قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد السيد سعيد


تمر هذه الأيام الذكري الثالثة لوفاة الأخ و الصديق الغالي د‏.‏ محمد السيد سعيد‏,‏ الذي غادر دنيانا في ‏10‏ أكتوبر عام ‏.2009‏ وقليلة هي الوقائع التي شعرت فيها بالعجز عن التعبير مثلما حدث مع وفاة محمد!
لقد تعرفت عليه مبكرا للغاية، عندما التحق طالبا بالسنة الأولي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، وكان في حينها من أوائل الثانوية العامة, في حين كنت أنا في السنة الثالثة، وتزاملنا في غمار مظاهرات فبراير 1968 التي انطلقت في ذلك الوقت في جميع الجامعات المصرية احتجاجا علي الأحكام المخففة التي صدرت بحق قادة الطيران من المسئولين عن هزيمة 1967 المشينة أمام إسرائيل.
ومنذ اللحظة الأولي لتعارفنا, لم يكن من الصعب أن أدرك أنني أمام شخصية غير عادية تمتزج فيها العبقرية والذكاء, بنقاء وصفاء نادرين، مع ولع بالثقافة والعلم.ولفت نظري حبه وشعوره القوي بالانتماء إلي بلده، بور سعيد, واخلاصه واحترامه الشديد لمعلمه وصديقه، شقيقه الأكبر سيد سعيد. واختلف طريقانا بعد التخرج، فقد جندت بالقوات المسلحة فور تخرجي عام 69 ولكن أنهيت خدمتي لأسباب أمنية عام 72 وهو نفس العام الذي التحق فيه محمد بالجيش، حيث شارك في حرب أكتوبر. 1973 وفي عام 1977 عدنا لنلتقي في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، مع زملائنا الآخرين، تحت قيادة أستاذنا الجليل السيد يس، قبل أن يغادرنا محمد إلي الولايات المتحدة للحصول علي الدكتوراه. ثم انخرط محمد، عقب عودته، في حركة الدفاع عن حقوق الإنسان، وأسهم في إنشاء منظماتها. غير أن حقوقه هو تعرضت للانتهاك المشين عندما اعتقل عام 1989 وتعرض للضرب والإهانة بسبب موقفه المدين لتعامل أجهزة الأمن مع احتجاجات عمال الحديد والصلب، ولكن ذلك لم يثن محمدا أبدا عن الاستمرار في القيام بدوره الرائد والمشرق في دعم أفكار وحركات حقوق الإنسان في مصر و العالم العربي!.
ومثلما حفلت حياة محمد بالصراع و المعارك, أتت وفاته بعد صراع ضار و طويل مع المرض، الذي هزمه في النهاية، وبقيت ذكري محمد السيد سعيد وأعماله وسيرته: واحدا من أنبل أبناء مصر, وبورسعيد، ومن أكثرهم ذكاء وعطاء.
نقلا عن الأهرام