قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الثوب البدوي السيناوي بين الأصالة والتطوير


يعد الثوب البدوي السيناوي أحد مفردات التراث الأصيل وعلامة مميزة من علامات تراث سيناء.. بل هو سمة من سمات المرأة البدوية.. ويمكن من خلاله معرفة القبيلة أو العائلة حسب شكل هذا الثوب المزركش والمشغول يدويا من أوله إلى آخره، وذلك من خلال اللون.. بل والشغل أو القضبة (الغرزة) التي تدخل فى صناعته.

وهذا الثوب، الذى يمثل مفردة هامة جدا من مفردات تراث سيناء، أصبح فى خطر ويخشى عليه من الاندثار مع باقى مفردات التراث الأخرى، وذلك لأسباب تعود الى التسويق أو الإقبال عليه، وربما لعدم تطويره تماشيا مع التطورات الحديثة، إلا أن هناك معضلة تواجه هذا الثوب، وكيفية تطويره دون المساس بعراقته التى تعد من أهم علامات التراث الشعبى السيناوى الأصيل.

ويحمل الثوب البدوي السيناوي عراقة الماضى وأصالة تاريخ سيناء وتنوع بيئاتها (صحراوية وساحلية وسهول وجبال وغيرها) ومن الممكن أن تعرفه من خلال شكل الثوب البدوي.. بل وتعرف من خلال الثوب والقناع ما هى المناسبة اذا كانت زفافا أو حاجا أو أى مناسبة أخرى.. كما تعرف القبيلة أو العائلة التى تنتمى إليها مرتدية هذا الزي.

وفي البداية يقول كمال الحلو خبير التراث الشعبى السيناوي ورئيس جمعية متحف التراث السيناوي إنه برغم التطور التكنولوجي الذى يغزو هذا العصر فى كافة النواحى.. إلا أن أبناء سيناء يتمسكون بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم.. حيث استطاعوا المواءمة بين القديم والجديد.

وأضاف أن الثوب البدوي السيناوي بشكله القديم أصبح من الصعب تسويقه ويجب المواكبة والتطور.. مع الحفاظ على الغرزة نفسها.. مشيرا إلى أنه من الصعب أن تجد الثوب البدوى السيناوى بشكله القديم إلا إذا كان مطلوبا خصيصا من سيدة سيناوية، منوها بأن جمعية الحفاظ على التراث التى تعد أحد أهم الجمعيات العاملة في هذا المجال تحاول دائما دراسة السوق فى بعض المناطق التى تهوى هذا التراث كسفارات الدول الأجنبية فى القاهرة، وبالتالى نواكب السوق والتطور مع الحفاظ على هذا الثوب.. والأهم هو الحفاظ على الشغل اليدوى.. سواء كان عباية أو ثوبا أو شنطة أو أى أشغال أخرى من البيئة كجراب نظارة أو ميدالية.. ففى النهاية كلها مفردات تراثية.

وأشار إلى دراسته البحثية عن التراث السيناوى الذي ضم جميع ملامح هذا التراث، ومن بينها الأزياء والحلى.. حيث تعد الأزياء الشعبية والحلى بمختلف أنواعها وأشكالها لونًا من ألوان الثقافة الشعبية والتراث الشعبى، مشيرا إلى أن الزى السيناوي يمتلك فى حد ذاته مبررات قوية للإهتمام به.. كما أنه رسالة تحمل كل معتقدات وفنون المجتمع القبلى وعاداته وتقاليده الشعبية ، وبها يعكس ثقافة المجتمع فى سيناء.

وقال إنه من حيث ملابس السيدات فى سيناء.. فترتدى المرأة فى سيناء الثوب الذى له أشكال متعددة تبعًا للفئات العمرية.. مثلا ثوب الأطفال وثوب الفتاة المزركش، وثوب المرأة المتزوجة باللون الأحمر، والمرأة المسنة والأرملة والمطلقة باللون الأزرق.
وللثوب السيناوى أشكال متعددة.. فمنها ثوب الأعياد والمناسبات والحج الذى يتميز بلون التطريز الفاتح، وثوب الحامل الواسع والذى يتميز باللون الاشهب، وثوب المآتم متميزاَ باللون الأزرق الغامق.

كما ترتدى المرأة السيناوية غطاء رأس (القنعه) والتى تميز كل قبيلة عن الأخرى.. أما الفتاة فتضع على رأسها غطاء يسمى (الوقاية) وجبهة ترتبط بحافة الوقاية يتدلى من حافتي الوقايه غدقتين وتسمى (سكاريج)، وأحيانا ترتدي الكبر وهو غطاء يوضع فوق الوقاية على رأس الفتاة بغرض التزين.

