الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتقال وزير إسرائيلي سابق بتهمة التجسس لصالح إيران.. ومحللون: سجيف لا يقل خطورة عن فعنونو ناحوم منبار.. وغاز الخردل وأسلحة تقليدية أهم الصفقات

صدى البلد

  • اعتقال وزير إسرائيلي سابق بتهمة التجسس لصالح إيران
  • محللون إسرائيليون: سجيف لا يقل خطورة عن فعنونو
  • حاييم منبار.. تاجر إسرائيلي باع الأسلحة لإيران
  • غاز الخردل وأسلحة تقليدية أهم صفقات منبار مع إيران

تشهد العلاقات المتوترة بين إسرائيل وإيران جانبا من الصراع الخفي المتمثل في حرب الجواسيس بين الجانبين. فيما أعلن عنه نتنياهو قبل نحو شهرين من تمكن المخابرات الإسرائيلية من الاستيلاء على الأرشيف النووي الإيراني، وصفته الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية بأنه من أكبر النجاحات التي حققها الموساد خلال العقود الماضية.

وفي سياق ليس ببعيد عن الحرب الدائرة بين الجانبين، سمحت الرقابة الإسرائيلية بالنشر، أنه تم اعتقال وزير الطاقة والبنية التحتية الأسبق، جونين سجيف، بتهمة التجسس ضد إسرائيل ولصالح إيران، وقال بيان أصدرته الشرطة الإسرائيلية وجهاد الشباك أن جونين أجرى اتصالات مع مسؤولين في السفارة الإيرانية بنيجيريا، وبعدها التقى بمشغليه من المخابرات الإيرانية، ونقل لهم معلومات تتعلق بقضايا أمنية في إسرائيل، حيث يواجه حاليا اتهامات بمساعدة العدو في الحرب ونقل معلومات للعدو، والتجسس ضد بلاده.

وولد جونين في 6 يناير 1956، وهو سياسي إسرائيلي وعضو كنيست ووزير سابق، واجه اتهامات بالتجارة في المخدرات، وتزوير جواز سفر، واتهامات بالاحتيال من خلال بطاقة ائتمان بمبلغ قيمته حوالي 23 ألف دولار، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات.

كان لجونين دور سياسي في التوقيع على اتفاق أوسلو 2، ففي بداية التسعينات كان جونين سجيف ناشطا في حزب "تسومت" التي أقامه رفائيل إيتان، وفي الانتخابات الثالثة عشر للكنيست، تمكن الحزب من الحصول على 8 مقاعد في الكنيست.

في بداية دورة الكنيست، ظل الحزب في صفوف المعارضة لحكومة اسحاق رابين. وفي 2 فبراير 1994 وبعد خلافات حادة مع رفائيل إيتان، أقام سجيف وبعض زملاءه من الحزب كتلة جديدة أطلقوا ليها اسم "ييعود"، وانفصلوا عن "تسومت" وبعدها انضم سجيف للحكومة في 9 يناير 1995 حيث تولى منصب وزير الطاقة والبنية التحتية، وأدى انضمام جونين للحكومة إلى تحقيق الاستقرار اللازم لحكومة اسحاق رابين، وساعدها ذلك في التوقيع على اتفاق أوسلو في 5 اكتوبر 1995، وبعد مقتل رابين في 4 نوفمبر 1995 استمر سجيف بمنصبه في حكومة شيمون بيريز، حتى نهاية عمل هذه الحكومة في يونيو 1996.

وعلق محللون إسرائيليون، اليوم الاثنين، على اعتقال الوزير السابق، جونين سجيف، بتهمة التجسس لصالح إيران، ووصف أحدهم الواقعة بأنها أخطر من قضية فعنونو، فيما قال آخر إن الواقعة لم تتسبب في أضرار جسيمة لإسرائيل.

وقال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إن هذه الواقعة تمثل خطوة أكبر بكثير مما يعتقده الجميع، مشيرا إلى أن سجيف سافر مرتين إلى طهران للقاء المسؤولين في المخابرات الإيرانية، كما أن الجانب الإيراني طلب منه تجنيد إسرائيليين آخرين يعملون في المجال الأمني. وأعرب ميلمان عن اعتقاده بأن أحد المسؤولين الأمنيين الذين حاول سجيف تجنيدهم أبلغ جهاز الشاباك بالأمر، وأن سجيف تم منعه من الدخول إلى دول أفريقية في أخر رحلة له، وبعدها عاد إلى إسرائيل، حيث تم اعتقاله.

ومن جهته قال المحلل نسيم مشعل لصحيفة معاريف، إن الواقعة لا تضاهي واقعة عالم الذرة مردخاي فعنونو، الذي قام بتسريب أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي وتم نشرها على الملأ، لافتا إلى أن سجيف كان بعيدا عن أي علاقات أمنية كما أنه بعيد أيضا عن المصادر الأمنية بعد فضائح التزوير وتجارة المخدرات التي اتهم بها.

وأردف ميلمان بالقول إن سجيف أخطر من فعنونو، لأن الرجل حضر جلسات الحكومة ويعرف الكثير عن منشآت الطاقة ومفاعلات المياه والمفاعلات والمنشآت السرية في إسرائيل، فالقضية خطيرة للغاية، وهذا يعتبر انجاز كبير لإيران بنجاحها في تجنيد وزير سابق لصالحها.

ومن الشخصيات الأخرى التي واجهت اتهامات بالتجسس لصالح إيران، هو رجل الأعمال وتاجر السلاح الإسرائيلي، ناحو منبار، المولود في 1946، حيث تربى في كيبوتس جفعات حاييم، وكان في شبابه لاعبا في فريق هبوعيل جفعات حاييم لكرة السلة، التحق منبار بالجيش الإسرائيلي وخدم في سلاح المظليين وشارك في حرب الاستنزاف، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن أصبح معلما بسلاح المشاة الإسرائيلي.

بعد انتهاء عمله بالجيش تورط في بعض القضايا الجنائية وتمكن من الهرب خارج إسرائيل عام 1985، وسافر إلى أوروبا، وهناك بدأ شبكة علاقات واسعة استغلها في تجارة السلاح، وتمكن بمساعدة شخص يدعى عاموس كوتسار وعلاقاته مع مسؤول كبير داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية من شراء أسلحة من الجيش الإسرائيلي وقام ببيعها لبعض دول العالم الثالث، ومع الوقت قام بتوسيع أنشطته، واشترى أسلحة من بولندا.

وفي إطار العلاقات التجارية التي جرت بين إيران وإسرائيل في الفترة من 1989 حتى 1993، باع منبار لإيران أسلحة تقليدية، كما باع لإيران حوالي 150 طن من تيونيل كلوريد الذي يستخدم في انتاج غاز الخردل السام، كما ساعد إيران في شراء جهاز لزيادة تركيز تيونيل كلوريد، وأعرب عن استعداده لمساعدة إيران في إنشاء مصنع لإنتاج القذائف التي لها القدرة على حمل مواد كيماوية.

في عام 1993 قتل اثنان من رجال الموساد في حادثة طرق بفيينا خلال عملية تعقب للعالم الإيراني الدكتور مجيد عباسفور، نائب وزير الطاقة الإيراني، الذي التقى مع ناحوم منبار.