
ربما لم يتصدر اسم الفنان محمد شرف واجهة الأفيش يوما ما، لكن القياس على ذلك قد يظلم الرجل الذي تفرد في التشخيص بمرونة حتى أدى كل الأدوار على مختلف أنواعها وسلوكياتها بالشكل المقنع للجميع.

قال نسيم الذي يجسده شرف "«سمعت عن القطر اللي الناس بتركبه.. أنا بقى في الأول كنت بحسبهم عايزين كمسرية، لحد ما حد فهمني قصة القطر، والقطر يفوتك، والميري يفوتك، أي قطر يفوتني، قطر الجواز، ولا قطر الشغل، ولا قطر العمر، تركب قطر الشغل يادوب تعمل قرشين، تلاقي قطر الجواز فاتك، وهوب قطر العمر يتقلب بيك في قليوب».
شرف الذي ظهر في مشهدين فقط مع أحمد حلمي في فيلم آسف على الإزعاج، تحدث عن تجربته مع الحياة حتى استثار فينا جميعا نزعة عاطفية تغيرت معها علاقتنا بالأحداث غير المفهومة في السيناريو، جذبنا إلى عالم موازي من المشاعر المختزلة في أعماقه، وكيف توقفت نبضات السعادة لديه رهن الحصول على نظارة يرى بها من يحاكيه حتى فاجأه بها حلمي في النهاية لترتسم على وجهه فرحة أسعدتنا كما لو كنا نعيش معه واقعا بحذافيره.

الفنان محمد شرف ظهر كثيرا كضيف شرف، تعلقت مسامعنا ببعض الإفيهات التي لن يناساها الفن السابع، الإسكندراني الموهوب أول من ابتدع جملة "أنا رئيس جمهورية نفسي" وأول من قال عبارة "اضرب كمان خلينى اتوب"، وأول مجرم في تاريخ الفن يتوب عن السرقة ليتجه إلى عالم المخدرات.

مفاجأة الرحيل
مرض محمد شرف كان طويلا بعض الشيء، والحديث عن وفاته سبقت ذلك
بكثير، وعلى غرار الكثيرين من الفنانين، توارى عن الذاكرة لوقت ما وسط تفاصيل
المشهد المبعثرة ليفاجئنا بخبر وفاته الذي ألهب الذاكرة بأدواره ومواقفه الطريفة
والكوميدية، بدءا من السامبو وحتى دور المحشش المصري اللي بيشجع نيجيريا.
رحيل محمد شرف مع من سبقوه من هذا الزمن يفقد الشاشة مزيدا من
النبوغ الفني والموهبة السلسة التي تتسم بالمرونة لتقنع في كل أدوارها، رحم الله
محمد شرف.