حزن كتب علينا

كلما ارتسمت فرحة على وجهي يأتي من يسرقها سريعا ويتبدل حالي إلى الحزن .عشت ليلة الخميس في سعادة غامرة أتجول في خيمة الفرز لدائرة قسم إمبابة بداخل مركز شباب إمبابة والفرحة تملؤني لما أشاهده من أناس ظهر عليهم الإجهاد والتعب والإعياء ولكنهم مصرون على إنجاز المهمة حتى النهاية ليقدموا لنا نموذجا من العطاء قضاة مصر ضربوا لنا المثل في البذل من أجل الوطن ، وضباط الشرطة هنا وهناك غاية في الرقي سرعان ما يهرعون لتلبية أي حاجة .
وكتائب جيش تحيط المكان تبث الأمن في أرجائه ، والمرشحون وأنصارهم يتجولون ويتابعون ومراقبون وصحفيون وإعلام في صورة جميلة اقشعر لها جسدي رغم سوء التنظيم لكن المجمل مفرح ، لم أترك جزءا من الخيمة لم أتجول فيه وكأني في " مولد " أريد ان أشاهد كل ما فيها ، ولكن سرعان ما يتبدل الحال وتنقلب الصورة وتتحول سعادتي إلى حزن وكآبة وأنا أمسك تليفوني كي أقرأ رسالة تخبرني بوجود مصادمات ومشاحنات في محيط مجلس الوزراء بين المعتصمين وقوات الأمن.
تركت المولد سريعا وذهبت استوضح الأمر وأكملت الليلة وأمس وحتى الآن في متابعة الأحداث تتطور الأحداث بصورة ومنظر غريب الدماء تسيل وعداد الجرحى والشهداء يبدأ في العد أحاول أن استوضح لما كل هذا فاعلم أن بداية الأمر "كرة" كل هذه الضجة والدماء بدايتها كرة .
أن يتبادل المعتصمون وقوات الجيش وأفراد بملابس مدنية على أسطح المباني التراشق بالطوب والزجاج والأطباق والدواليب وكل هذا الكم من السباب والحركات بالايدي وغيرها تضعنا في وضع محير وسؤال اكثر حيرة من هؤلاء ؟؟؟ .
لماذا كلما تقدمنا خطوتين إلى الأمام يأتي من يجذبنا خطوات للخلف ، لا تتهمني بالخيانة والعمالة وأنا أقول وأؤكد أن نسبة كبيرة من المتواجدين في صفوف المعتصمين والثوار عملاء ومدفوعون وعصابات منظمة هدفها صنع أزمات وخلق جو من التواتر وجعل مصر لا تنعم بالاستقرار ، ولا تتهمني بالخيانة والعمالة وأنا أقول وأؤكد أن هناك حالة غير مفهومة من قبل المجلس العسكري والشرطة العسكرية في ردة فعل باهتة مع خارجين على القانون ومخربين واضحين للعيان
وردة فعل غاشمة مع أشخاص سلميين أمثال الشيخ عماد عفت والدكتور علاء عبد الهادي فدماء هؤلاء وغيرهم غالية يا جنود مصر .
هذا الوضع يجعل عقلي غير قادر على التفكير والتحليل ، قلبي وعقلي وكياني مع الثورة والثوار ولكن من يحرق تاريخ مصر لا يستحق مصريته من يخرب ويحرق ويدمر ويروع لا يستحق مصريته هؤلاء لوثوا الثوار وجعلوا أهالينا في بيوتهم أمام التلفاز يسبون الثورة والثوار
ترجعوا عن العنف وانبذوا المخربين ولتبق ثورة مصر عظيمة طاهرة بسلميتها ورقي ثوارها.
أيه الغاشم يا من سولت له نفسه العبث بثورة مصر اعلم أنه لن يتركك الثوار قبل الأمن ولن يتركك قدر الله قبل كل هذا فمصرنا ستظل آمنة كما ذكرها الله .
أيه المجلس العسكري كفاك لعب بنا كفاك تخاذلا وتباطؤا وتلكؤا فلن يغفر لك التاريخ الدماء الذكية التي سالت وأنت على رأس الحكم أعطى أوامرك بضبط الخارجين والمتسببين عن هذه الفوضى من الجانبين ..اعقدوا محاكمات وتحقيقات علنية للقاتلين والمخربين أسرعوا في تسليم الحكم.
أيه الجندي المصري اعلم أنك إن امتدت يديك بالضرب والأذي للمصريين فقد حنث يمينك الذي أقسمت أن تحمي مصر وشعبها واعلم أن من ضمن هؤلاء أهلك وأخواتك فتردد ألف مرة قبل أن تبطش بمصري
بارك الله مصر وشعبها وشملها بالأمن والاستقرار وألف بين قلوب أهلها .
[email protected]