الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين شحاتة يكتب: العاصى الأعظم وفزاعة سد النهضة

صدى البلد



أن القلق و التوتر الذى يكسو المزاج العام للشعب المصرى حينًا بعد أخر تزامنًا مع متابعة أخبار سد النهضة الأثيوبى ، وقد هدئ هذا التوتر قليلًا بعد قسم رئيس وزراء إثيوبيا "آبى أحمد علي" خلال أول زيارة إلى مصر بأن سد النهضة لن يكون له أى آثار ضارة على مصر وشعبها ، وتلاشى هذا القلق مع إعلان رئيس الوزراء الأثيوبى أن سد النهضة قد لا يرى النور ، وهذا القلق والتوتر قلق غير مبرر ولا محل له من الإعراب ورقص أعداء الوطن فى الخارج والمعارضة الحاقدة والكارهة فى الداخل على هذا الملف هو دليل قصور وعدم فهم ليس فقط لقوة الفريق المفاوض من الأمن القومى والخارجية لإيمانه بقيمة وأهمية نهر النيل لمصر فحسب ، بل العناية الربانية التى وهبت هذا النيل لمصر ليكون هبتها ، وهناك أدلة كثيرة لهذه العناية الربانية نذكر منها ، أن معظم أنهار الدنيا وكما لاحظ الرومان تنبع من الشمال وتصب فى الجنوب عكس نهر النيل كما أنه يزيد وقت تنقص الأنهار ، وينقص وقت زيادة الأنهار ما جعل عمرو بن العاص يطلق عليه " سيد الأنهار" ، ومع زيارة المصريين القدماء للعراق أطلقوا على نهر الفرات النهر المعكوس لأنه ينبع من الشمال ويصب فى الجنوب ، و وجدوا أهل الشام يطلقون على نهر "الأورنط" فى الشام "النهر العاصى" كونه ينبع من الجنوب ويصب فى الشمال فى سوريا فأطلق المصريون على النيل "العاصى الأعظم ".

ومن أدلة العناية الربانية لمصر ونيلها حديث علماء الجغرافيا عن مسافة 2000 كم التى يقطعها النيل فى الصحراء النوبية دون أى روافد والتى يتعمد أن يسير بعمق أكبر وعرض أقل من باقى المسار لتقليل الفاقد بفعل البخر ، هذا بالأضافة إلى طبيعة المنطقة الجيولوجية التى لا تحتاج سوي تغيير محدود ليتجه النيل غربًا ويصب فى البحر الأحمر أو شرقًا فى الصحراء الكبرى وينتهى به المطاف كنهر محلى فى بحيرة تشاد أو الصحراء كنهر النيجر أو الكنغو .

و بالنظر إلى منابع النيل نجد أدله كثيرة منها أنه ينبع من دائرة عرض 4 خلف خط الإستواء ويصب فى دائرة عرض 31 شمال خط الإستواء وخلال هذه الرحلة العرضية يتسكح النيل شرقًا وغربًا ولكنه يحافظ على بوصلته الداخلية ليصب فى الشمال فى خط طول مطابق أو يكاد مع المنبع ، ويتحدث علماء الجغرافيا أيضًا عن طمى الحبشة الذى ينقله النيل إلى مصر و الذى يحمل إعجازًا آخر ، حيث أن هذا الطمى وصل إلى مصر فى توقيت مناسب بعد تكون وسادة كونتها تفتتات صخور أودية البحر الأحمر فى العصر المطير لتكون بمثابة الفلتر الذى يحمل طمى الحبشة ، ويؤكد علماء الجيولوجيا أن طمى الحبشة بدون هذه الوسادة سيكون نقمة على مصر حول سيحولها إلى مستنقع ضخم يستحيل العيش فيها ، بالأضافة إلى أن النيل يحمل الطمى الحبشي دون أن ينقل معه الأعشاب الضارة التى تكثر فى المناطق الإستوائية وينقل النافع منها فقط إلى مصر حيث المناخ المعتدل .

وعن مياه النيل لن نجد دليلًا على تفرد هذا النهر العاصى أكثر من حديث العرب عنه أنه أعذب مياه الإسلام ، ولولا الليمون الحمضى لمات المصريون من حلاوة مياهه ، هذا كله يؤكد أن النيل لمصر ولم ولن يكون لغير مصر وأنه فى معية الله ،فمن عاش وجيشه يحميه فلا يقلق فما بال من عاش وعناية الله تحميه .