توالي الإدانات العربية المُنددة بحادث التفجير الإرهابي في الكنيسة البطرسية

توالت ردود الأفعال العربية المنددة بحادث التفجير الإرهابي الذي وقع صباح أمس الأحد في الكنيسة البطرسية بالعباسية، والذي أوقع عددا كبيرا من الشهداء والمصابين.
ففي لبنان، قال رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري إن الاعتداء الإرهابي التكفيري يندرج في إطار الهجمة الإرهابية التي تستهدف مصر ورسالتها ودورها وتصديها لحلقات التآمر على الأمة العربية والإسلامية.
وأدان بري في برقية بعث بها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بشدة الجريمة الإرهابية، معلنا التضامن مع مصر قيادة وشعبا، متقدما إلى ذوي الضحايا بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل الشفاء للجرحى.
ومن جانبه، استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان التفجير الإرهابي، معتبرًا - في بيان - أن التفجير رسالة إلى سياسة الاعتدال العربي التي ينتهجها الرئيس السيسي، وإلى الجيش المصري الذي حدد خياراته بمكافحة الإرهاب ورفض مشاريع تقسيم العالم العربي.
وأوضح أن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حالة تاريخية متجذرة لعبت دورها في إرساء ثقافة العيش المشترك ونجحت في الصمود بفعل عقيدة التسامح وتفاعلها مع الإسلام الحقيقي وهما وجهان فعليان للرسالة الإلهية المقدسة المبنية على أسس الشراكة الاجتماعية الإنسانية.
ودعا دول المنطقة إلى استخلاص الدروس مما يحدث والى تضامن موسع باتجاه العودة إلى مجتمعاتنا العربية، ووضع حد للأجندات الخارجية التي تعبث باستقرارنا ولا دين لها غير المصالح الاقتصادية التي تسير العالم الأحادي ونزعته الشيطانية في السيطرة على ارضنا ومواردنا الطبيعية.
وفي السياق ذاته، ندد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بشدة بالتفجير الإرهابي، واصفًا - في بيان - الحادث بالعمل الإجرامي المقيت الذي لا يعبّر عن إسلام ولا عن مسلمين، بل ردة فعل من أصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير وأدواته على تساقط مشروعهم الطائفي التقسيمي في مصر والبلاد العربية، ومحاولة فاشلة لبث سموم الفتنة وضرب الوحدة الوطنية والاستقرار في بلد استعصى على رياح الفوضى المدمرة والمؤامرات الصهيونية والأميركية بقوة اتحاد الشعب مع جيشه وقيادته.
وأضاف قائلا :"اختيار يوم ذكرى المولد النبوي الشريف لتنفيذ هذه الجريمة النكراء يؤكد أن المخططين والمنفذين ومن يقف وراءهم، لا علاقة لهم برسالة سماوية ولا بقيم أخلاقية وإنسانية، بل هم مجرد قتلة ينفذون مشروع الأوسط الكبير التقسيمي.
وأعرب عن ثقته أن الوحدة الوطنية في مصر أرسخ من أن ينال منها أي عمل إرهابي جبان، وأن شعب مصر، بمسلميه ومسيحييه، سيبقى سائرا على طريق الوحدة والتضامن والأخوّة، ومحافظا على تاريخه الحضاري العريق في العيش الواحد، نابذا لكل أشكال الإرهاب والتطرف والتفرقة، وسدًّا عاليًا أمام مشروع التدمير الصهيوني الأميركي وأدواته من عملاء ومتطرفين.
وقال إننا ندين بشدة بالتفجير الإرهابي ضد المصلين في الكنيسة القبطية وبكل أنواع القتل والإرهاب ضد الأبرياء لأي طائفة انتموا، متقدما بخالص مشاعر العزاء والمواساة إلى الشعب المصري عامة والرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعموم عائلات الشهداء والجرحى.
وأكد التضامن مع مصر العروبة والثقة العظيمة بالقوات المسلحة وقدرتها على حفظ أمن مصر، وكذلك بحتمية استعادة الدور القومي المصري في مواجهة الأخطار والتحديات على المستوى العربي.
وفي السياق ذاته، أدان الشيخ حسن شريفة أمين عام الأوقاف في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، الانفجار الإرهابي، مؤكدا أنه عمل تكفيري إجرامي يخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان التي تدعو إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها.
وقال الشيخ شريفة إن التفجير يشكل دليلا على أن الإرهاب التكفيري لا يميز بين منطقة وأخرى أو بين دين وآخر لأنه إرهاب قائم على كراهية الإنسان وعلى تشويه كل المعاني الإنسانية.
واعتبر أن هذا الإرهاب ضاقت مساحته فبات كالأفعى التي تعض ذنبها أو كمن يخرق السفينة التي تقله لذلك يجب التنبه له ولمخططاته فنسعى جميعا إلى ضربه عبر ملاحقة خلاياه المنتشرة في بلادنا والعالم استباقيا وقبل أن يعيد الكرة مرة أخرى.
ورأى أن التصريحات الشاجبة من الأزهر الشريف ومن رأس الكنسية القبطية والكلام الذي صدر عن الجانبين هو خير معبر عن رفض هذا الجسم الغريب في شرقنا الحبيب الذي هو بحاجتنا.
وبدورها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجريمة البشعة والنكراء التي ارتكبتها قوى الإرهاب والتدمير والخراب والظلام بحق المواطنين المصريين الآمنين في الكنيسة البطرسية.
وقالت الجبهة - في بيان صدر اليوم عن مكتبها في عمان - إن "هذا العمل الجبان والدنيء هو محاولة فاشلة لزرع الفتنة في قلب الوطن الواحد، وإغراق البلاد في صراعات عبثية، تحت شعارات وفي ظل مفاهيم وقيم مستعادة من أقبية التاريخ المظلم، وعلى حساب مصالح الشعب المصري في مواصلة مسيرته النضالية لتحقيق أهداف ثورتي يناير ويونيو".