«الفقر» عقدة طاردت الخديوي عباس بسبب نفي جده خارج مصر

على الرغم من استمرار التوريث لأسرة الخديوي إسماعيل بعد تفاهمات عديدة مع الباب العالي العثماني ورشاوي كثيرة لتبقى داخل دائرة أبنائه وأحفاده وإثناء باقي أحفاد محمد علي إلا أن ذلك التوريث لم يمنحهم الغناء الكامل مقارنة بباقي الأسرة العلوية.
فكانت أسرة الخديوي إسماعيل توفيق ومن بعده عباس حلمي الثاني الأفقر بين جميع أبناء الأسرة العلوية وذلك بعدما صادرت الدول الأجنبية أموال إسماعيل قبل نفيه إلى إيطاليا وتسليم ابنه توفيق الحكم، لكن هذه الحادثة تسببت في أثر كبير خاصة في الخديوي عباس حلمي الثاني ففور توليه السلطة تعمد أن يعيد ثرورة جده بأي شكل ليكون هو أغني أبناء الأسرة العلوية وأبنائه من بعده.
عباس حلمي الثاني هوابن الخديوي محمد توفيق بن اسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، وهو آخر خديوي لمصر وحكم من 8 يناير 1892 وعزل في 19 سبتمبر 1914 ، ولد في 1874 كان أكبر أولاد الخديوي توفيق، حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني فانتهز الانجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمة حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون خديوي. وفرضوا على مصر الحماية رسميا، وقد توفي عباس بعام 1944.
أما عن قصة حبه للمال وإصراره على الحصول على أموال الأسرة العلوية يقول الكاتب الكبير يحي حي:«كان الخديوي عباس يعرف أنهم أفقر الأسرة العلوية رغم أن إسماعيل كان يمتلك 4 مديريات لكن ما حدث من الدول الأوروبية والحجز على ممتلكاته جعلهم أفقر فرع في الأسرة العلوية وهو ما ترك أثر في الخديوي عباس».
ويضيف: «عندما تولى عباس الحكم كان يعمل على جمع الأموال من كل مكان أبناء الأسرة العلوية، من أموال المصريين من النهب والحصول على القصور وغيرها كي يعيد أسرته من جديد لتكون الأغنى بين كل أبناء الأسرة العلوية لكنه لم يتخلص من هذه العقدة وكونهم الأفقر بين أبناء العلويين رغم كل ما فعل».