انتهى عام 2017 بكل ما فيه من ايجابيات ، وسلبيات ، وما انطوى عليه من أفراح ، وأتراح ، واستقبلت البشرية كلها عام جديد هو عام 2018 ، وهو استقبال تمتزج فيه التهاني والأماني من ناحية ، بالمخاوف والقلق من ناحية أخرى ، خاصة فى ظل ذلك الفوران الذي أصبح هو السمة الغالبة فى العالم بأسره لأسباب عدة يأتي فى مقدمتها بالطبع ذلك الغول المفترس والمسمى بالارهاب ، والذى لم يعد له حدود ، أو قيود ، أو نطاق ، أو آفاق ، المهم أنه فى كل لحظة يؤكد أنه أي ذلك الغول المفترس لا يعنيه ــ من خلال المخططين له ، والممولين لأعماله ، والمنفذين لجرائمه ــ سوى مجرد التدمير ، والتفجير ، والزلزلة ، والخلخلة ، والتصديع ، والترويع ، المهم لدى ذلك الغول هو احداث أكبر قدر من الشروخ فى السياج الأمني النفسي والمادي لكافة المجتمعات ، فى توهم منه أنه بذلك يستطيع فى النهاية أن يكون هو السلطة الحاكمة فى العالم بأسره ، ليسود الشر كبديل للخير ، وهو ما لن يكون أبدًا ، لأن ذلك يجافي الفطرة القويمة ، ويناقض الخلقة السوية.
وبرغم تلك المرارات ، والتخوفات ، والحسرات ، والصدمات ، فان الأمل هو الدواء الواجب على الكافة تجرعه ، والتقوي بمفعوله ، والتصدي بعزمه لقهر ذلك الغول ، واستمرار الاستمتاع بالحياة كما أمر المولى تعالت قدرته ، خالق مكوناتها ، ومُسخر خيرها لصالح البشرية ، وبفضل ذلك الأمل يتعين علينا كافة أن نتبادل التهاني ، ونتكامل بالأماني ، لنزيل ما فى الحياة من قلق ومخاوف ، ليدوم وجودها بالرضاء والتسامي.
وببدء عام 2018 أتقدم لكل المواطنين المصريين الشرفاء ، وكذلك كافة أبناء البشرية بجنسياتهم المختلفة بأصدق التهاني بالعام الميلادي الجديد داعية المولى تعالت قدرته أن يجعله عامًا أفضل من كافة الأعوام السابقة ، يملؤه الحب ، ويسوده الهدوء ، وننعم فيه كافة بالصحة ، وتدوم علينا جميعًا نعمة الستر ، ونشعر فيه كافة بنعمة الرضاء ، انه نعم المولى ونعم النصير ، متطلعين جميعًا الى عفوه ، ورضاه ، وأن يغمرنا برحمته ، ولا يعاملنا بأفعالنا ، أو بما نستحقه ، وذلك اعمالًا لقوله تعالى فى سورة الزمر الأية (53) {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
وكذلك اعمالًا لقول الحق تعالى فى سورة الطلاق الأية (2،3) {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
مع كل الحب أهُنئ ، وبكل الاخلاص أدعو ، وبكل الرجاء أأمل ، وبكل التفاؤل نرجو ، وبكل التسامح نحيا ، وبكل الرضاء نسعد ، ونكون.