الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية.. حقيقة ما يحدث في الداخل التركي.. منافسو أردوغان.. تحالفات الأحزاب داخل البرلمان.. وفرص الفوز والخسارة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الانتخابات المبكرة".. طوق نجاة اردوغان الأخيرة لإنقاذ شعبيته المنهارة
الرئيس القادم سيكون مسئولًا عن جميع السلطات التنفيذية والتشريعية
اينجه وأكشينار وديميرتاش... منافسي اردوغان على كرسي الحكم 
التحالفات الانتخابية ترجح كافة المعارضة في الفوز بمقاعد البرلمان   


نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، تقريرا عما يجري في الشارع التركي خلال الفترة الحالية، من استعدادات لانطلاق الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان في الـ24 من يونيو الجاري، وذلك عقب الطلب الذي تقدم به حزب الحركة القومية.

وأطلقت الصحيفة البريطانية عددا من التساؤلات التي تشغل بال أغلب المهتمين بالأوضاع في تركيا حول العالم، ونرصد هذه التساؤلات، بالإضافة إلى محاولات الإجابة عليها.

ماذا يحدث في تركيا؟

تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا يوم الـ24 من يونيو الجاري، وإذا لم يفز أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية خلال الجولة الأولى من الانتخابات، سيتم عقد الجولة الثانية من الانتخابات بين أكثر اثنين من المرشحين حصلوا على الأصوات وذلك يوم 8 يوليو المقبل.

لماذا تم تقديم موعد الانتخابات إلى يونيو 2018 بدلا من 2019؟

كان من المفترض أن يتم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في عام 2019، إلا أن في أبريل الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديم موعد الانتخابات إلى الـ24 من يونيو الجاري، وذلك عقب الطلب الذي تقدم به رئيس حزب الحركة القومية الداعم لأردوغان، وبرر الأخير هذا الأمر بأن بلاده في حاجة إلى التغلب على حالة عدم اليقين، وذلك مع استمرار الاضطراب بالمنطقة، واستمرار العمليات التركية في سوريا والعراق.

ومن جانبهم قال الخبراء إن السبب وراء تقديم موعد الانتخابات هو الهبوط الكبير للعملة التركية، ومعاناة الاقتصاد، الأمر الذي جعل أردوغان يحاول أن يسيطر على الأوضاع خشية تردي الأمر بشكل أكبر، كما يأمل في الإستفادة من المشاعر الوطنية والقومية من العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في سوريا والعراق، ضد الأكراد.

لماذا هذه الانتخابات مهمة بالنسبة للشعب التركي والمنطقة؟

وصفت الصحيفة الانتخابات التركية الحالية بالأهم في التاريخ التركي المعاصر، حيث أن الرئيس التركي الجديد سيكون مسئولا تنفيذيا شاملا، ذات سلطات واسعة النطاق، وذلك بسبب الموافقة على التعديلات الدستورية التي تمت في ابريل من العام الماضي.

وتشمل هذه التعديلات أن الرئيس مسئول عن إصدار المراسيم دون سلطات بقوة القانون، وتعيين الوزراء ونواب الرئيس وكبار القضاة في الدولة، وإذا فاز أردوغان سيقوم بترسيم وتشكيل كافة الهيئات والوظائف العليا في الدولة لفترة طويلة.

من هم المرشحون في الانتخابات المقبلة؟

يواجه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في السباق الرئاسي عددا كبيرا ومهما من المرشحين ذوي السمعة الطيبة في الأوساط السياسية التركية، الأمر الذي يجعل التوجه إلى جولة إعادة في الانتخابات هي الأرجح حتى الآن.

على رأس المنافسين لأردوغان، محرم اينجه، مرشح حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي أسسه قائد النهضة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بالإضافة إلى زعيمة حزب الخير أو الحزب الصالح ذات الأصول القومية ميرال أكشينار.

كما يخوض الانتخابات الرئاسية تميل كارامول أوغلو، رئيس حزب السعادة، وبرز كمعارض رئيسي لأردوغان على الرغم من أن أحزابهم تشترك في الجذور الإيديولوجية. بالإضافة إلى صلاح الدين ديميرتاش، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، والمسجون على ذمة قضايا لفقها له النظام، وفي النهاية دوجو برينجك مرشح الحزب الوطني التركي.

ماذا يحدث في الانتخابات البرلمانية؟

هناك تحالفان رئيسيان يتنافسان في الانتخابات التشريعية التركية، التحالف الأول يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية وكافة الأحزاب القومية.

والتحالف الآخر يضم العلمانيين في الدولة وهم حزب الشعب الجمهوري المعارض، والحزب الصالح، والإسلاميين المتواجدين في حزب السعادة، ويميزهم أنهم جمعوا بين العلمانيين والإسلاميين، إلا أنهم اجتمعوا من أجل الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان وحاشيته من الحكم.

ينص الدستور التركي على حصول الأحزاب على 10٪ على الأقل من الأصوات الوطنية لدخول البرلمان، وهو قانون يحابي الأحزاب الأكبر. إلا أن سمح مشروع قانون جديد مؤخرًا بتشكيل تحالفات انتخابية كتلك المذكورة أعلاه، والتي ستسمح للأحزاب الصغيرة مثل السعادة بالفوز ببعض المقاعد في المجلس التشريعي إذا تجاوز تحالفها ككل 10٪.

من سيفوز بهذه الانتخابات؟

قالت الصحيفة إن أردوغان حاول أن يفاجئ خصومه بإعلانه تقديم موعد الانتخابات، إلا الظاهر يدل على أنه كان على خطأ، حيث أظهرت مسيرات الحزب الحاكم على أن الزعيم التركي لم يكن في قمة مستواه، كما تسبب الاقتصاد في صداع ، حيث انخفضت قيمة الليرة التركية مقابل الدولار ، وتتصاعد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد على المدى الطويل ، والمخاوف بشأن استقلال البنك المركزي.

ورغم ذلك، لا يزال أردوغان هو الأكثر شعبية بين المرشحين، وتشير الاستطلاعات إلى قربه من الفوز بالكرسي الرئاسي، لا يمكن الاعتماد على استطلاعات الرأي في تركيا ، ولكن يبدو الآن أنه سيفوز بسهولة في الجولة الأولى، ولكن بدون أغلبية صريحة.

وسيعتمد الأمر على ما إذا كانت المعارضة قادرة على سحب الناخبين المحافظين والوطنيين، وكذلك الناخبين الأكراد الغاضبين من تحالف أردوغان مع القوميين.

أيضا، هناك إمكانية حقيقية جدا أن يفوز أردوغان بالرئاسة ولكنه يفقد البرلمان أمام المعارضة، التي وعدت بالتراجع عن التعديلات الدستورية التي تم تمريرها العام الماضي. ولكن بموجب هذه التعديلات نفسها ، يستطيع الرئيس حل البرلمان ، ويمكن للهيئة التشريعية أن تدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.

ووفقًا لبعض المسؤولين في الحزب الحاكم ، فإن هذا بالضبط ما يمكن أن يفعله أردوغان، الأمر الذي من شأنه أن يمنح حزبه فرصة في عملية الاستحواذ، ولكنه يغرق تركيا في حالة من عدم اليقين.

-