"يا كاتب التاريخ مهلا لا تغلق الصفحات، وسجل لا كرامة لأهل العلم فى بلدى حتى وهم أموات" بهذه الكلمات البسيطة نرثي الحال الذى وصل له قبر واحدا من اشهر مدونى وكتاب التاريخ المصرى امام اهل العلم عبد الرحمن بن حسن برهان الجبرتى "174_ 1822" صاحب كتاب "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار" والذى قدم فيه وصفا تفصيليا للحملة الفرنسية على مصر.
ظلمه محمد على باشا حيا لخلاف نشب فيما بينهما "كان معارضا لفكرة انشقاق محمد على عن الدولة العثمانية" وظلمه حكام مصر الذين خلفوه فى مماته فلم يحفظ له ايا منهم هيبته وكرامته "من اعظم مؤرخى مصر فى العصر الحديث" ويرفع عن بيته وقبره الجور الذى وقع عليهما من قبل من أقاموا فى البيت بعد ذلك.
يقع بيت الجبرتى وقبره ومقامه فى حارة سميت باسمه حارة الجبرتى وهى متفرعة من شارع السوق بمقابر المجاورين وبحسب مالك البيت الحالى الحاج "مجدى ألدش" تم بناء البيت من حوالى 400 سنة وللحقيقة فكل الشواهد الموجودة بالمكان تؤكد صدق كلام "ألدش" لانه لم يتبقى من البيت الذى جار عليه الزمن سوى حبات ركام وحوائط متهالكة.
يقول "ألدش" ورثت البيت عن والدى رحمه الله وهو مبنى بالحجر وفيه قبر خالى تماما من اى رفات يقال انه لعالمنا الجليل عبد الرحمن الجبرتى اما مقامه فيقع فى بيت اخر "هنا قبره لكن مقامه فى بيت تانى" وكان البيت مأهولا بالسكان وبه جميع الخدمات "كهربة +ميه +صرف" وسبق وطلبنا من حى منشية ناصر ترميمه او هدمه وإعادة بنائه لكنهم رفضوا وتركوه حتى انهار السقف فوق السكان فقرروا مغادرته.
يصف الحاج "ألدش" البيت قائلا: "السطح على حاله من 400 سنة ، العروق اللى معمول بيها السطح مالهاش مثيل ، باب القبر زى ما هو من وقت ما البيت اتبنى ، القبر فاضى ما فيهوش حاجة ، الحيطان مبنيه من الحجر عفية وشديدة ، الأرضية فى الاوض اللى فوق من السيراميك طبعا هى اتعملت من فترة قريبة 40 سنة ، انا قافل البيت ومعايا مفتاحه عشان ما حدش يدخله".
يضيف "ألدش": "ناس كتير كانت مهتمة بالبيت وجات واتكلمت معانا وصوروا لكن مافيش جديد يبقى الوضع على ما هو عليه".