الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند العربي تكتب: مائدة أديب !!

صدى البلد


قمة الاستفزاز بمشاعر المواطنين من الفقراء والمساكين أن يهل علينا الإعلامي عمرو أديب ببرنامجه الحكاية المذاع علي قناة مصر ام بي سي، في إحدي الفقرات وهو يفترش مائدة كبيرة بها كل ما لذ وطاب وكل خيرات الله ويعرضها أمام الكاميرات بكميات كبيرة قد تصل الي ثلاثة رؤوس منك الماشية وكميات كبيرة من اللحم البقري والجاموسي المذبوح ويراها الجمهور الذي يجمع بين الفقراء والمحتاجين محدودي ومتوسطي الحال الذي بات حالهم غير الحال.

فلم يدرك الإعلامي عمرو أديب وغيره من الإعلاميين الذين يتقاضون راتبهم بالدولار شهريًا، كيف يكون شعور المواطن الفقير والبسيط حين يشاهد تلك المشاهد تعرض علنًا بالشاشات، في حين أن المهنية تقتضي ان يتحدثوا بلسان ذلك المواطن الذي لا يملك ثمن اثنان كيلو من اللحوم في ثلاجته المتواضعة طيلة نفس الشهر، وإن كان لا يستطيع ان يتحدث عن معاناته فلا داعي أن يزيدها ثقل وبلاء.

فلا أعلم في حقيقة الأمر ما الحكمة من وراء هذه الحلقات التي تستهدف فقط عرض رؤوس الغنم والبقر في فقرات قد تكلف صاحب القناة عشرات الآلاف، وهل السبب منها هو الإعلان لصاحب تلك الوليمة من أصحاب محال الجزارة "والكبابجي الفلاني" هنا وهناك، في حين لو تم توزيع هذه المبالغ الطائلة على هذه الأسر المحتاجة لكفت جميع احتياجاتهم وكان عمل محمود، غير ان مثل هذه الحلقات منها ما هو مخالف لقرارات ودعوات الحكومة والمسؤولين الذين يدعون الناس بالصبر والتدبر، كما تعتبر مخالفة لتوصيات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يدعو مرارًا وتكرارًا بتحمل الظروف التي تمر بها البلاد وأن نتكاتف سويًا من أجل الخروج من عنق الزجاجة.

وإن كان من الاولي أن يقوم هؤلاء الاعلاميين بتوزيع بعض من تلك الوجبات علي أهالي القري والنجوع أو المساكين بالشوارع وفي العشوائيات ومن الممكن ان يكون في شكل إعلان لصاحب المنتج أيضا
ولكن في مضمونه الرحمة والإنسانية، فتدخل علي قلوبهم البهجة والفرحة بدلًا من الإستفزاز والشعور بالطبقية والتمييز .

ولكن ما نشاهده اليوم، ولفت نظري له تأثير ضار اجتماعيًا وخاصة إن كان المعلن شخصية مشهورة ولها تأثيرها على المجتمع فقد يكون من شأنها إثارة البلبلة وتهديد السلم الاجتماعى بين الطبقات الفقيرة التي لا تملك قوت يومها، وأتذكر أن في السابق كان للإعلام دور هام في مثل هذه المواقف من خلال عرضه برامج متخصصة في مساعدة المواطنين وكفالة الأسر المحتاجة وتقديم المعونات لهم من القادرين وجمعها وتوصيلها لمن يستحق.

وقد أمرنا الله عز وجل أن نحسن الي الفقراء والمساكين ونعطي لهم من أموالنا ولا نفعل ما يجعلهم مكسورين، وتلك الفقرات قد تسبب في الحزن الشديد الي الأسر الفقيرة الذين يشاهدون خيرات الله علي مائدة أديب وغيره وهم غير قادرين علي شرائها، وكما فرض الله سبحانه وتعالي الزكاة علي كل مسلم حتي لا يكون بيننا فقيرا ولا محروما، فعلي أصحاب المحال والمعلنين في القنوات أن يقوموا بتوزيع مثل هذه الوجبات والأطعمة على الفقراء أفضل من ظهورهم عبر شاشات الإعلام، أما عن بعض الإعلاميين الذين يقدموا مثل تلك الحلقات ويتناولون الأطعمة جهرًا وهم يتلذذون بطيبة مذاقها من خلال إبداء بعض الكلمات في موقف استفزازي قد يفقدهم رصيد كبير عند المشاهد الذي لا يري أي متعة أو جاذبية فيما يتم عرضه غير ان يقابله بالنقد اللازع، وبالتالي عزف الكثيرون عن مشاهدة تلك النوعية من البرامج، والاولي أن نترك هذه الفقرات تعرض في قنوات "الطبخ والسفرة والمأكولات" واعتقد أنها تقوم بواجبها وأكثر في تقديم فن الطبخ والأصناف الشرقي والغربي، فلا حكمة أو فائدة من تحول أحد فقرات برامج التوك الشو الي فقرات من قناة سي بي سي سفرة أو عرض لمقطع من قناة فتافيت، وحتي هذه القنوات المتخصصة لا تعرض ذلك الكم الهائل من اللحوم !!

لذا نقول ... رفقًا بالفقراء والمساكين واحذروا استفزاز المواطن البسيط فقد ضاع رصيدكم عند الكثيرين !