وتوشح المرأة بحزام الوسط الذى يحيط بخصر المرأة ويسمى (المقوط)، ويكون محاطًا بشريط مصنوع من شعر الماعز باللونين الأسود والأحمر ومزين بحبات الودع الأبيض ويلف على المقوط ثلاث مرات ويسمى (مريرة) .. كما تضع المرأة على وجهها البرقع، ولكل قبيلة برقع يميزها عن القبائل الأخرى من حيث الشكل واللون.

وأكدت الحاجة نبوية محمد الشريف الشهيرة بموزة الشريف عضو جمعية الشابات المسلمات فى العريش ومدربة التراث الشعبى السيناوى فى الجمعية أنه تم تدريب أكثر من 3000 سيدة وفتاة من مختلف مناطق المحافظة على تصنيع وانتاج منتجات البيئة وفى مقدمتها الثوب البدوى وأعمال التطريز.. وبالتعاون مع عدة جهات تم تصنيع وتطوير المنتج السيناوى الذى بدأ فى الانقراض بسبب التطورات الحديثة.. علاوة على الاهتمام به والحفاظ عليه من الانقراض بتطويره ونشره بين الأجيال وتحقيق أعلى جودة له لمواكبة التطورات الحالية.
وأشارت إلى أنه يتم تصدير المنتج الى العديد من الدول العربية والأجنبية بخلاف ترويجه فى المحافظات المصرية من خلال المعارض، وقد سبق حصول المنتج السيناوى على المركز الأول فى معرض الأشغال اليدوية للمرأة العربية الذى أقيم فى المغرب.. ونحاول تطويره وتجديده للحفاظ عليه والعمل على نشره فى مختلف المناطق والدول العربية، وأنه أصبح مطلوبا فى مختلف المحافظات والعديد من الدول نظرا لجودته وتميزه.
ومن جانبها.. أكدت سوسن حجاب رئيس جمعية حقوق المرأة السيناوية بالعريش أنه يتم بالاشتراك مع عدد من الجهات وبتمويل من الصندوق الاجتماعى للتنمية بشمال سيناء عرض منتجات الجمعيات الأهلية لتسويقها داخليا.. علاوة على الاشتراك فى المعارض المحلية فى المحافظات الأخرى والخارجية فى الدول الأجنبية.

وأضافت أن الجمعية وباقى الجمعيات الأهلية تعمل على تشجيع المرأة السيناوية فى الحفاظ على التراث الشعبى المميز، وعرض وتسويق منتجاتهن.

وأكد المهندس شرف السيد خلف رئيس مجلس إدارة جمعية روافد الخير أنه يتم الحرص على كافة مظاهر ومفردات التراث الشعبى السيناوي، حيث يتم عرضه فى المعارض داخليا وخارجيا.. مشيرا إلى أن الثوب البدوى ومنتجات البيئة السيناوية تلقى رواجا كبيرا فى المعارض المحلية فى المحافظات الأخرى وفى الخارج.

ومن جانبها.. تقول فؤادة محمود رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المرأة السيناوية فى بئر العبد إنه يتم بالاشتراك مع المجلس القومى للمرأة والأسر المنتجة إقامة معارض لمنتجات البيئة السيناوية والثوب البدوى السيناوى وباقى المنتجات اليدوية التى تلقى اقبالا كبيرا، مشيرة إلى دور الجمعية في تمويل إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر على منتجات البيئة من مشغولات يدوية وتطريز وتصنيع الثوب البدوى والعبايات والشنط والشال وغيرها من المنتجات اليدوية البدوية المصنعة من منتجات البيئة السيناوية.

وقال الشيخ عرفات خضر سالمان رئيس مجلس ادارة جمعية تنمية المجتمع فى الجورة مركز الشيخ زويد إنه يتم تدريب الفتيات والسيدات بشكل مستمر للحفاظ على هذا التراث من الانقراض.

وأضاف أن الجمعية تشارك فى جميع المعارض المحلية والخارجية .. كما قامت الجمعية من جانبها بعمل معرض للمشغولات والأعمال اليدوية السيناوية ومنها الثوب البدوى وباقى المشغولات اليدوية داخل معسكر قوات المراقبة الدولية متعددة الجنسيات العاملة فى سيناء فى منطقة الجورة مركز الشيخ زويد.

ويقول خالد على زايد نائب المدير التنفيذى للجمعية ومدير البرامج والمشروعات إن منتجات الجمعية لاقت إقبالا كبيرا من القادة والجنود والعاملين، وبصفة خاصة الثوب البدوى السيناوى وأعمال الأشغال المطرزة والكليم وغيرها، مشيرا إلى أن الهدف من اقامة المعرض هو التعريف بالثقافة المحلية لسيناء والصناعات التقليدية بها وترويجها.

