الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العاصمة الإدارية دليل التحدى والإنجازات



من يعيش داخل مدينة القاهرة من المواطنين العاديين يشعر أن المدينة لم يعد بها طاقة أو متنفس لاستقبال عبأ جديد من أعباء البشر , سواء من خلال اللجوء إليها كأغلب سكانها الأصليين الذين وجدوا ضالتهم فى القاهرة كباقى مدن مصر . حينما انتقلوا من الريف الى الحضر أو من محافظة أخرى للتعايش فى القاهرة بسبب طبيعة وظائفهم وأعمالهم , أو بسبب المواليد الجديدة التى تضع أرقاما فوق أرقام كل يوم , لدرجة أن التكدس السكانى أصبح أحد أهم أسباب الحياة الصعبة العنيدة التى تواجه الجميع فى المدينة الحزينة , وإن كانت الحياة الصعبة العنيدة غير مرتبطة بالاقتصاد والماديات عند طبقة معينة , إلا أنهم يواجهون كباقى الطبقات المواجهات النفسية التى لم يعد على احتمالها أى بشر .
فالتكدس السكانى أدى إلى الضيق النفسى والملل الناتج عن الحياة الرتيبة التى تتكرر كل يوم لهؤلاء البشر المطحونين فى عجلة ودوامة الحياة , والعناد النفسى الذى يشعر به المواطن داخل القاهرة , كان أحد أهم أسباب إنتشار الجريمة وأحد أسباب انتشار الانحلال الأخلاقى وتوابعه , وأحد أسباب انتشار الفساد غير المبرر , وكان أحد أهم أسباب إنتشار الخصومة بين البشر فى كل مكان , فالكل لا يقوى على احتمال الآخر.

والمبانى داخل القاهرة باستثناء أماكن نطلق عليها المناطق الراقية , كلها كفيلة لتصدير الحالة النفسية العميقة الصعبة , حيث يعيش فى المدينة أكثر من العدد اللازم على مساحة أرض لا تستوعب هذا العدد المهول من سكان القاهرة وضواحيها والذى يقترب من 20 مليون نسمة بدون مبالغة .. هذا العدد الكارثى كان بمثابة ناقوس الخطر الذى شعرت به القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتخطيط عمران جديد يليق بأبناء مصر وإنتشال المصريون من الحياة التى لا يستحقوها وعاشوا فيها كثيرا , ومواكبة الزمن الذى نعيشه والذى يواكب التطور العالمى والتخطيط العمرانى المرتبط بالفن والثقافة والحضارة الجديدة , فلم يعد بالإمكان أن نعيش ونحيا ونربى أبناءنا على ذكرى الحضارات المصرية القديمة الممتدة من أكثر من 7000 سنة , فالحضارة الجديدة التى تؤسس الآن ستجعل مصر فى مقدمة الدول , وستكون بمثابة رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط , وستعيد أمجادها القديمة بأفعال لا أقول متكررة منذ عشرات أو مئات السنين , فالحياة على الأطلال لم يعد لها وجود فى زمن التكنولوجيا والتخطيط المدروس والسرعة التى تنتاب الكرة الأرضية كلها.

فالمدن الجديدة والتى يصل عددها الى 14 مدينة وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة ستكون بمثابة المتنفس الحقيقى الذى ينقل أكثر من 30% من سكان مصر إليها ـ على الأقل فى والوقت الحالى ـ 

وستزداد هذه النسبة تباعا بالاستقرار والتعايش التام فى المدن الجديدة , وبالتالى يتم حل مشاكل كثيرة فشل المسؤولون فى حلها على مدار السنوات الـ 50 الماضية , فمشكلة المرور مثلا لن تحتاج الى حلها فى الوقت الحالى وإن كانت ستوضع فى خطة مدروسة مستقبلية لتلاشى الوقوع فيها من جديد، هذا سيحدث حينما يتم نقل المصالح الحكومية والمبانى الحكومية والشركات الكبرى الى العاصمة الإدارية مثلا حيث ستكون وجه الجميع على طرق تم وضعها خلال السنوات القليلة الماضية بتخطيط مدروس وممنهج لتصبح طرق بمواصفات ومعايير دولية , ثم ما تصل هذه الطرق بالمدن الأكثر حضارة وجمالا من خلال مبانيها الموحدة على الطراز المصرى الحديث والمواكبة للعصر والتكنولوجيا والتخطيط , فلم يعد للعشوائية مكان ولم يعد للتخطيط غير المدروس وجود .

وكما أن المدن الجديدة ستحل أزمة من خلال مبانيها , ستوجد الفرصة أيضا , للحكومات القادمة , أن تضع المناطق العشوائية فى خطط التطوير الذى يوازى قيمة مصر وحضارتها الممتدة , مثل منطقة مثلث ماسبيرو الذى سيكون قطعة جمالية فى وسط القاهرة يعبر عن عاصمة أكبر دولة فى الشرق الأوسط وأم الدنيا.

وما ألمنى بشدة خلال الفترة السابقة هو التقليل من أعمال ما كنا نحلم بتنفيذها أو وجودها من الأساس , فكل من سبق كان يأتى ليكمل مسيرة الإبقاء على ما هو موجود بالإمكانيات المتاحة , ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان واحد من الذين قرروا الخروج عن المألوف بالمألوف الحقيقى , حيث إن المألوف الحقيقى هو البناء من أجل صناعة أمجاد جديدة وبناء دولة حضارية تنافس بحضارتها الدول أصحاب الحضارات الجديدة، وصناعة مجد عام نفتخر به ويُذهل العالم كله , والحفاظ على الهوية المصرية , بالإضافة الى الحفاظ على حق الأجيال القادمة فى الحياة الحقيقية التى يستحقوها لأنهم فى مصر أم الدنيا التى علمت العالم الحضارة والعلوم , لذلك سنجد أن العاصمة الإدارية وباقى مدن مصر الجديدة هى عنوان ودليل للتحدى التى تواجهها مصر والإنجازات المستمرة .





المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط