قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"سوهاج الثانوية" أم المدارس في الصعيد.. بنيت بمرسوم من الملك فؤاد وزارها السادات.. وملف كامل لتسجيلها ضمن الآثار.. صور


المدرسة الثانوية العسكرية" فؤاد الأول".. واحدة من آثار العصر الحديث المهمة في سوهاج، مؤخرا تم الانتهاء من إعداد ملف كامل بشأنها متضمنا كافة المعلومات والتفاصيل لتسجيل هذه المدرسة ضمن الآثار، والملف حاليا لدى لجنة التسجيل وخلال الشهر الحالي لجنة خاصة ستزور المدرسة للمعاينة..

أكد سيد الزقيم، مدير إدارة آثار العصر الحديث لجنوب الصعيد، إن آثار العصر الحديث ليست في القاهرة فقط، بل هناك كنوز كثيرة في الصعيد يغفل عنها كثيرون، ومنها مدرسة سوهاج الثانوية العسكرية التي تعتبر أم المدارس الثانوية في صعيد مصر، وتمثل حقبة هامة من التاريخ المصري وما تحويه من أسرار، ونتمنى تسجيلها في الآثار الإسلامية والقبطية لحفظ الإرث الكبير الذي تضمه بين جنباتها.

وأضاف في تصريحات لـ"صدي البلد"، أن "المدرسة تعتبر واحدة من أفضل المدارس في صعيد مصر عبر العصور،ومن أوائل المدارس الثانوية في مصر عامة، وذلك بعد المدرسة الخديوية وهي الأولى والتى شيدت في عصر محمد علي باشا عام 1836م،ثم المدرسة السعيدية التي تعتبر من اكبر المدارس الثانوية في الشرق الأوسط عند إنشائها عام 1908م".

تابع: ثم تأتي المدرسة التوفيقية الثانوية والتي سماها السلطان حسين كامل بهذا الاسم نسبة إلى أخيه الخديوي توفيق عام 1916م،ثم مدرسة المبتديان وهي أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر،ثم مدرسة سوهاج الثانوية العسكرية كأول مدرسة أميرية في صعيد مصر كافة وخامس أقدم مدرسة ثانوية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.

وأشار إلى ان "المدرسة شيدت بمرسوم من الملك فؤاد الأول،وذلك بعد إرسال أهالي مديرية جرجا خطابا له لإقامة مدرسة أميرية ثانوية، ووافق الملك على قرار إنشاء أول مدرسة ثانوية في إقليم جرجا، وسميت بمدرسة"فؤاد الأول"،ثم تمت بعد ذلك مراسم الاكتتاب حتى بلغ ما جمع من التبرعات للمدرسة 21506 جنيها مصري و400 مليم".

وقال إنه تم تكليف المهندس الانجليزي "إدوارد" ومكتبه الاستشاري بلندن بوضع تصميمات المدرسة،وقام برسم المبنى الرئيسي على شكل حرف E أول حرف من اسمه"Edward"،وبنيت المدرسة علي نفس طراز المدارس الانجليزية في العشرينيات.

وكشف أن المدرسة كانت منفى لأحد أبناء الأسرة المالكة الذي غضب عليه الملك فؤاد،وذلك عندما تصارع أحد الامراء الصغار مع الأمير فاروق ابن فؤاد وأصابه في عينه،فتم نفي هذا الأمير حبيسا في حجرتين من المدرسة لمدة 4 سنوات مع خادم له"عبد أسود"،وكان المدرسون يأتون لتدريسه في حجرة خاصة،ولم يكن يخرج من المدرسة إلا يوم الخميس لمدة ساعة.

وأوضح أنه تخرج من المدرسة عدد من الشخصيات العامة والمشاهير،ومنهم د.مفيد شهاب وزير مجلسي الشعب والشورى الأسبق،ود.محمود أبو زيد وزير الري الأسبق،ود.مدحت حسانين وزير المالية السابق،وممدوح كدواني محافظ سوهاج السابق.

وعن الحالة الراهنة للمدرسة، قال:جيدة جدا لأن كثير من رجال الاعمال من خريجى المدرسة قاموا بترميمها عام 2008 علي نفقتهم الشخصية، خاصة أنه تم على اعلى مستوى بمكتب استشارى، الترميم تطلب إستخدام نوع معين من الخشب للسلم لا يوجد الا في فرنسا وتم إستيراده منها.

