يعتبر يوم الجمعة عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، حيث يحرص الكثيرون كبارًا وصغارًا على قراءة الأذكار والأدعية منذ الساعات الأولى من الصباح، وتزدحم المساجد وقت الظهيرة لأداء صلاة الجمعة.
ومع ذلك، قد يتخلف بعض الناس عن أدائها بسبب النوم أو ظروف العمل، وهو ما يدفع الكثيرين للتساؤل عن حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم.
ترك صلاة الجمعة بسبب النوم.. هل عليه إثم؟
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» أن مَن فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم وهو معذور—أي أنه أخذ بالأسباب واجتهد للاستيقاظ ولكن غلبه النوم—فلا حرج عليه. واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، موضحة أن هذا الأمر وقع للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في السفر، فناموا عن الصلاة، فلما استيقظوا قضوها.
لكن الإفتاء شددت على ضرورة اتخاذ الأسباب التي تساعد المسلم على الاستيقاظ:
– ضبط المنبه على وقت الصلاة.
– الاستعانة بأهل البيت لإيقاظه.
– تجنب السهر والحرص على النوم المبكر.
فإذا بذل المسلم هذه الوسائل كلها ولم تنجح، فهو معذور ولا إثم عليه.
واستشهدت الدار كذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصلّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى…» رواه البخاري ومسلم.
حكم من يتخلف عن الجمعة 3 مرات دون عذر
من جانبه، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن التفريط المتكرر في صلاة الجمعة أمر خطير.
وقال إن مَن يتركها 3 جمع متتالية بلا عذر «يُطبع الله على قلبه»، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه».
وأضاف أن ترك الجمعة عمدًا أكثر من مرة يدل على وجود معاصٍ خطيرة، مشيرًا إلى قول الإمام مالك: إن من يتخلف عن الجمعة 3 مرات بلا عذر «ترد شهادته».
وأوضح علي جمعة أن فوات الجمعة بسبب النوم مرة أو مرتين لا بأس به، لكنه حذر من التساهل، ضاربًا مثالًا بالشاب الذي ينام كل يوم بعد الفجر ولا يستيقظ إلا بعد الظهر، قائلًا:
«لا يجوز تركه ينام هكذا ونقول رفع القلم عن النائم… هذا عبث ولا يجوز.»
حكم ترك الجمعة بسبب العمل
أما عن ترك صلاة الجمعة بسبب ظروف العمل، فقد أكد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، ولا يجوز تركها إلا لعذر شرعي واضح مثل المرض أو السفر.

