صدى البلد يكشف تفاصيل مبادرة التضامن الاجتماعى لإلحاق الشباب الصم وضعاف السمع بالجامعات .. تفعيل مبادئ الدمج والمساواة وتكافؤ الفرص.. وإعداد كوادر جديدة للعمل كمترجمي إشارة

-التضامن تطلق مبادرة لإلحاق الشباب الصم وضعاف السمع بالتعليم الجامعي
-الوزارة تستهدف إيجاد نموذج ناجح للصم وضعاف السمع في التعليم الجامعي
- تفعيل مبادئ الدمج والمساواة وتكافؤ الفرص واحتراما لدورهم في المجتمع
-أميرة الرفاعى: إعداد كوادر جديدة للعمل كمترجمي إشارة
يعانى أبناؤنا الطلاب من ذوى إعاقة الصم وضعاف السمع من مشكلة كبيرة كانت تواجههم تتمثل فى عدم رغبة الجامعات المصرية فى قبولهم للالتحاق بها واستكمال دراستهم الجامعية.
كانت لا تقبل أى جامعة مصرية قبل عام 2015 أى طالب يعانى من الصم وضعف السمع ، إلى أن لجأ الطلاب وأسرهم لوزارة التضامن الاجتماعى التى حاولت حل الأمر، خاصة أن مشكلة هؤلاء الطلاب مشكلة لغة وليست قدرات ذهنية ومن ثم لا يوجد ما يعيق هؤلاء الطلاب عن استكمال دراستهم الجامعية.
وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع أكثر من جهة مبادرة إلحاق الشباب الصم وضعاف السمع بالتعليم الجامعي ، من أجل مساعدة الطلاب فى استكمال دراستهم الجامعية وتشهد المبادرة تطورا ملحوظا يوما بعد الآخر ، حيث بلغ إجمالى عدد الطلاب الملحقين فى الجامعات المصرية خلال العام الجامعى المنقضى 157 طالبا ، ونستعرض تفاصيل المبادرة فى السطور التالية:
الجامعات الملحق بها الطلبة:
«القاهرة– عين شمس- الإسكندرية - أسيوط –الشرقية "الزقازيق" - الفيوم - المنوفية».
الجهة المنفذة:
كليات التربية النوعية بالجامعات المستهدفة
الجهات الشريكة:
وزارة التضامن الاجتماعي- المجلس الأعلى للجامعات - المجلس القومي للاعاقة - نقابة مترجمي الإشارة- جمعية عذراء الزيتون- جمعية أصداء - جمعية راعي مصر- مؤسسة مصر الأمل- المركز الثقافي القبطي- مدرسين تربية خاصة تخصص إعاقة سمعية "متطوعين"– أولياء أمور.
أهداف المبادرة
تهدف المبادرة إيجاد نموذج ناجح للشباب والشابات الصم وضعاف السمع في مجال التعليم الجامعي يحقق لهم تفعيل مبادئ الدمج والمساواة والتكافؤ في الفرص واحتراما لدورهم في المجتمع، ونظرًا لخصوصية نوع الإعاقة الخاصة بالصم وضعاف والسمع، فإن كليات التربية النوعية من الكليات الجاذبة لهم نظرًا لمهاراتهم اليدوية وحسهم الفني، وتسعى المبادرة لتقديم نموذج للجامعات الحكومية والخاصة بمصر يمكن أن يحذوا حذوه ويحقق التنمية البشرية والتعليمية المنشودة لمجتمع الصم وضعاف السمع.
مبررات المبادرة
نتيجة للنماذج والتجارب الناجحة التي تم رصدها في تدعيم وتوفير تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة تم إلحاق 53 طالبا بخمس جامعات "القاهرة، عين شمس، الإسكندرية، أسيوط والزقازيق" عن العام الدراسي 2015/ 2016 و87 طالبا وطالبة عن العام الدراسي 2016/ 2017، ويشهد العام الجامعى الجديد إلحاق 157 طالبا فى سبع جامعات في «القاهرة– عين شمس- الإسكندرية - أسيوط –الشرقية - الزقازيق - الفيوم،المنوفية».
المراحل التنفيذية
تقدمت بعض الجمعيات الأهلية العاملة في مجال "الدعوة لحقوق الصم وضعاف السمع" إلى وزارة التضامن الاجتماعي ومعها تمثيل شبابي كبير من الصم وضعاف السمع، وتمت مناقشة مشكلات الإتاحة والوصول إلى مدارس خاصة بهم عوضًا عن صعوبة الوصول إليها وجودة التعليم بها. هذا بالإضافة إلى حرمانهم من فرص التعليم الجامعي.
وقامت وزارة التضامن بالتنسيق مع المجلس القومي للإعاقة وتمثيل من أولياء أمور شباب وشابات ذوي إعاقة بزيارة المجلس الأعلى للجامعات في هذا الشأن، كما قامت وزيرة التضامن الاجتماعي بمخاطبة وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات بحق ذوي الإعاقة السمعية في التعليم وبصفة خاصة في كليات التربية النوعية، وبعد لقاءات عديدة، أصدر الدكتور أشرف حاتم، رئيس المجلس الأعلى للجامعات السابق حينها قرارًا بالموافقة على إلحاق ذوي الإعاقة السمعية بكليات التربية النوعية وبالفعل تم التقديم والتنفيذ في 7 جامعات حكومية هي القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية والفيوم وأسيوط والمنوفية.
واشترطت الجامعات التي وافقت على إلحاق الطلاب ذوي الإعاقة السمعية بها أن يتم توفير مترجمي إشارة للطلاب، مع عدم تحمل الكلية أي تكاليف إضافية سواء على المستوى الإداري أو الفني.
