الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر فى عام 2050


الكل يدرك تماما أننا نعيش أيام صعبة للغاية، لأننا مازلنا فى فترة " النقاهة " بعد المرض، ولأننا الآن فى مرحلة إصلاح ما تم تدميره على مدار سنوات القرن الماضى كاملة.

وما نحن فيه لم يكن نتاج حقبة واحدة من حكم رئيس أو ملك بعينه، بل إن الجميع يتحمل المسؤلية دون استثناء، لأن مرحلة الإصلاح عند كل واحد منهم كانت تسير فى اتجاه معين دون باقى الاتجاهات المهمة فى الدولة، فمنهم من أهتم بالأمور الاقتصادية على حساب الأمور الاجتماعية، ومنهم من أهتم بجانب واحد دون باقى الجوانب الإصلاحية .. فلم يحقق نجاحا وتقدما للدولة، بل حقق نجاحا لجانب دون باقى الجوانب .

والكل أغفل العمل بالتوازى فى كل المجالات والجوانب مجتمعين فى وقت واحد، فأوصلونا الى ما نحن فيه من معاناة بسبب البدء فى الإصلاح الحقيقى فى هذا الوقت المتأخر.

ويشهد التاريخ أن إرث النظام الحالى ثقيل بما يحويه من أخطاء الماضى وتطلعات المستقبل، والتحديات كبيرة ولكنها تكسرت على عتبات المستقبل المشرق المرسوم لنا ولأبنائنا بقرارات صعبة على الجميع "حكاما ومحكومين"، فمن يمتلك الجرأة والشجاعة والإقدام ومن يمتلك الفكر.. هو فقط من يستطيع أن يتخذ تلك القرارات المصيرية التى ستغير عنوان الوطن فى عام 2050.

ليس عام 2050 هو بداية التحول للأفضل .. ولكننى ارسم المستقبل بعقلى، فأشعر أن هذا العام ستحكم مصر العالم وستكون هى الدولة العظمى التى إذا قررت نفذ قرارها لا رجعة فيه كالطلقة البائنة، وستسود العالم وتصبح هى القوة الاقتصادية المهيمنة ولا منافس لها.

 وستخرج إمكانياتها الاقتصادية العظيمة بفعل النظام السياسى الحالى الذى حمل على عاتقه أن يخطو أول خطوة فى طريق تصحيح المسار، حينها سندعم الدول الفقيرة مثل أمريكا ودول الاتحاد الأوربى ونقدم لهم المساعدات بإعتبار أنهم من الدول الفقيرة التى عانت ويلات الحروب، ونغزو العالم بمناهجنا التعليمية التى تُدرس فى كل الدول  بعدما وصلنا الى نهضة حقيقية جاءت نتيجة الاهتمام بالتعليم خلال فترة الاصلاح الحالية والتى بدأت مع بداية عصر الرئيس عبد الفتاح السيسى.

أحلامى لن تقف عند هذا الحد بل أن مصر ستكون فى عام 2050 سجلا جماليا وفنيا يدون مختلف جوانب الحياة والقضايا والهموم، وسنصبح أصحاب تجربة خاصة بالحياة، وسنكون مواطنين من الدرجة الأولى.. ليس فى بلادنا فقط، بل فى كل بلاد العالم، وسيبحث العالم عن ذاته من خلالنا، وسنضرب أروع الأمثلة فى الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، لأننا سنبنى مصر الحديثة على مبادئ أساسية مرتبطة بالآداب والفنون وعقول مستنيرة، تدرك أن كل لحظة فى الحياة من الصعب تضييعها فى ما لا يفيد.

صناع القرار في مصر بدأوا فى عمليات التنقيب عن العوامل التي ستؤدى بمصر الى دولة عظمى لا منافس لها من خلال إعادة التفكير والعمل خارج الصندوق بطرق غير تقليدية في الاستراتيجيات العامة وفقا للمعطيات المحلية والدولية.

يا سادة ... إن سر تفاؤلى يرجع لكونى لا أقترب من اليأس ولا أقربه مني، وأرى الصورة بمرأة الحقيقة بعيدا عن العجز المفرط الذى نعيشه " بمزاجنا " للأسف , كما أن مصر تحتاج الى الأقوياء الذين يعملون بعيدا عن " الكلام " فقط , وعلينا أن ندرك أن المرحلة صعبة للغاية , ولكن لا يمكن أن نصل الى حد " ندب الحظ " .. فنحن من نصنع الحظ .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط