قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

زين ربيع شحاتة يكتب: فى ذكرى زيارة رئيس إيران لدولة الإخوان


فى مثل هذه الأيام من عام 2013م، استقبل قصر الاتحادية الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى زيارة هى الأولى لرئيس إيرانى منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م إلى القاهرة، والتى صاحبها قطع القاهرة للعلاقات الرسمية والاجتماعية، والتى روج لها البعض بأن مصر ونظام حكمها لا يطيب له التعاون مع الأنظمة والحكومات ذات المرجعية الإسلامية، والتى اتضح لاحقًا أن قرار الدولة المصرية يستند إلى معلومات وحقائق تؤكد أن الثورة الإيرانية هى ثمرة لبذرة خبيثة تستهدف زراعة دولة شيعية بالمنطقة ذات الأغلبية السنية لإثارة الفتن والصراعات الطائفية، كما كشفت عنه الآن الصراعات والحروب المشتعلة فى سوريا والعراق واليمن ويمهد لها فى دول أخرى.

وبالنظر إلى حفاوة استقبال الرئيس الإيرانى بالقاهرة من جماعة الإخوان المسلمين سنجد أن لها جذورا تاريخية ترجع إلى عهد مؤسس الجماعة "حسن البنا" الذى استقبل المرجعيات الشيعية وتصدر الدعوة للتقارب بين المذاهب، ورأت الدولة الإيرانية فى الإخوان المسلمين موضع قدم لها فى مصر الأزهر التى صعب عليهم قديمًا غزوها ثقافيًا وفكريًا، ورأى الإخوان فى إيران الدعم السياسي والاقتصادى المطلق لذلك كانت المصالح فوق المذاهب، وتناسى الإخوان التاريخ المصرى القديم الذى يؤكد أن العقل المصرى تعايش مع الشرق الأدنى والأقصى والغرب، ولكنه أبدا لم يتعايش بل تحارب مع العقل الفارسي كما يقول الدكتور طه حسين فى حديثه عن تاريخ العقل المصرى، وأكده أيضًا حذاء المواطن الذى ضرب رأس الرئيس الإيرانى فى منطقة الحسين بقلب قاهرة المعـــز.

وبالنظر إلى زيارة الرئيس الإيرانى التى رأى فيها الإخوان أنها دعم لدولتهم سياسيًا واقتصاديًا كانت بمثابة شرارة ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان ومعهم طموحات الدول الداعمة ما ظهر منها قطر وتركيا وإيران، وما بطن إسرائيل وأمريكا، وذلك لأن التقارب الإخوانى الإيرانى قابلته لحظات تأمل من الشعب المصرى فالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية التى تخطت التطبيع بمراحل (مع التأكيد على رفض الشعب المصرى للتطبيع شكلًا وموضوعًا) والتى يتصدرها حجم تبادل تجارى يتخطى الثلاثين مليار دولار، وعشرات الشركات الإيرانية الإسرائلية، وقبل كل هذا العلاقات التاريخية التى تناسها العرب والتى كان نسيانها سببا فى خداع إيران للعرب وإقناعهم بعداوة إسرائيل فى حين أن إيران بالنسبة لليهود هي أرض "كورش" مخلِّصهم وفيها ضريح "استرومردخاي" المقدس وفيها توفي النبي "دانيال" ودفن النبي "حبقوق" وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود، كما أن يهود العالم يحجون إلى إيران لأن فيها جثمان "بنيامين" شقيق نبي الله يوسف عليه السلام لذلك يفوق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس، بالإضافة إلى أن إيران دولة دولة "شوشندخت" الزوجة اليهودية الوفية للملك "يزدجردالأول" ولها مقام مقدس يحج إليها اليهود من كل أنحاء العالم، وكذلك فإن أكبر تجمع لليهود خارج إسرائيل يوجد فى إيران، فكراهية إيران للعرب لا تقل عن كراهية اليهود فلكل منهما أسباب انتقامية تاريخية لن يمحوها زمن ولن يدركها نسيان، نضيف إلى ذلك دور إيران البارز فى غزو وتدمير العراق كما جاء فى مذكرات "رامســفيلد": "الســـيستاني" اســـتلم 200 مليون دولار من المخابرات الأمريكية ليســاعدهم على غزو العراق وليصدر لهم فتاوى تلزم الشيعة بعدم التعرض لقوات التحالف والتعاون معها على أكمل وجه، كل هذا وأكثر فطن له الشعب المصرى فأغلق الباب فى وجه هؤلاء بعد أن كشفت زيارة رئيس إيران نوايا وأهداف قادة الإخوان والتى دفعتهم إلى اغتصاب حكم مصر بصندوق انتخابى يجهل مالئيه من الصفوف الأخيرة للجماعة تحالف قاداتهم مع أعداء الوطن.