ووافقت وزارة التضامن وبعض الجمعيات الأهلية المعنية بالقضية، على أن يقوموا هم بتوفير مترجمي الإشارة على الأقل في السنتين الأولتين حتى يتم كسب التأييد لقضية الطلاب ذوي الإعاقة، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الهدف هو تدعيم فكرة الدعم الطلابي لأقرانهم ذوي الإعاقة وتشكيل فريق متطوعين لدعم زملائهم وتعلم لغة الإشارة.
وتم تشكيل لجنة تيسيرية مكونة من د.نيفين القباج ،وأميرة الرفاعي ،ودعاء مبروك ،نادية عبدالله ،محفوظ نصر الله "مصر الأمل"، المستشار أمير رمزي ممثل جمعية راعي مصر ، و مها محروس ممثل أولياء الأمور، سمير عشم ممثل جمعية عذراء الزيتون لتمثيل القضية والمتابعة المستمرة مع لجنة اجتماع كليات تربية نوعية تحت قيادة الدكتور عبدالرحمن عطية (عميد كليات تربية نوعية) والذي يتم انعقاده مرة كل شهر.
وقامت اللجنة التيسيرية بعقد عدة اجتماعات "اجتماعات شهرية دورية" مع المجلس الأعلى للجامعات لمناقشة التصورات العامة للمبادرة والتطورات المرتبطة بعملية إلحاق الصم وضعاف السمع وتحديد المشكلات والعمل على حلها، كما تم الاجتماع في مقر وزارة التضامن بكل الشركاء من المجلس القومي لشئون الإعاقة والجمعيات الأهلية ونقابة مترجمي الإشارة ومترجمي الإشارة للاتفاق على تقسيم المهام والأدوار.
وتم الاتفاق على أن تقوم جمعية عذراء الزيتون "مها محروس- ولية أمر متطوعة" بالتنسيق مع الطلبة والأعمال الإدارية، وتم تسجيل رغبة الاتحاد النوعي لجمعيات الصم وضعاف السمع الخاصة بإسهام في التدريب وتوفير مترجمين وترجمة مواد علمية ،والاتفاق على الحاجة الى مدون، ومعلم مساعد وملخص لمساندة الأنشطة التعليمية.
نسبة النجاح
لم تتعد نسبة النجاح خلال عام 2015-2016 50 %، حيث بلغت 41%، ولكنها كانت مرضية نتيجة للعديد من الأسباب منها تأخر التحاق الطلاب بجامعاتهم وذلك نظرًا لتأخر إصدار قرار قبول إلتحاقهم بالجامعات ، وتنفيذ المبادرة لأول مرة داخل الجامعات وتأثرها بعدم القبول من بعض أعضاء هيئة التدريس ،والعوائق والتحديات التي واجهت المبادرة والتي لم يتم توقعها قبل التنفيذ وخاصة فيما يتعلق بمترجمي الإشارة.
العوائق والتحديات
وهناك العديد من العوائق والتحديات التى تواجه المبادرة منها أن هناك جامعات قد قامت بتطبيق قرار رئيس المجلس الأعلى للجامعات بشأن إلحاق الطلبة ذوي الإعاقة السمعية بكليات التربية النوعية إلا أن باقي الجامعات لم تنفذ ولكن نأمل مع نجاح التجربة يتم تعميمها وقبول الطلاب حسب قرار الدكتور أشرف حاتم رئيس المجلس الأعلى للجامعات السابق – آنذاك -.
الأنشطة المستقبلية للمبادرة
ومن جانبها قالت أميرة الرفاعى، منسق شئون الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعى وعضو اللجنة التيسيرية، أن هناك أنشطة مستقبلية للمبادرة منها بداية إعداد كوادر جديدة للعمل كمترجمي إشارة من قبل المركز الثقافي القبطي، والعمل على تكوين مجموعات داعمة على الأقل داخل جامعتي الإسكندرية وعين شمس للعمل على مشاركة الطلاب الصم بأنشطة الكليات لإدماجهم مع زملائهم فى نشاط الجامعة فى أسرة أصدقاء الصم.
وأضافت الرفاعى أنه سيتم الإسراع في إنهاء عملية توقيع التعاقد مع عدد 21 مترجما، كما أن هناك سعيا لفتح الجامعات تخصصات أكثر ، وكذلك فتح الجامعات الأخرى التى لم تفتح أبوابها لاستقبال الطلاب.
وأوضحت الرفاعى أن هناك تعبئة الموارد لتوفير التمويل والدعم لنشاطات مساندة الصم من صندوق دعم الجمعيات بوزارة التضامن الاجتماعي بالإضافة إلى شركاء من القطاع الخاص، العمل على تعديل نظام القبول بالكليات "ليكون عبر مكتب التنسيق" وإجراء امتحانات قبول للطلبة قبل قبولهم بالكليات لاختبار قدرتهم على القراءة والكتابة ، وضرورة العمل على توعية المدرسين، الطلبة والمجتمع بقضايا الصم، ووجودهم بالجامعات وكيفية التعامل معهم.
وتابعت الرفاعى أن إجمالى عدد الطلاب فى السبع جامعات خلال العام الجامعى 2017-2018 بلغ 157 طالبا وبلغت نسبة النجاح 78% ، وهذا العدد وهذه النسبة يكشف زيادة عدد الطلاب الملحقين بالجامعات وزيادة نسبة النجاح ، خاصة أنه لا يطلب تقديم أي تسهيلات للطلاب فى الامتحانات.