الشهيد المنسي.. حج مبرور وذنب مغفور

من المؤكد أن العقيد الشهيد أركان حرب أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد صباح الجمعة الماضي في هجوم إرهابي خسيس وغادر للعناصر الإرهابية التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، كان يعلم ما تقدره له الأقدار يوم تشييعه إلى مقره شهيدا للوطن.

عندما تم الإعلان عن نتائج قرعة الحج هذا العام، جاء اسم الشهيد أحمد صابر منسي في كشف القرعة الخاصة بالقوات المسلحة.

وقال أحد أصدقاء الشهيد، إن نتائج القرعة الخاصة بالحج هذا العام، التي أعلن عنها يوم السبت الماضي انتهت باختيار الشهيد منسي ضمن ضيوف الرحمن ووفود الحجيج هذا العام، فوُجِد اسمه على رأس تلك الكشوف الشهيد أحمد منسي الذي كتب في وصيته قبل استشهاده «كفنوني في زيي العسكري وادفنوني».

وكانت الكشوف جاهزة من يوم الخميس مساءً، أي قبل استشهاد العقيد المنسي بساعات أي ليلة استشهاده، سبحان الله، نال الحسنيين الله يرحمه ويكتب له الأجر.. أجر الحج وأجر الشهادة، والخسة والعار على التكفيريين الإرهابيين، القدر لم يمهله حتى إعلان القرعة بشكل رسمي ومن المرجح في لفتة كريمة من القوات المسلحة أن يتم الاستعاضة عنه بإيفاد أحد أفراد أسرته للحج بدلا منه عرفانًا من القوات المسلحة بتضحياته من أجل الدفاع عن تراب الوطن ومقدراته.

وكان الآلاف شيعوا جثمان الشهيد أحمد منسي إلى مقابر العائلة بمنطقة الروبيكي في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بعدما أدوا صلاة الجنازة بمسجد التوحيد، على جثمانه الذي حضر من مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة ملفوفًا بعلم مصر، دون أن يغسل تنفيذًا لوصيته، عقب استشهاده ضمن قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء، التي نجحت في إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وتصفية أكثر من 40 تكفيريا وتدمير 6 عربات، في الوقت الذي تعرضت فيه قوات إحدى النقاط لانفجار عربات مفخخة، أسفر ذلك عن استشهاد وإصابة 26 فردًا من أبطال القوات المسلحة.. حج مبرور وذنب مغفور ياسيادة العقيد الشهيد.. والله المستعان.