ويقول عدد من العاملين فى هذا المجال إن الصعوبة التى تواجه الثوب البدوى وغيره من المشغولات اليدوية ومنتجات البيئة السيناوية تتمثل فى التسويق .. حيث توجد صعوبة كبيرة فى تسويق هذا المنتج برغم تميزه وجماله، وأنه يجب تدريب مزيد من الفتيات والسيدات والعمل دائما على التطوير والمواكبة ، وكذا العمل على المشاركة فى معارض دولية بشكل أكبر مع دراسة متطلبات السوق بشكل مستمر .. لأن الثوب فى النهاية منتج ويخضع للعرض والطلب ، وبالتالى يؤثر ذلك على كل من تعمل فى هذا المنتج أو الوسيط أو البائع النهائى.

ويقول المهندس سليمان العمارى مدير عام فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر فى شمال سيناء (الصندوق الاجتماعى سابقا) أنه تم تمويل العديد من المشروعات الانتاجية وتدريب وتأهيل الشباب للعمل فى الجمعيات الأهلية/ مشيرا الى أنه يتم الاشتراك بمنتجات البيئة والمشغولات اليدوية والثوب السيناوى .. سواء فى المعارض الداخلية أو الخارجية .. وأنه يتم منح العاملين فى هذا المجال قروضا لتمويل المشروعات وللمشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية.

وقالت آمال زيدان نائب مدير عام الفرع وعضو المجلس القومي للمرأة فرع شمال سيناء إنه تم من قبل عمل تجربة ناجحة بتدريب عدد 30 سيدة وفتاة فى مشروع ممول من هيئة اليونسكو، وهو مشروع الحفاظ على القضبة (الغرزة) السيناوية بتمويل قدره 15 ألف جنيه كنواة لاعداد السيدات والفتيات مدربات فى المستقبل، وقد اشتمل المشروع على التدريب الكامل بمشاركة السيدات والفتيات من مختلف مراكز ومدن المحافظة حتى يمكن تعميم المشروع والاستفادة منه بشكل أكبر، وأنه يجب أن يكون الثوب البدوى كأى منتج آخر .. لكنه يحتاج فى النهاية لملائمة ومواكبة العصر فى شكله وحجمه.. مع الحفاظ على الغرزه السيناوية وهى العلامة المميزة له بألوانه الجميلة وأصوافه الجذابة حتى يمكن استمراره ولا يندثر من خلال هذا التطوير.

وقال أيمن علوى مدير التسويق فى إدارة الإنتاج والشئون الاقتصادية بمحافظة شمال سيناء أن المحافظة حريصة على الحفاظ على التراث الشعبى السيناوى ومنتجات البيئة .. وفى مقدمتها الثوب البدوى والمشغولات اليدوية المختلفة .. حيث تشارك سنويا فى معرض القاهرة الدولى ، ويتم تخصيص جناحا لعرض منتجاتها المتميزة.

وأضاف أن مشاركة المحافظة فى المعرض تهدف الى التعريف بمنتجات محافظة شمال سيناء والعمل على تسويقها\.

وتؤكد حسناء الشريف مقررة المجلس القومى للمرأة بفرع شمال سيناء أن الفرع يسعى الى عمل قاعدة بيانات لكافة الأسر المنتجة والجمعيات الأهلية والمرأة العاملة فى منزلها فى مشروعات التراث الشعبى وكافة منتجات البيئة من ثوب بدوى وتطريز ومشغولات يدوية وغيرها بهدف دعمها ومساعدتها فى تسويق المنتجات.

من جانبه أكد منير أبو الخير مدير عام التضامن الاجتماعى، أنه سبق أن حققت محافظة شمال سيناء المركز الأول فى معرض "ديارنا" الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعى سنويا، والذى يضم منتجات البيئة السيناوية من الثوب البدوى السيناواى والعباية وأشغال يدوية وأطعمة سيناوية ومنتجات الأسر المنتجة المختلفة التى لاقت اقبالا كبيرا من رواد المعرض، مشيرا الى دور الأسر المنتجة ومراكز التدريب بها فى اعداد الفتيات والسيدات الراغبات فى انتاج الثوب السيناوى ، وتمويل المشروعات الانتاجية فى الجمعيات وللمرأة المعيلة وغيرها .. ويتم مساعدتها فى ترويج الانتاج عن طريق معارض الأسر المنتجة محليا وخارجيا.