د.فتحي حسين يكتب: التقديم والمال الحرام في الجامعات الخاصة !
أزمة مالية متوقعة ستلاحق أولياء الأمور عند التقديم للجامعات الخاصة والمعاهد العليا الخاصة التي تختلف شكل ومضمونا عن الجامعات الحكومية في أن الثانية تعطي لك شهادة رسمية معتمدة من الدولة في حين الأولي الخاصة تعطي لك شهادات خاصة ممهورة من الكيان الخاصة المشكوك في صلاحيته للعمل أساسا!
ولكن علي أي حال فهذه الأزمة تتمثل في قيام بعض الجامعات الخاصة وإن لم يكن معظمها في ممارسة البلطجة الجامعية علي الطلاب الجدد أو المستجدين وتقوم بفرض الاتاوات والمصروفات غير الحقيقية عليهم في مخالفة صريحة للمجلس الأعلي للجامعات عندما يتقدم الطلاب الحاصلون علي شهادة الثانوية إلي هذه الجامعات الخاصة فنجد هذه الجامعات تطالبهم بدفع مبلغ 1500 جنيه قيمة ما يسمي " الابليكيشن 1000 جنيه ومبلغ آخر 500 جنيه قيمة رسم امتحان الانجليزي" للالتحاق بالجامعة الخاصة مثل الجامعة الخاصة بالهضبة الوسطي بالمقطم علي سبيل المثال وفي مقابل انهم يعطوا المتقدم ايصالا بمبلغ 500 جنيه فقط وهو ما يعني قانونا أنه دفع 500 جنيه فقط وهذا النظام يطبق علي جميع الكليات في الجامعات الخاصة الأمر الذي يعني انهم يجمعون ما يقارب 30 مليون جنيه سنويا من الهواء عند تقديم 20 ألف طالب فقط بمختلف الكليات جامعة واحدة فقط ! وهذا يحدث في غيبة من رقابة المجلس الأعلى للجامعات الذي ربما يكون مشاركا معهم من خلال بعض الموظفين معدومي الضمير وما أكثرهم في بلدنا ! وربما يتعمد أصحاب الجامعات فعل كل هذا من اجل ان ينعم اولادهم بالاقامة الدائمة أجنحة فاخرة في فنادق الخمس نجوم علي حساب أولياء الأمور !
وهناك معاهد عليا تطبق نظام وضع الطلاب المتقدمين من دون التنسيق الجامعي في نظام "الويتنج لست" او ما يسمي بقائمة الانتظار وهي أن يدفع المتقدم مبلغ 500 جنيه او 1000 جنيه مقابل ما يسمي بفتح ملف للطالب المستجد ثم يوقع الطالب بعدم أحقيته في استرداد المبلغ إذا لم يحالفه الحظ في التقديم في الجامعة او المعهد العالي الخاص كما في الكيانات الخاصة التعليمية بالمقطم و6 أكتوبر ! وهو ما يعني أن هذه الجامعات الخاصة والمعاهد العليا تقوم ب"تقليب " أولياء الأمور والمواطنين دون وجه حق والشعب المصري يئن من غلاء المعيشة وصابر عليها حتي نحافظ علي بلدنا ونحصد ثمار وعوائد التنمية فيما بعد ولكن ما يفعله بعض ملاك الجامعات الخاصة يدمر ما تبنيه الدولة عبر تخريج أجيال لا تنال تعليما جيدا تمكنها من قيادة البلاد في المستقبل ! وللاسف هناك من بين ملاك هذه الجامعات أعضاء في مجلس النواب في قائمة في حب مصر !
علي أي حال فبالإضافة إلى الملايين التي يجمعها أصحاب الجامعات الخاصة والمعاهد العليا في هذه التوقيت فقط عند التقديم لخريجي الثانوية العامة والشهادات الاخرى كالدبلومات الفنية والشهادات المعادلة الأجنبية لهذه الكيانات وتجمع المليارات سنويا الا انه تحصد اضعاف هذه المبالغ من المصروفات العادية لكل ترم دراسي وهي بالمليارات أيضا لمختلف الجامعات الخاصة وكلياتها فمثلا مصاريف كلية الطب وصل الي 150 الف جنيه في احدي الجامعات الخاصة وهناك جامعات تحصل علي المصروفات بالاسترليني وأخرى باليورو وأخرى بالدولار وهي عملات تفوق الجنية المصري ب18 مرة ! وبالرغم من هذه المبالغ الفلكية التي تبتلعها الجامعات الخاصة كل سنة إلا أنها تتلاعب في عقود أعضاء هيئة التدريس بأن تكلف معيدا بجدول دراسي كامل أو تعيين عدد قليل من المدرسين فقط وتكلفهم بتدريس مواد في غير تخصصهم او ربما تخفي استقالة بعضهم عن أعين وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات من أجل حصد المزيد من الطلاب بالمعهد بالكذب والخداع ! فالوزارة تخصص عدد 200 طالب علي كل عضو هيئة تدريس معين بالمعاهد العليا عند التنسيق وترشيح الطلاب وتسكينهم في المعاهد والجامعات الخاصة !
لابد من تدخل الجهات المعنية بوقف الفساد في هذه الكيانات الجامعية الخاصة التي ربما تبيع بعضها الوهم لطلابنا بانهم في جامعات تقدم التعليم الجيد للطلاب والحقيقة عكس ذلك فمصر تحتاج إلى الحزم ومواجهة الأخطاء ووقف الفساد في هذه الكيانات التي تستنزف من المواطنين الكثير باسم التعليم الجامعي الخاص!.