودية يجب ان تخضع بدورها لعملية تحديث.

تستطرد الصحيفة مؤكدة أن "التوسع في تربية الخنازير في إسرائيل، يثير المزيد من التعقيدات السياسية بين المتدينين والعلمانيين، إذ يزعم العلمانيون أن تناول لحم الخنزير يعد مثالا للتحرر والانفتاح الفكري، ومن ثم يتعين التعامل مع هذه المشكلة على غرار الجدل الدائر الآن حول مدى التقيد الصارم بحرمة الحركة يوم السبت الذي يحظى بالقداسة، بينما يطالب البعض من العلمانيين بالتخلي عن هذه القيود التي تتنافى مع الحياة المعاصرة".