«جاموفوبيا» التشخيص العلمي للهاربين من الزواج لا شعوريا

يظن الكثير من الرجال والنساء أن عدم رغبتهم في الزواج ما هي إلا رغبة مؤقته ستختفي بمجرد قرارهم بالإقدامهم على الزواج إلا أن الواقع قد يكون غير ذلك، فقد يكون الإنسان مصابًا بمرض "الجاموفوبيا" دون أن يدري.
فـ "الجاموفوبيا" هي نوعًا من الخوف يتمثل في شعور الشخص بعدم القدرة على تحمل المسؤولية المترتبة عليه، ما يزيد القلق والإرباك، فيتهرب من هذه المسؤوليات، ويتحجج بالمادة والوقت، حتى وإن كانا متوفرين، أو بأنه يحتاج وقتًا إضافيًا لدرس هذه الخطوة.
البعض لا يرغبون في الارتباط بشخص واحد لأنهم، وإن أخلصوا له، في حاجة للإغواء والشعور أنهم ما زالوا قادرين على استقطاب الجنس الآخر، الذي يشعرهم بالرضا والاكتفاء العاطفي، أما السبب الأكثر شيوعًا فهو الخوف من الفشل.
هذا الخوف الذي يستمد جذوره من مرحلة الطفولة أو المراهقة، يزيد في نفس الإنسان، خصوصًا إن كانت العلاقة بين الأب والأم غير متكافئة، وفيها طرف يشعر بالظلم أو يعاني من عنف الآخر. يركن حينها الطفل إلى آلية الاستدماج (introjection)، فيقتنع في عقله الباطني أن أي علاقة زوجية سيقيمها فيما بعد ستكون نسخة عما عايشه في صغره، فيخشى أن يكرر هذا النمط في الزواج، ويصبح غير قادر على الشعور بالأمان إلى جانب الشريك، وتتسم علاقاته العاطفية بعدم الاستقرار.
تظهر أعراض الـ"جاموفوبيا" الجسدية على الشخص المصاب خصوصًا حين يشعر بالالتزام أو الضغط، أو اقتراب موعد الارتباط . فنراه يرتجف، يشعر بالغثيان وبرغبة في البكاء، يزيد معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ ومقلق، يشكو من آلام في الصدر، ودوار متكرر مع ضيق في النفس وإحساس بالتعرق.
تأتي كل هذه العلامات مع قلق مستمر وخوف يتملك الشخص ويؤثر على وظائفه الحياتية، مثل النوم والأكل والعمل والعلاقات بالآخرين، ويحاول تجنب موضوع الزواج باستمرار، لتفادي الأفكار السلبية والصور التي تثير الخوف في نفسه، لكنه لا يستطيع السيطرة عليه.
يعالج مرض رهاب الزواج أو الـ"جاموفوبيا" بمساعدة الشخص على التعبير عن مخاوفه، ما يجعله أكثر سيطرة وإدراك، من خلال تطهير اللاوعي من ترسبات الماضي والأفكار السلبية المحيطة بفكرة الارتباط والزواج.
وتختلف آلية العلاج من شخص إلى آخر، لكن الأساس يبقى في إعادة بناء ثقة الشخص بنفسه، وبقدرته على الاستمرار في علاقة تكون مبنية على التفاهم، يمكنها أن تنجح وتستمر رغم المشاكل والصعوبات.