وأشار إلي أن المدرسة بها حجرة تم تجهيزها من الإدارة لعرض المقتنيات العديدة التي تضمها،وذلك خوفا من السرقة والعبث بها،وتضم العديد من القطع النادرة تبلغ اكثر من 300 قطعة،ومنها سيوف وآلة عرض سينمائى وخرائط قديمة وبورتريهات للملكين فؤاد وفاروق،وأدوات الطعام وأسانسير كان بالمدرسة وحتي الآن توجد أجزاء منه وأوسمة ونياشين كثيرة،وسائل تعليية تم استيرادها من فرنسا وانجلترا عند إنشاء المدرسة، ومنها هيكل عظمى وقلب وآلة تصوير وموقد بالفحم وخرائط مجسمة، وكل هذه المقتنيات ترجع لتاريخ انشاء المدرسة.

وكشف عن وجود مخطوط نادر ومهم خاص بإنشاء المدرسة،ويتضمن مراسم الاكتتاب والتبرعات التي قدمها كل عمدة قرية وكل باشا،وهذا المخطوط بحوزة أحد أبناء سوهاج،ويتضمن الألقاب التي كانت سائدة حينها،ورغبة أهالى الإقليم فى إقامة مدرسة ثانوية وموافقة الملك واصدار مرسوم بإنشائها والنفقات المطلوبة.

وقال أن المدرسة كانت مقامة علي مساحة 7 أفدنة،وقام مالكو الأرض ببيعها حينها بمبلغ 1250 جنيه دفعتها مديرية جرجا للملاك لشراء الأفدنة السبعة، وقام مجلس محلي سوهاج بشراء الملعب الخاص بالمدرسة بمبلغ 500 جنيه،وقد وضع المبلغ الذي اكتتب الأعيان به في البنك الأهلي بفائدة 4% إلى أن يتم البناء،والذي اشرفت عليه مصلحة المباني الأميرية.

وتضمنت عند بنائها ملعبا واسطبلا للخيل ومنحلا ومرسما ومسجدا،ومطعما للطلبة كانت تعد فيه أفضل أنواع الأطعمة علي يد أمهر الطهاة،ومن فرط فخامة الطعام فيها كانت تبدو وكأنها فندق، وكانت هناك قاعة عرض سنمائى، كمل يحيط بالمدرسة سور ضخم من جميع الجهات،وتطل علي ميدان الثقافة أكبر ميادين سوهاج.

وأكد علي ان المدرسة لها تاريخ كبير تكشفه أسرار كثيرة،حيث كان الملك فؤاد حريصا على إنشاء مدرسة ضخمة تضم جميع وسائل الراحة والرفاهية للطلاب والقائمين عليها،وليس أدل على ذلك من وجود رافعة تستخدم كأسانسير لسحب الثياب والمفروشات لتنقل بعربة ذات عجلات حتى المغسلة عند الباب الشرقي،كما أن المسجد الملحق بالمدرسة يعود لتاريخ إنشائها،وقام بتصميمه المهندس الانجليزي ادوارد وهو مبني من الطوب الآجر المستخدم في بناء المدرسة أيضا.

وإستطرد الزقيم: توالت علي المدرسة بعد إنشاءها زيارات لشخصيات مهمة تدل علي الثقل التاريخي والجغرافي لها،ومن أهم هذه الزيارات التي قام بها الرئيس السادات عام 1958م وكان يشغل حينها منصب رئيس مجلس الأمة،وصاحبه في الزيارة وفد من مجلس قيادة الثورة عقب العدوان الثلاثي على مصر،حيث كان للمدرسة دور كبير في التعبئة القومية حينها،وقد سجل الرئيس السادات إعجابه بما شاهده بكلمة كتبها في سجل زيارات المدرسة وجاء نصها: "يسرني أن أسجل إعجابي بكل ما شاهدت في زيارتي الأولى لهذا المعهد الجليل،فقد كان كل شيء على أروع ما يكون وخاصة ما يختص بالتعبئة القومية،وفق الله الجميع فيما يقومون به وتهنئتي للسيد الناظر"، وأنهي كلمته بتوقيعه الشخصي.